شن الطيران الحربى الإسرائيلى، فجر أمس، غارة جوية على قطاع غزة رداً على إطلاق صاروخ على جنوب إسرائيل لم يسبب إصابات، وفق ما أكدته مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة. وقال الجيش الإسرائيلى، فى بيان إن «صاروخا أُطلق من قطاع غزة على جنوب إسرائيل وسقط فى منطقة غير مأهولة دون أن يُسفر عن جرحى»، وأضاف: «رداً على هذا الهجوم استهدف الجيش موقعاً عسكرياً لحماس فى وسط قطاع غزة».
وأوضح الجيش الإسرائيلى أن الصاروخ يُعد الـ20 منذ مطلع العام الحالى، الذى يطلق من القطاع الفلسطينى الذى تسيطر عليه حركة حماس، موضحاً أن «منظمة حماس مسئولة عن كل عمل إرهابى مقبل من قطاع غزة». فيما أُصيب 4 من جنود الاحتلال الإسرائيلى، صباح أمس، فى عملية دهس على حاجز «زعترة» جنوب مدينة «نابلس» فى الضفة الغربية، تلاها إطلاق النار على منفذ العملية، ولم تحدد درجة خطورة إصابته بعد. وأوضح جيش الاحتلال، فى بيان، أن بين المصابين جنديين وشرطى حرس حدود، وتم نقلهم إلى المستشفى. وذكرت مصادر فلسطينية أن منفذ العملية هو الشاب الفلسطينى عزمى نفعا (21 عاماً) من مدينة جنين.
ويتزامن هذا مع وصول وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، الذى وصل، أمس، إلى مطار «تل أبيب» الدولى، فى زيارة لإسرائيل والضفة الغربية من أجل محاولة التوصل إلى تهدئة. ونقلت وكالة الأنباء الأمريكية «أسوشيتد برس» عن «كيرى»، فى أول رحلة له إلى إسرائيل منذ أكثر من عام قوله، «إن الزيارة لا تشتمل على جدول أعمال طنان، ومبالغ فيه للسلام الإسرائيلى الفلسطينى». وبدلاً من ذلك، قال إنه يريد المساعدة فى إخماد أعمال العنف الأخيرة وضمان أن «الناس لا يعيشون فى إرهاب يومى مطلق، حيث ربما يتم طعنهم أو دهسهم أو قتلهم بالرصاص».
وأدان وزير الخارجية الأمريكى موجة الهجمات الفلسطينية ضد الإسرائيليين، أثناء لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى القدس، خلال زيارة تهدف إلى محاولة وقف العنف. وقال «كيرى»، للصحفيين فى مكتب «نتنياهو»، «قبل بدء المحادثات بالطبع يجب ألا يعيش الناس فى أى مكان مع عنف يومى وهجمات فى الشارع ترتكب بسكاكين أو مقصات أو سيارات». وأضاف أن «هذه الأعمال الإرهابية تستحق الإدانة، واليوم أنا أعبر عن إدانتى التامة لأى عمل إرهابى يودى بحياة أبرياء».
وتتركز زيارة «كيرى» على وقف العنف وتحسين الظروف على الأرض. وقد أكد مراراً ضرورة القيام «بخطوات عملية» لخفض التوتر ووقف الخطاب الاستفزازى والسماح بالوصول إلى الأماكن المقدسة فى القدس. إلا أن وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس» ترى أن التفاؤل فى نجاح «كيرى» فى إقناع «نتنياهو» والرئيس الفلسطينى محمود عباس، باستئناف محادثات السلام ضئيل. فيما قال مسئول أمريكى كبير للوكالة ذاتها: «ليس هناك اتفاق يمكن التوصل إليه بين الجانبين الآن». وتأتى زيارة كيرى بعد شهرين من أعمال عنف أسفرت عن مقتل 92 فلسطينياً، بينهم عربى إسرائيلى واحد، و17 إسرائيلياً، وأمريكى وإريترى. وتثير دوامة العنف مخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة. تلقى سامح شكرى، وزير الخارجية، الذى يقوم حالياً بجولة آسيوية تشمل كوريا الجنوبية واليابان، اتصالاً من وزير الخارجية الأمريكية «كيرى».
http://www.elwatannews.com/news/details/845010