تمر اليوم الذكرى الـ 34 لمجزرة صبرا وشاتيلا، والتى وقعت بين يومى 16 و19 سبتمبر 1982م، حيث ارتكبت مليشيات إسرائيلية مجزرتهم الشهيرة بحق اللاجئين الفلسطينيين فى صبرا وشاتيلا، بدعم وتغطية من الجيش الصهيونى. أتت مجزرة صبرا وشاتيلا، بعد يوم من اجتياح القوات الصهيونية بقيادة شارون وزير الدفاع آنذاك فى حكومة مناحيم بيجن، غرب بيروت وحصارها المخيم، بناءً على مزاعم بأن منظمة التحرير الفلسطينية التى كان مقاتلوها قد غادروا لبنان قبل أقل من شهر خلّفوا وراءهم نحو ثلاثة آلاف مقاتل فى المخيم. تحت هذه اللافتة حوصر المخيم، وقام الجيش الصهيونى بأمر من قيادته المتمركزة على مشارف شاتيلا بإلقاء قنابل الإنارة فوق المخيم، لتسهيل تحرك رجال المليشيات داخله. وقد قامت هذه المليشيات بعمليات قتل واغتصاب وتقطيع جثث طالت النساء والأطفال والشيوخ بصورة رئيسية، امتدت إلى مستشفيى عكا وغزة القريبين لتشمل طواقمهما من الممرضات والأطباء، إضافة إلى عائلات لبنانية تقيم فى صبرا. فى أيام الخميس والجمعة والسبت من سبتمبر عام 1982م استيقظ لاجئو مخيمى صابرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية فى تاريخ الشعب الفلسطينى الصامد، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره فى حق حركات المقاومة والتحرير، فانضم الجيش الصهيونى إلى حزب الكتائب اللبنانى ليسطروا بالدم صفحة من صفحات الظلم والبطش فى مجزرة لتصفية الفلسطينيين وإرغامهم على الهجرة من جديد. صدر قرار مذبحة صبرا وشاتيلا برئاسة رافايل إيتان رئيس أركان الحرب الصهيونى، وأرييل شارون وزير الدفاع آنذاك فى حكومة مناحيم بيجن. بدأت مجزرة صبرا وشاتيلا فى الخامسة من مساء السادس عشر من سبتمبر، حيث دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين من المجرمين والسفاحين، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم، وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة؛ أطفالٌ فى سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى فى دمائهم، حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ، ونساءٌ تمَّ اغتصابهنّ قبل قتلِهِنّ، رجالٌ وشيوخٌ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره. نشروا الرعب فى ربوع المخيم، وتركوا ذكرى سوداء مأساوية، وألمًا لا يمحوه مرور الأيام فى نفوس من نجا من أبناء المخيمين. 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة، أحكمت الآليات الصهيونية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم، فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة فى الثامن عشر من سبتمبر، حين استفاق العالم على مجزرة من أبشع المجازر فى تاريخ البشرية، ليجد جثثًا مذبوحة بلا رؤوس، ورؤوسًا بلا أعين، ورؤوسًا أخرى محطمة، ليجد قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطينى، والمئات من أبناء الشعب اللبنانى. عدد الشهداء فى مجزرة صبرا وشاتيلا لا يعرف بوضوح، وتتراوح التقديرات بين 3500 و5000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين، ولكن من بينهم لبنانيون أيضًا.
http://www.youm7.com/story/2015/9/16/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%8034-%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D8%B5%D8%A8%D8%B1%D8%A7-%D9%88%D8%B4%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%84%D8%A7-%D8%A8%D8%AD%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%8A%D9%86-%D8%A7/2349980#.VfkZP9Kqqkp