تأسست حركة المقاومة الإسلامية- حماس من أجل مقاومة المحتل الصهيوني في فلسطين، وبمرجعية فكرية وعقائدية إسلامية. تؤمن حماس أنه بالقدر الذي يزداد تمسك الناس بدينهم يقتربون أكثر من تحقيق النصر على أعدائهم. وفي الذكرى الثامنة والعشرين لانطلاقة الحركة يمكن رصد اتجاهات تقدمها على النحو التالي:
1. تنظيميًّا: تضاعفت عضوية حماس من حوالي ثلاثة آلاف عضو عند انطلاقتها إلى أكثر من أربعين ضعفًا في قطاع غزة، فضلًا عن الضفة الغربية والخارج، وفضلًا عن الأنصار والمحبين الذين يزيدون على ذلك.
2. فكريًا ودعويًا: تمكنت حماس من نشر الفكر الإسلامي في فلسطين ومحيطها، ويدل على ذلك:
1. كثرة المصلين في المساجد وخصوصًا من فئة الشباب.
2. كثرة حفظة القرآن الكريم من الشباب والأشبال والذين زادوا على ثلاثين ألفًا في قطاع غزة وحده.
3. انتشار ظاهرة المحجبات والتي انتشرت في كل المدارس الإعدادية والثانوية والجامعات، وشملت فتيات غير مؤطَّرات، بل وأحيانًا فتيات يتبعن فصائل علمانية أيضًا.
4. انحسار ظاهرة الإفطار في رمضان بحيث لم يعد يُرى أحد مفطرًا في نهار رمضان.
5. انتشار الكتاب الإسلامي في كل المكتبات والمساجد والبيوت، وحظي الكتاب الإسلامي بأعلى معدلات المبيعات بين الكتب.
6. تأثُّر فئات المجتمع الفلسطيني بالطابع الديني الذي اشتغلت عليه حماس عشرات السنين، وظهر ذلك من خلال مصلي الفصائل الأخرى، وانتشار الثقافة الدينية، والحرص على الفتوى ومراعاة الحلال، وانتشار الحجاب، وحلقات حفظ القرآن.
3. سياسيًا: أوقفت حماس الانحدار الشديد الذي أدخلت منظمة التحرير الفلسطينية الشعب الفلسطيني فيه من خلال الاعتراف (بإسرائيل) وتوقيع اتفاقيات سلام وتبعية معها، فأصبح التيار الرافض للسلام مع (إسرائيل) والرافض لاتفاقية أوسلو, هو الأوسع انتشارًا وبشكل ملحوظ في أوساط الفلسطينيين في كل الساحات.
كما حققت حماس انتشارًا لفكرها السياسي القائم على مقاومة العدو وتضييق الساحات أمامه، ويُلمَس ذلك في كل الساحات الفلسطينية والعربية أيضًا. وبعد أن كانت حماس محصورة في الضفة والقطاع عند تأسيسها، أصبح امتداداتها في كثير من دول العالم، وافتتحت مكاتب تمثيل في بعض الدول العربية والإسلامية، وأصبح لمؤسساتها العاملة بأسماء أخرى أثر واضح وملموس في الساحة الأوروبية والدولية.
كما تمكنت حماس من حصد أكثر من 63% من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني في انتخابات عام 2006م وتمكنت من تشكيل الحكومة الفلسطينية العاشرة، والمساهمة الفاعلة في تشكيل الحكومة الحادية عشرة، ومن إدارة قطاع غزة في فترة انقسام السلطة الفلسطينية منذ 2007م وحتى توقيع اتفاق الشاطئ في 2014م.
دفعت حماس منظمة التحرير الفلسطينية للتسليم بضرورة إصلاحها وتفعيلها، بدءًا بإعلان القاهرة في 2005م وحتى تشكيل الإطار القيادي للمنظمة.
4. عسكريًا: تطورت قدرات حماس عددًا وعُدّة، فبعد أن عمل أفراد قلائل في العمل العسكري في سنوات الثمانينيات، باتت حماس تمتلك ذراعًا عسكريًا هو الأقوى فلسطينيًا يزيد تعداده على الأربعين ألفًا. وبعد أن ناضلت بالحجر والسكين باتت تمتلك ترسانة أسلحة ذاتية الصنع في غالبها، استطاعت من خلالها ضرب عمق العدو الصهيوني ومواقعه الاستراتيجية، وابتكرت سلاحًا استراتيجيًا مؤثِّرًا هو الأنفاق القتالية الحدودية.
خاضت حماس عشرات المعارك في صد اجتياحات العدو لمناطق حدودية لقطاع غزة، وتمكنت من صده في ثلاث حروب ضروس شنها العدو على القطاع، أطاحت بهيبة العدو وأفشلت استراتيجياته القتالية. وأظهرت حماس قدرات كبيرة وواضحة في تنامي تسليحها كمًا ونوعًا بعد كل عدوان صهيوني.
5. أمنيًا: تمكنت حماس من تكوين وتطوير ذراع أمني استطاعت من خلاله إحباط عمليات الاختراق والتجسس التي يثابر العدو عليها، وأوقعت بعشرات العملاء.
6. إعلاميًا: أسست حماس عدة فضائيات وإذاعات وصحف ومواقع إلكترونية جندتها لخدمة القضية الفلسطينية وشحن وتعبئة جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية، واستطاعت الصمود في وجه الاعتداءات الصهيونية القاسية على مقراتها الإعلامية ومراسليها، بل واختراق إعلام العدو.
7. مؤسساتيًا: أنشأت حماس عبر عقودها إمبراطورية من المؤسسات الخدماتية والإغاثية والتثقيفية والإعلامية والتربوية والصحية والاقتصادية والقانونية داخل فلسطين وخارجها ولو بمسميات مختلفة، تمكنت من خلالها من دعم صمود الشعب الفلسطيني، وتحدي الاحتلال، ومن نشر روح المقاومة في الأمة.
هذا غيض من فيض إنجاز حماس في أقل من ثلاثة عقود، وما زالت مستمرة في تطوير إنجازاتها، الأمر الذي يعني أن حماس باتت أقرب لتحقيق أهدافها من أي وقت مضى، وأن كل محاولات أعدائها لإفشالها باءت هي بالفشل. ونستطيع أن نجزم بأن المستقبل لحماس في البيئة الفلسطينية، بل والعربية.
قال تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور}.
http://felesteen.ps/details/news/153599/هل-حماس-تتقدم.html