الدليل على البدء فى استخدام السيارات الكهربيه وتاثيرها على سوق النفط
دراسة: السيارات الكهربائية تخفض واردات بريطانيا من النفط 40 %
أ ش أالأربعاء 11.03.2015 - 11:51 صأظهرت دراسة بريطانية جديدة أن السيارات الكهربائية ربما تخفض من واردات المملكة المتحدة من النفط بواقع 40 بالمائة وتخفض فواتير قائدي السيارات من النفط بواقع 13 مليار جنيه استرليني في حال انتشار هذه السيارات على نطاق واسع.
وبحسب الدراسة، التي أجرتها جامعة كامبريدج البريطانية والتي أوردتها صحيفة "الجارديان" البريطانية فإن السيارة الكهربائية ستوفر متوسط ألف جنيه استرليني من الوقود سنويا وستتسبب في خفض انبعاثات الكربون بنسبة 47 بالمائة.
وأضافت الدراسة أن جني ثمار ارتفاع استخدام السيارات النظيفة سيتطلب تنفيذ بنية تحتية جديدة لأن نشر مركبات كهربائية بطول 6 أمتار بحلول عام 2030 والتي ستزداد إلى 23 مترا عام 2050 سيحتاج كميات طموحة من الطاقة المتجددة.
وأشارت الدراسة إلى أن النفع سيعود على الناتج المحلي الإجمالي البريطاني من خفض استهلاك النفط قد يصل لما يتراوح بين 4ر2 مليار و5 مليار جنيه استرليني بحلول 2030 . كما ستتم اتاحة وظائف يتراوح عددها بين 7000 و19 الف وظيفة.
المصدر http://www.el-balad.com/1430310
_______________________________________
إنهاء حالة التبعية النفطية الأمريكية (2-2
نستعرض هنا محاولة معهد بروكيجز توفير بدائل سياسية للقضايا الهامة التي سيواجهها الرئيس الأمريكي القادم، ونستكمل هنا تصور المعهد للخروج من التبعية النفطية الأمريكية للعالم الخارجي وعلى رأسه الدول العربية.
صعوبة الخروج من حالة التبعية النفطية؟
يبدأ التقرير بالتأكيد على حقيقة محددة، وهي أنه ليس هناك وسيلة للخروج من حالة التبعية النفطية أسرع من تحويل السيارات إلى العمل بالطاقة الكهربائية.
ولحسن الحظ، فإن الولايات المتحدة تمتلك بنية أساسية ضخمة لتوليد هذه الطاقة، ولكن لسوء الحظ أيضا فإن هذه الطاقة لا يمكن الاستفادة منها في مجال السيارات بسبب عدم تهيئة السيارات للاعتماد على الطاقة الكهربائية.
وينتهي التقرير إلى أنه إذا أمكن تحويل السيارات للاعتماد على الكهرباء ستكون هناك إمكانيات هائلة لإحلال الكهرباء محل النفط.
ويذهب التقرير إلى أن صناعة السيارات الأمريكية بمقدورها إنجاز هذا التحول، وهناك بالفعل بعض الشركات – وإن كانت لازالت محدودة- تعمل على إنتاج هذا النوع من السيارات.
وهناك فرصة كبيرة للتغلب على المعوقات التاريخية للتوسع في إنتاج السيارات الكهربائية، والتي تمثل أهمها في مشكلة الوزن، وارتفاع التكلفة التي تزيد عن السيارات العادية بنحو خمسة إلى ستة آلاف دولار، إذ يمكن التغلب على مشكلة الوزن من خلال الاعتماد على البطاريات الخفيفة المصنوعة من النيكل أو الليثيوم، كما أن التحول إلى الإنتاج الكبير سوف يؤدي إلى انخفاض الأسعار.
والأهم من ذلك أنه عند تقييم الجدوى الاقتصادية للتوسع في إنتاج السيارات الكهربائية لابد من الأخذ في الاعتبار المكاسب الأخرى، فالاعتماد على الكهرباء سوف يؤدي ليس فقط إلى تخفيض التبعية النفطية ولكن أيضا إلى تخفيض نسبة التلوث البيئي وتخفيض مصادر الاحتباس الحراري.
