التجـنــيـــد
تتنوع أساليب (الموساد) في تجنيد العملاء وتدريبهم والسيطرة عليهم تنوعا كبيرا حسب اختلاف الهدف ومجال العمليات ، وحسب القسم المسؤول عن العميل في المركز الرئيس. ولا توجد قاعدة واضحة محددة تستلزم الحصول على موافقة المركز الرئيس.. قبل تجنيد عملاء - باستثناء حالة البلدان الشيوعية ، والإسرائيليون مستعدون لاستغلال أي نوع من الدوافع ( جميع أشكال الدوافع لدى العملاء لكسب عملاء جدد ) ويستغلون إلى حد بعيد في تجنيد العملاء نقطة الضعف التي يتصف بها أولئك العملاء ، ويمكن أن نلخص نقاط الضعف هذه أو الدوافع على سبيل المثال لا الحصر بالتالي
:
* دوافــع التجنيـد
*
1- الدافع المادي بغرض تحقيق رغبة ، أو "أمنية" يصبح الفرد أسيرا لها، وهنا يتم عرض او ( إغداق المال) على العميل إما لقضاء حاجته او للتمتع بالخمر والنساء والظهور بمظهر القادر واللائق أمام حبيبته أو أهلة أو زوجته أو القادر بعد فشلة لسنوات في جمع المال ، أو بعد تجارة خاسرة ، أو( للاستمرار ) في الظهور بنفس الحياة بعد فقدان ذلك او عرض مبالغ او رواتب على موظفي الفنادق ، أو سائقي تاكسيات الأجرة ذوى الدخل المحدود ورغبة بعض هؤلاء في عدم الاكتفاء ( بالدخل المشروع ) ، واتباع اقصر الطرق وأسهلها للثراء مع الاستهتار بجميع القيم
.
2- الأفراد الموتورون ، واللذين لحق بهم ضرر نتيجة قيام الثورات في سوريا ، ومصر، او نتيجة للتأميمات ، أو اللذين اغتيل او اعدم مقربون لهم ، كأزواجهن أو أبنائهم لخيانتهم فتستغل ( الموساد) ذلك وتتصل ببعض هؤلاء بدافع الانتقام والشعور بالاضطهاد وما يتولد عند هؤلاء من حقد
.
3- نقص الدافع الوطني، خاصة عند اللذين يكثرون من الاختلاط بالأجانب ، ويقلدونهم ويتقمصون شخصيتهم وطريقتهم في الحياة ، ( المغتربون وطنيا ) الذين يعنون ( الاغتراب الفكري ) وبعض هؤلاء يتولد عندهم عدم الولاء) خاصة من أفراد بعض الأقليات والمتجنسين
.
4-الضعف الخلقي والشذوذ الجنسي ،أو خلق ( الشذوذ ) أو ممارسته مع البعض بهدف تجنيده ، مع تصويره وتهديده بذلك
.
5- الابتزاز والضغط والتهديد والمساومة ، مثلا الإفراج عنة من الحبس مقابل مهمات معينة ، أو تخيف العقوبة مقابل تجنيده ، أو تهديده بأحد أفراد أسرته ، بقتل طفلة ، أو اغتصاب ابنته ،أو زوجته ، أو ما شابة ذلك ، خاصة بالنسبة لبعض المناطق التي تقدم هذه المسألة على مسألة "الخيانة" ،( العرض ولا الأرض) وعند الموافقة يضيع العرض ( نقطة الضعف ) وتطير الأقدام من فوق الأرض
.
6- بعض تجار المخدرات والمهربين ، مقابل مساعداتهم في التهريب ، او تمرير بضائعهم ، يدفعون (المقابل
).
7- استغلال عقدة الذنب بالنسبة لبعض الألمان خاصة الذين كانوا في القوات النازية أو تكوين او تنمية تلك العقدة لدى بعض الشباب واستغلالها او استغلال بعض ما تبقى من الضباط النازيين السابقين والذين تكشفهم " الموساد" وتساومهم على ذلك ، ويتم ابتزازهم بإفشاء سرهم أو العمل مع الموساد كما حدث مع متعهد السفن الألماني ( مانفريد جايجر ) في السنغال حيث اضطر للعمل مع الموساد بعد أن حدثوه بما فعلوا بـ( أيخمان
).
8- التهديد بالقتل ، او العمل مع الموساد ، وهذه قد تنجح مع بعض المترددين والمهزوزين وطنيا
.
9- ولقد استخدم الإسرائيليون مرات عديدة أسلوب ( العمل لصالح دولة أخرى) كأن تقوم الموساد بتجنيد فرنسي يعمل مع (حلف الناتو) وان يقوم عربي ( عميل للموساد) بتجنيد عميل للعمل لصالح الاستخبارات المصرية او السورية او يدعى فلسطيني أنة في المقاومة ويقوم بتجنيد مجموعة على هذا الأساس ، وفي اللحظة التي تنوى هذه المجموعة العمل يتم ضبطها وتهديدها والمساومة معها وتجنيد بعضها
.
