كشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الوطن» أن هناك تحركاً تقوده دولة الإمارات الشقيقة للوساطة فى أزمة تعثر مفاوضات سد النهضة بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم، وأوضحت المصادر أن القيادة الإماراتية حريصة على دعم موقفى مصر والسودان فى هذا الملف.
وشهد الأسبوعان الماضيان تحركات مكثفة لمسئولين إماراتيين كان أبرزها لقاءات للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، بالرئيس السودانى عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام ديسالين.
وأوضحت المصادر أن الرئيس السودانى، الذى زار أبوظبى مرتين خلال أسبوع واحد أثناء وجود رئيس الوزراء الإثيوبى بالإمارات، قرر التوجه، اليوم، إلى إثيوبيا، بعد زيارته الأخيرة للإمارات، فى زيارة رسمية يلتقى خلالها رئيس الوزراء الإثيوبى، للتباحث حول الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها ملف مفاوضات سد النهضة. وتأتى زيارة «البشير» بعد أيام قليلة من تأكيده أن بلاده لم تساند إثيوبيا فى أزمة سد النهضة، وأنهم يسعون لتوفيق وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا.
وتعليقاً على ما كشفته المصادر لـ«الوطن»، قالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية سابقاً، إن هناك تحركاً بالفعل من جانب دول الخليج فى هذا الشأن، حيث تمت إثارته من الجانب المصرى منذ انعقاد القمة العربية الأفريقية بالكويت فى 2013، وأضافت: «تحدثنا مع دول الخليج بشكل واضح، لأن هناك استثمارات خليجية كبيرة فى إثيوبيا فى مجال الزراعة، وجاء هذا التنسيق المصرى مع دول الخليج فى إطار استخدامنا لكل أوراق الضغط لحل المشكلة سلمياً وتوافقياً، بعد وصول المفاوضات إلى مسار عقيم».
«البشير» يتوجه لـ«أديس أبابا» بعد لقاء ولى عهد أبوظبى.. ومنى عمر: صبرنا بدأ ينفد وطلبنا من دول الخليج استخدام «أوراقها» مع إثيوبيا
وتابعت: «بصورة عامة المؤشرات تقول إن صبر مصر بدأ ينفد، وهناك تفكير فى سيناريوهات بديلة للوصول لحل، ولن نكتفى بالمسار الفنى للمفاوضات الذى لا نستطيع من خلاله الوصول لما نريد أو لمنع استمرار بناء السد حتى نتمكن من الوصول لتقرير يتمتع بالمصداقية حول الأضرار التى يمكن أن تلحق بمصر والسودان من بنائه، ومن ثم تم إدخال مسار سياسى موازٍ نتيجة تعثر المسار الفنى»، وأوضحت أنه «فى الاجتماع الأخير تم طرح كل الشواغل المصرية حول بناء السد، وبدأنا اتخاذ مسار بديل حتى لا تتفاقم الأمور».
تأتى هذه التحركات بالتوازى مع اجتماعات داخلية للجهات المصرية المعنية بملف حوض النيل للترتيب للاجتماع السداسى المنتظر لوزراء الخارجية والرى لدول مصر وإثيوبيا والسودان المقرر انعقاده بالخرطوم، الجمعة والسبت المقبلين، لبحث تطورات بناء سد النهضة وتأثيره على حصة مصر والسودان من مياه النيل.
http://m.elwatannews.com/news/details/853537