ولكن يظل السؤال: ما هو حجم التوفير المتوقع في النفط في حالة التوسع في إنتاج السيارات الكهربائية، وما هو المعدل المطلوب للتوسع في هذا الإنتاج؟
وفقا لأحد السيناريوهات المبنية على بيانات وزارة المواصلات الأمريكية، فإنه عند الوصول بنسبة السيارات الكهربائية إلى 75% من إجمالي السيارات المباعة في السوق الأمريكية بحلول عام 2025 سوف تصبح السيارات الكهربائية عندئذ أكثر من نصف السيارات العاملة (52%)، وأن هذه النسبة سوف توفر أكثر من ثلث النفط المستخدم في ذلك العام (34.7%).
انظر الجدول المرفق. أضف إلى ذلك أن إضافة الملايين من السيارات الكهربائية لن يستتبعه زيادة كبيرة في حجم الطلب المحلي على الكهرباء، فوفقا للتقديرات المتوقعة، فإن زيادة عدد السيارات الكهربائية لتصل إلى نصف السيارات المستخدمة سيؤدي إلى زيادة الطلب المحلي على الكهرباء بنسبة تتراوح بين 4-7% فقط.
جدول يوضح حجم التوفير في استهلاك النفط في حالة التوسع في إنتاج السيارات التي تعتمد على الوقود الكهربائي
السنة | السيارات الكهربائية كنسبة من السيارات المنتجة حديثا | نسبة السيارات الكهربائية إلى إجمالي السيارات | نسبة التوفير في النفط |
2010 | 5% | 0.3% | 0.2% |
2015 | 35% | 7.2% | 4.8% |
2020 | 75% | 27.6% | 18.4% |
2025 | 75% | 52% | 34% |
بالإضافة إلى الكهرباء هناك مصادر أخرى للطاقة البديلة أشار إليها التقرير تمثل أهمها في الوقود الحيوي.
ويشير التقرير إلى أنه من المتوقع أن يحل الوقود الحيوي بنسبة ملحوظة محل النفط خلال العقود القليلة الماضية.
فقد بلغ إنتاج الولايات المتحدة من الايثانول في عام 2006 حوالي 5 بليون جالون – أكثر من 3% من استهلاك البنزين، ورغم أن هناك عدد محدود من المحطات التي تبيع الإيثانول 85 E85 إلا أنها ستشهد نموا ملحوظا في المستقبل.
والأهم من ذلك أن صناعة الإيثانول تشهد نموا ملحوظا في الولايات المتحدة، فهناك على الأقل 73 مصنعا للإيثانول تحت الإنشاء، ويتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية في الولايات المتحدة من الإيثانول حوالي 11 بليون جالون سنويا بحلول عام 2008/ 2009.
وبالإضافة إلى محور العمل على تطوير المصادر السابقة من الطاقة البديلة، يؤكد التقرير أيضا على ضرورة التركيز على محور آخر وهو ترشيد الطاقة المستخدمة من النفط.
السياسات المقترحة للخروج من حالة التبعية النفطية
يؤكد التقرير في هذا القسم على أنه لا يمكن الخروج من حالة التبعية النفطية تلك بدون موقف حاسم من مؤسسة الرئاسة الأمريكية، وبدون إرادة رئاسية للخروج من تلك الحالة. ويطرح التقرير على الرئيس الأمريكي القادم عددا من السياسات المقترحة، يتمثل أهمها فيما يلي:
1. تحويل السيارات الأمريكية إلى الوقود الكهربائي: ويقترح التقرير هنا عددا من الوسائل، أهمها:
أ) تحول الإدارة الأمريكية إلى الاعتماد على السيارات الكهربائية، ويقترح التقرير أن تقوم الإدارة الأمريكية بطلب شراء 30 ألف سيارة كهربائية سنويا (من إجمالي نحو 65 ألف سيارة تقوم بشرائها سنويا)، على نحو يشجع القطاع الخاص وباقي مؤسسات الدولة إلى السير في الاتجاه ذاته، وبشكل يدفع قطاع صناعة السيارات إلى التكيف مع هذا التحول.
ب) تطبيق سياسة نقدية ومالية مشجعة للتحول إلى السيارات الكهربائية، ويقترح التقرير هنا تقديم عدد من الحوافز المالية والضريبية لأول مليون مشتري من السيارات الكهربائية، جنبا إلى جنب مع رفع الضرائب على استهلاك البنزين وإعادة استخدام الدخل الناتج عن هذه الضرائب كامتيازات ضريبية لمستخدمي السيارات الكهربائية. ورغم التأثيرات السلبية المتوقعة لزيادة الضرائب على البنزين إلا أن التقرير يشير إلى أن استطلاعات الرأي في هذا المجال تؤكد استعداد المواطن الأمريكي لتقبل هذه الزيادات إذا ما كان الهدف منها هو الخروج من حالة التبعية النفطية.
