إسرائيل تمرر الرواية التوراتية على الأقصى لطمس هويته
حــــرب متعــــددة الاتجاهـــات علــى القــدس
يشن الاحتلال حرب متعددة الاتجاهات في القدس، أخطرها حرب الرواية التوراتية التي يريد تطبيقها على أرض الواقع من جهة، وتدمير التاريخ والجغرافية ومصادرة الأرض باسم هذه الرواية من جهة أخرى، كما يسعى الاحتلال إلى غسل دماغ الإنسان المقدسي، من خلال استخدام أسماء عبرية للتأثير على الوعي الفلسطيني.
ووضعت بلدية الاحتلال لافتات تهويدية باللغة العبرية على مداخل وأبواب المسجد الأقصى المبارك، في إشارة خطيرة لقرب إقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، كما قامت بتغيير المعالم الإسلامية وتغيير أسماء الأسواق والشوارع في البلدة القديمة، وحملت اللافتات مسميات تلمودية توراتية، منها المسجد الأقصى يعني بالعبرية “هار هبايت” أي جبل الهيكل، بمعنى الجبل الذي سيبنى عليه الهيكل.
ويرى المقدسيون لافتات تحت مسمى جبل الهيكل عند مداخل الأقصى من الخارج، وخاصة عند باب المجلس بأنها خطوة خطيرة للغاية ومحاولة لتهويد المسجد. وقال مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا لـ”الخبر”، إن “أخطر ما في الأمر إنها مقدمة لمقترحات إسرائيلية للاستيلاء على الأقصى، بالإضافة إلى تمرير رواية تلمودية يهودية للأقصى لكل زائر له”.وأضاف أن “الاحتلال يريد بذلك طمس الحضارة والتاريخ الإسلامي وتزوير الحقائق”، مطالبا الجميع “بالتعامل بحذر مع أي اسم عبري، لما له من تبعات خطيرة على الأقصى ومحيطه”. وبدوره بيّن “ناجح بكيرات” رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث، المخاطر لهذه المخططات، التي تتمثل في السعي لاحتلال الأقصى وتغيير الواقع وضرب الذاكرة الفلسطينية العربية الإسلامية، وخلق واقع احتلالي إحلالي توراتي، وكذلك ترحيل كل العرب واللغة والهوية مستقبلًا، كما أن هذه الإجراءات تهدد السكان المقدسيين.
وحول كيفية مواجهة هذا الواقع، قال بكيرات لـ”الخبر”: “لابد من مواجهتها عبر الصمود ووجود مخطط فلسطيني مقاوم، وأن تقوم الجهات المختصة بوضع لافتات بالعربية توضح أسماء الأماكن والمعالم وتاريخ نشأتها بالمدينة، وعلى العالم العربي والإسلامي تنفيذ الخطة التي تم تقديمها لمقاومة مشروع الرواية برواية فلسطينية عربية.
وفي السياق، اقتحم 62 مستوطنا المسجد الأقصى بالزى العسكري، في حين أوقفت شرطة الاحتلال طلبة المدارس متسببة بحالة من التوتر في البلدة القديمة، وتولت عناصر من الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال توفير الحماية للمستوطنين. وشرعت مجموعات صغيرة ومتتالية من المستوطنين اليهود، أمس، باقتحامات للمسجد المبارك من باب المغاربة.
وقال شاهد عيان لـ “الخبر”، إن شرطة الاحتلال اعتدت على سيدة مقدسية وأوقفت عشرات الطلاب والطالبات من الأطفال وفتشت حقائبهم المدرسية، ولم تتوقف هذه الإجراءات إلا بعد اعتراض مواطنين من القدس على هذه الاستفزازات.http://www.elkhabar.com/ar/monde/449264.html