تعمل وسائل التمويه على حماية الآليات العسكرية قبل دخولها المعارك بأدنى حد من الخسائر، حتى إذا كان العدو مجهزاً بأحدث وسائل الاستطلاعن ذلك أن الاستخدام المبدع لتمويه الأسلحة يربك العدو ويصعّب عمليات كشف أماكن تواجدهذه الآليات واستهدافها وتدميرها. موقع " روسيا ما وراء العناوين" يستكشف كيفية إخفاء حاملات الصواريخ الروسية الاستراتيجية ومنظومات الدفاع الجوي على أرض المعركة.
الطلاءيعدّ الإخفاء بالطلاء من أشهر أنواع التمويه وأكثرها شيوعاً، حيث يجري إخفاء الآليات عن أنظار العدو لفترة معينة من الزمن إلى أن يحين استخدامها، وعند تغيير لون الآلية وتشويه منظرها الخارجي تتقلص إمكانية رؤيتها، وتصبح هذه الآلية شبيهة بالحرباء التي تتماهى مع الوسط المحيط.
ولذلك بالذات فإن معظم دبابات " تي ـ 72" الروسية تُصبغ بلون بني مخضر، وهو اللون السائد في الحزام المتوسط. أما دبابات " تي ـ 90" التي أُرسلت إلى البيرو للاختبارات في عام 2013 فقد مُوهت خصيصاً بلون صحراوي ـ سهبي وهو لون ما بين الرمادي والأصفر
اللف بالشبكة
طريقة أسرع وأقل تكلفة، ولكنها ليست الطريقة المناسبة دائماً لإخفاء السلاح، وهي تعني ببساطة رمي غطاء تمويه على الآلية يكون له شكل شبكة ذات أشرطة مضفورة مصنوعة من غشاء بلاستيكي مطلي بالكامل. وهنا أيضاً يعتمد اللون على المكان الذي تجري فيه العمليات الحربية، ابتداءً من اللون " القطبي الشمالي" وهو اللون الأبيض وحتى اللون البني.
ولا تفقد هذه الشبكة خصائصها حتى في درجات الحرارة القصوى، كما أنها لا تتأثر بالنار أو الرطوبة أو العفن أو أشعة الشمس المباشرة. ولكن يوجد في هذه الشبكة عيب واضح، فهي تحمي فقط من كشف العدو للآليات عبر الوسائل البصرية، ذلك أن آلة التصوير في طائرة الاستطلاع من دون طيار لا تسجل أي شيء يثير الشك. ولكن إذا كانت مجهزة، لنفترض، بجهاز رؤية حراري، فإنها تكشف الدبابات أو وسائل الدفاع الجوي المخفية بسهولة ( يمكن لمحركاتها ومعداتها أن تمتلك حرارة كبيرة بالمقارنة مع درجة حرارة الوسط المحيط).
ذر الرماد في العيون
بعبارة أخرى؛ استخدام الساتر الدخاني. فمن أجل ألا يعرف العدو أين تتموضع الآليات، تستخدم السواتر الدخانية على نطاق يتجاوز أبعاد الآليات المموهة بعدة أضعاف. وبالمحصلة فإن الآليات تختبئ في سحابة ضخمة، أو سواتر أيروزول ( هكذا يسمون التمويه بمساعدة الدخان) ويتلاءم، بصورة مثالية، الجمع ما بين طلاء التمويه للآليات أو الشبكات الساترة. ولكنها، كطريقة للتمويه؛ متقلبة ويصعب الاعتماد عليها، نظراً لأن " ذر الرماد" في عيون العدو ممكن في حالة الطقس الجاف والواضح وسرعة رياح عادية، ذلك أنه كلما ازدادت سرعة الرياح تبدد الساتر الدخاني بسرعة وتسرب الدخان على عمق قليل. وعلى أية حال، فإن الهدوء الكامل غير مرغوب أيضاً، أما الأمطار الغزيرة بشكل عام فتبدد الساتر الدخاني، ولا تترك أي أثر للتمويه.
النماذج المضغوطة
النماذج المضغوطة، أو "المنفوخة" أفضل من السواتر الدخانية ( آيروزول)، أما ذر الرماد في العيون فيمكن أن تكون أكثر فعالية، فخلال بضع دقائق تصبح الدبابة أو الطائرة أو الصواريخ المضادة للطيران المنفوخة جاهزة، ولا يمكن تمييزها من الجو عن " أخواتها" المعدنية. وتمثل النماذج المنفوخة هيكل غشاء مغلف محكم الإغلاق، وكل نموذج مجهز بأجهزة محاكاة حرارية ورادارية وبوحدة طاقة وتهوية، وتتعلق كتلة كل نموذج بحسب النوع ويمكن أن تتراوح ما بين 30 ـ 100 كيلوغرام.ويمكن نقل هذه النماذج سواء بالسيارات أو المواصلات البحرية أو الجوية، وهناك أيضاً بعض النماذج التي يمكن وضعها في حقيبة الظهر بسهولة، وتعتزم وزارة الدفاع الروسية شراء نماذج منفوخة في إطار البرنامج الحكومي للتسليح حتى عام 2020، وخصصت لذلك بنداً خاصاً وهو " شراء آليات تمويه ومحاكاة".المحاكاةفي معرض " أيام الابتكار" الذي نظمته وزارة الدفاع في 5 ـ6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن عن أنه من أجل تمويه منظومات الصواريخ الاستراتيجية " يارس" يجري إنشاء طريقة جديدة تماماً لإخفائها، فبمساعدة أشعة ليزر خاصة سوف يجري إنشاء هولوغرامات ( صور ثلاثية الأبعاد) ضخمة تحاكي منصات إطلاق صواريخ" يارس". وبحسب قول المصممين فإن هذا التأثير البصري يسمح بتضليل العدو من خلال إظهار المنظومات في أماكن غير الأماكن المتواجدة فيها فعلاً، ومن خلال تمويه حاملات الصواريخ على خلفية البيئة المحيطة أو تحت المنشآت المخصصة لأغراض مختلفة، غير أنه لا توجد معلومات دقيقة عن وصول صور مجسمات (هولوغرام) إلى القطعات العسكرية.
http://arab.rbth.com/science-and-technology/2015/10/22/485135