2- تحويل محطات الوقود للتوافق مع ضخ الإيثانول: ويشمل ذلك زيادة عدد محطات توزيع الإيثانول 85، فمن بين حوالي 120 ألف محطة توزيع وقود في الولايات المتحدة فإن 1000 محطة فقط هي التي تقوم بتوزيع الإيثانول. ولا شك أن تشجيع ومساعدة محطات توزيع الوقود على تحويل جزء من مضخاتها للتوافق مع ضخ الإيثانول سوف يدعم ثقة المستهلك الأمريكي في إمكانية الحصول على الإيثانول بسهولة وفي الوقت الذي يحتاج إليه.
ويشير التقرير إلى أن هذا الإجراء لن يحقق نتائجه المطلوبة ما لم يرتبط بإجراءات محددة لدعم استخدام الإيثانول 85.
ورغم اعتراف التقرير بأن الإيثانول يتمتع بدعم من الحكومة الفيدرالية يصل إلى 51% من قيمة الجالون الواحد، إلا أنه يؤكد أن هذا الدعم يتطلب إجراءات إضافية، منها على سبيل المثال تحريك هذا الدعم مع أسعار النفط، بمعنى أنه عند انخفاض أسعار النفط يجب أن يرتفع حجم الدعم المقدم للإيثانول للحفاظ على تنافسيته أمام البنزين.
أيضا من بين السياسات المقترحة في هذا المجال تخفيض حجم التعريفة الجمركية المفروضة على ورادات الإيثانول، والتي تقدر بنحو 54 سنتا جالون.
مع ملاحظة ضرورة جدولة هذا التخفيض عبر فترة زمنية مقبولة (بمعدل 10 سنتات سنويا على سبيل المثال) حفاظا على أوضاع المزارعين الأمريكيين.
3- تشجيع البحث والتطوير في مجال مصادر الطاقة البديلة، على الرغم من إقرار التقرير بأن الولايات المتحدة تمتلك التكنولوجيات اللازمة للدخول في مجال مصادر الطاقة البديلة للنفط، إلا أنه يدعو إلى تشجيع البحث والتطوير في مجالات التكنولوجيا الحيوية، وأبحاث الجينوم وغيرها من المجالات الدقيقة التي تساهم في التوسع في الإنتاج التجاري لمصادر الطاقة البديلة.
ويشير التقرير إلى اقتراح "الأكاديمية الوطنية للعلوم" بإنشاء هيئة بحثية فيدرالية جديدة في مجال الطاقة.
4- تغيير الدبلوماسية النفطية: يعترف التقرير بداية بأنه من الصعب إدخال تغيرات جوهرية على المدى القصير في الدبلوماسية النفطية القائمة والتي تركز على تأمين تدفقات النفط إلى الاقتصاد الأمريكي، ولكنه يدعو في الوقت ذاته إلى التحول من تلك الاستراتيجية إلى أخرى تركز على تخفيف التبعية النفطية في جميع الدول المستهلكة للنفط. ويستند ذلك إلى افتراض مؤداه أن استفادة الاقتصاد الأمريكي من التحول إلى المصادر البديلة للطاقة لن يكتمل إلا بتحول باقي الدول المستهلكة للنفط إلى الاستراتيجية ذاتها؛ فتحول الصين على سبيل المثال إلى الاعتماد على المصادر البديلة للنفط سيكون مفيدا للاقتصاد الأمريكي، والبيئة والمناخ، أكثر من تأمين إمدادات إضافية من نفط الخليج. ويدعو التقرير هنا الرئيس الأمريكي القادم إلى التعاون والحوار مع القوى الدولية المستهلكة للتحول إلى المصادر البديلة والبدء في الاعتماد على السيارات الكهربائية والتوسع في إنتاج الطاقة الحيوية.
وأخيرا، يؤكد التقرير أن إنهاء حالة التبعية النفطية لا تعني وقف استعمال النفط بقدر ما تعني الخروج من حالة الاعتماد شبه الكامل على النفط، والوصول إلى نقطة يصبح عندها صاحب السيارة أو السائق حرا في الاختيار بين البنزين وغيرها من مصادر الطاقة البديلة.
و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصا و دون تعليق.
المصدر:تقرير واشنطن-العدد113