يتصاعد التوتر بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط الأخيرة لمقاتلة روسية. ويبدو أن العقوبات الإقتصادية التي تفرضها روسيا على تركيا سيكون لها تداعيات كبيرة على العلاقات بين البلدين. لدرجة أن وسائل إعلام أميركية كثيرة بدأت بتناول احتمال إغلاق تركيا لمضائق الدردنيل والبوسفور كجزء من رد الفعل مما يغلق ممرا أساسيا بوجه السفن الروسية العسكرية المتوجهة إلى سوريا. فما هي ضريبة إغلاق تركيا للمضائق؟ وما هي أنظمة الصواريخ التي جهّزت بها السفن المارّة في المضائق؟
قبل البدء بالقدرات العسكرية في المضيقين، الجدير بالذكر، أنه من المعروف وفقا لأحكام اتفاقية مونترو في عام 1936، تركيا لديها الحق في منع مرور السفن من المضيق إذا دخلت في حرب. ولكن هل نحن امام حرب فعلية؟
بالنسبة لروسيا فهي تملك قنابلا مائية يمكنها أن تحدث تأثيرا كبيرا في المضائق. فبحسب الصحف الروسية إن هذه القنابل ناجحة للغاية. ويمكنها أن تكون مؤثرة، حيث أنه منذ عام 1939 لم تخسر الألغام البحرية حرباً واحدة.
تستطيع روسيا أن تملأ مياة مضيق البوسفور والدردنيل، وكذلك المياه المتاخمة بالألغام التي لا يمكن الوصول إليها عن طريق الغواصين، وهناك أيضاً ألغام الطوربيدات التي يمكن وضعها على عمق كبير وعلى مسافة عدة كيلومترات من بعضها البعض، التي تتمكن من إطلاق الطوربيدات لحظة اقتراب السفن وغواصات العدو.
وللعودة بالزمن إلى الوراء، في تشرين الأول/أوكتوبر عام 1950، انتقلت سفن الأسطول الأميركي والتي تضمنت البوارج وحاملات الطائرات، إلى ميناء كوريا الشمالية لتطويق الجيش الكوري الشمالي، في ذلك الوقت كانت كوريا الشمالية لا تمتلك سفنا حربية أو طائرات، ولم يتدخل الاتحاد السوفييتي والصين في الصراع.
نجحت العملية البرمائية الأميركية دون وجود عوائق، كأن الجيش الأميركي يقوم بتدريبات عسكرية، ولكن حدث مفاجأة لم يتوقعها الأميركييون حيث فقدت البحرية الاميركية التفوق في البحر في المياه الكورية، فقد قامت الألغام الكورية بضرب كاسحات الألغام الأميركية والمدمرات الأميركية.
وتعطلت سفن الإنزال في البحر، وتمكن الجيش الكوري خلال 10 أيام التحرك نسبيا بصورة هادئة. وروسيا تستطيع أيضا أن تقوم بأعمال مماثلة مستخدمة قنابلها المائية المتطوّرة.
ومن ناحية أخرى فإن روسيا تملك طراد موسكو الذي يرابط في سوريا قريبا من مضيق الدردنيل. وهذا الطراد الروسي يهاجم حتى حاملات الطائرات وهو مجهّز لمهاجمة حاملات الطائرات والقطع البحرية الكبرى. ويعتمد الطراد "موسكو" على الصواريخ المضادة للسفن، وهي من نوع P 500 ، ويبلغ مداها بين 550 و700كم، وسرعتها 2.5 ماك (حوالي 3000 كم في الساعة)، وتحمل رأساً حربياً وزنه 950 كغ. ويكمن السر في القدرة الفائقة لهذه الصواريخ، في طريقة إطلاقها بدفعات تصل حتى 8 صواريخ مرة واحدة،على مرحلتين، التوجيه من منصة الإطلاق، ومن ثم تعتمد الصواريخ على نفسها بالتوجيه نحو الصواريخ فوق سطح البحر لمنع كشفها.
أما سفينة الإنزال الكبيرة "ساراتوف" فكانت قد عبرت في 3 كانون الأول/ ديسمبر 2015 مضيق البوسفور التركي في البحر الأبيض المتوسّط. وتحمل السفينة "ساراتوف" شحنة لميناء طرطوس السوري، حيث توجد قاعدة روسية لوجستية في البحر الأبيض المتوسط.
أما تركيا فهي في الوقت الحالي تملك غواصتين في شمال المتوسّط وهما Dolunay و Burakreis . وتجدر الإشارة أن TCG Dolunay S-352 و TCG Burakreis S-359 هما غواصتين من نوع 209 وجهزتها تركيا بصواريخ هاربون. هذا بالإضافة إلى ترسانة تركيا العسكرية فالمضيقين تابعين لها.
ولكن يبقى السؤال هل من الممكن أن تستخدم روسيا سلاحها السري ستاتوس-6 في البحر الاسود ومضيقي الدردنيل والبوسفور؟
وستاتوس-6 هي منظومة أسلحة كشف عنها التلفزيون الروسي بالخطأ أثناء قيامه ببث لقطات تصوّر اجتماع الرئيس الروسي مع المسؤولين العسكريين. وستاتوس-6 هي عبارة عن جسم على شكل صاروخ بحري ضخم ذاتي الدفع، مدى إبحاره يصل إلى 10 ألاف كم، وبعمق يصل إلى 1000 متر. ووفقا للصور التي عرضت فإن مهمة هذه المنظومة تدمير المواقع الاقتصادية الحيوية لدى العدو على الشريط الساحلي، وإلحاق ضرر مؤكد لمساحات واسعة من البلد عن طريق نشر تلوث إشعاعي، يجعل هذه المساحات غير صالحة للاستخدامات الزراعية والعسكرية والاقتصادية لمدة طويلة. وكوسائل حمل لهذه المنظومة الحربية أشير إلى غواصات نووية من نوع خاص مثل مشروع 90852 "بيلغراد" ومشروع 09851 "خاباروفسك".
المصدر
http://sdarabia.com/preview_news.php?id=38876&cat=7