أشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ''حرب تونس الحازمة'' على الإرهاب، معتبراً أن في حال قيام نظام من نوع ''طالبان'' في بلدان شمال أفريقيا لن تكون أوروبا وفرنسا في أمان، وذلك خلال زيارته إلى تونس المحطة الأخيرة لحملة الرئيس الفرنسي للترويج للتعاون النووي مع دول جنوب المتوسط.
وأعرب ساركوزي أمس الأول عن تقديره وأشادته بجهود الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في الحرب على الإرهاب الذي اعتبره ''العدو الحقيقي للديمقراطية''. وقال الرئيس الفرنسي خلال حفل عشاء أُقيم في تونس متوجهاً بالكلام لنظيره التونسي ''ثقوا جيداً أن الحرب على الإرهاب التي تشنونها هنا هي بالنسبة لفرنسا مهمة جداً، لأنه من يتخيل أنه في حال قام غداً أو بعد غد نظام من نوع طالبان في أحد بلدانكم بشمال أفريقيا أن أوروبا وفرنسا ستكونان في أمان ؟''.
وربط ساركوزي بين دعم ''الحرب التونسية على الإرهاب'' بتأييد حصول تونس على الطاقة النووية. ووقعت فرنسا وتونس اتفاقاً نووياً ينص على تسليم تونس محطة توليد الطاقة الذرية خلال 10 أعوام إلى 15 عاماً. بالإضافة إلى تدريب المهندسين وتبادل الخبرات لمدة 20 عاماً مماثلاً لاتفاقات الطاقة النووية التي وقعتها باريس مع كل من الجزائر والمغرب وليبيا خلال الأشهر الماضية. ويتطلب الاتفاق النووي الجديد الحصول على الضوء الأخضر من المفوضية الأوروبية والوكالة الذرية الأوروبية ''يوراتوم'' قبل دخوله حيز التنفيذ.
وهو الاتفاق الذي أدانته منظمة'' جرينبيس'' البيئة، وتساءلت المنظمة عن سبب تعميم الانتشار النووي في الحوض المتوسط ؟. وانتقدت ''جرينبيس'' غياب الشفافية في اتفاقات التعاون النووي التي تبرمها فرنسا.
إلى ذلك، قلل ساركوزي من الشكاوى بشأن سجل تونس في حقوق الإنسان، وقال إنه لم يأت ليلقي دروساً عن حقوق الانسان وأكد أن ''مجال الحريات يتقدم'' في تونس.
وعلى الصعيد الاقتصادي، وقع الوفد الفرنسي المرافق لساركوزي ويضم 7 وزراء عدة اتفاقات اقتصادية مع نظرائهم التونسيين. ومن بينها اتفاق لمكافحة الهجرة غير الشرعية يعد الأول بين باريس مع دولة جنوب المتوسط. وينص الاتفاق على ترحيل التونسيين المقيمين في فرنسا بشكل غير شرعي إلى بلادهم. في المقابل تمنح باريس تأشيرات تنقل لفترات تتراوح بين سنة وخمس سنوات تمكن التونسيين من حرية الذهاب والعودة بين تونس وفرنسا دون الإقامة النهائية. وأكد الاتفاق فتح سوق العمل الفرنسي أمام العمال التونسيين الذين يتمتعون بمهارات عالية أو يتقنون مهناً تنقصها اليد العاملة في فرنسا''.
وتمنح فرنسا للتونسيين ما بين 65 ألفاً و80 ألف تأشيرة سنوياً، ويوجد نحو 600 ألف تونسي يعيشون بشكل شرعي في فرنسا. إلى ذلك، وقعت الشركة التونسية للطيران وشركة ''إيرباص'' اتفاقاً مبدئياً لشراء 13 طائرة بقيمة مليار يورو.