10-استغلال دافع الغيرة والمنافسة والخلافات السياسية والخلافات العشائرية لتجنيد أفراد (من تقف معهم ضد الطرف الأخر). إن اكتشاف طرق وأساليب ودوافع التجنيد لأي منظمة استخبارية ، له أهمية للوقاية منها ومحاربتها وكشف من وقع في حبائلها ، ومراقبة شبكاتها وتختلف أساليب تجنيد وطرائق التجنيد في الموساد حسب "جنسية المجند" فلكل جنسية طرائق وأساليب ودوافع مختلفة. ونحاول هنا تحديد كيفية اختيار الموساد لعملائها او موظفيها من الإسرائيليين والذين بالتأكيد يمتلكون دوافع تختلف عن دوافع عملائها من العرب والفلسطينيين، كما أن أساليب عملاء الموساد من اليهود تختلف أيضا عن تجنيد عملاء أجانب من جنسيات مختلفة
.
1- عندما يكون المجند " العميل" إسرائيليا
.
2- عندما يكون المجند " العميل" يهوديا
.
3- عندما يكون المجند" العميل" أجنبيا
.
4- عندما يكون المجند" العميل" فلسطينيا او عربيا
.
وهنا ملاحظة نود الإشارة إليها وهي أهمية المكان في التجنيد ، هل التجنيد تم داخل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ؟ هل المجند او (عائلته) يقيمون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ؟ أم هل التجنيد تم في الخارج ؟. وفي كل الأحوال ، فان هناك أهمية كبرى للضابط الذي قام بعملية التجنيد ، وكذلك للضابط المشرف على التشغيل والسيطرة على العميل؟ كما نشير أيضا إلى مدى الأهمية التي تعلقها الموساد على هذا او ذاك من العملاء : حسب سنه(عمرة) و موقع عمله ، ( داخل الهدف) او ( خارجة) وحسب وضعه الاجتماعي ، وهل هو تجنيد ( طويل الأمد) او ( للحرق السريع) او ( الطعم) . كل هذه التساؤلات ضرورية ونحن نبحث موضوع التجنيد ونستذكر في هذا الصدد ما قاله أحد رجال الاستخبارات الإسرائيلية ( بوريس غورييل) لبن غوريون : " إذا كنت تريد معرفة ما يفكر فيه أصحاب الشأن والنفوذ ، فعليك أن تكون حيث يكونون " … باختصار ، هذه العبارة حددت ماذا نريد معرفته، وعلى ضوء ذلك يتم التجنيد. - كيف يتم اختيار العملاء؟ - كيف يتم تدريب العملاء؟. - كيف يتم الاتصال بالعملاء؟. - كيف يتم السيطرة على العملاء؟. - كيف تتم إنهاء خدمات العملاء؟
.
إن الإجابات على هذه التساؤلات تختلف أيضا باختلاف "جنسية" العميل بعبارة أخرى ، إن اختيار العميل يختلف باختلاف اصل الأشخاص المطلوبين للعمل في جهاز الموساد
.
أولا- المجند/ العميل الإسرائيلي
:
تختار الموساد ضباطها ومد راء أقسامها ومسئولي محطاتها والعناصر المهمة في هيكليتها ، أي جسمها الرئيس من الإسرائيليين واكثر تحديدا من ( الرعيل الأول ) من المهاجرين ومن الذين لهم ( تاريخ ) مؤكد وهم
:
1-من أفراد وضباط القوات المسلحة ممن برزوا في حياتهم العسكرية ، وشاركوا في الحروب العدوانية ضد العرب ، والفلسطينيين
.
2-من طلاب المدارس والمعاهد والجامعات المتفوقين والمبرزين في حياتهم وعملهم وممن انهوا (الخدمة الإجبارية) في الجيش . لقد نادي زعماء الموساد دوما بأهمية تجنيد خريجي (الجامعات) من (نظرة صهيونية عنصرية) بقولهم" يجب أن نتميز تميزا ملائما بالنسبة للعدو في كل وقت" .. وحتى هؤلاء – فيتم اختيارهم من ( الاشكنازيم) وليس من ( السفا رديم ) ، أي من أصول – يهودية غربية بالتحديد - ليست شرقية - وأكثر تحديدا - ليس من يهود البلاد العربية ( السفا رديم ) ، الذين يستخدمون كمخبرين ، ومنفذين ، وعملاء صغار ، على مستوى كل المد راء ، ومد راء الأقسام ، وعدد من الذين كشفت أسماؤهم لسبب او لاخر ، ولا تجدهم إلا من ( الاشكنازيم ) .. إن أجهزة الأمن – وبالتحديد ( الموساد ) هي من إقطاعيات ( يهود الغرب
).
إن جميع الذين يتم اختيارهم للعمل في ( الموساد ) يقدمون بيانات - عن تاريخ حياتهم - ويخضعون لتحقيق روتيني وقد يشمل التحقيق أحيانا عائلة المجند ، إن التقارير الأمنية حول الإسرائيليين المولد هي سهلة نسبيا حيث أن حياة ( الشاب الإسرائيلي ) –الصابر – المولود في ( فلسطين المحتلة ) تكون موثقة جيدا ، ولا يتمتع " بالخصوصية " في حياته ، فهي موجودة في ( ملفات البوليس ) ، وسجلات المدارس والجامعات ، وسجلات الجيش ، وحركات الشبيبة ، والعلاقات السياسية ( والتاريخ العائلي ) ، والسجلات الانتخابية والعلاقات مع الأصدقاء .. وكل هذه العلاقات تخضع للمراقبة وان كان المتقدم للعمل في الأجهزة الأمنية خاصة ( الموساد ) مولودا داخل ( فلسطين المحتلة) أو في الخارج ، فان سجلات - دائرة الهجرة - تعطى معلومات كاملة يمكن اختيارها هي الأخرى ، وتتحقق ( الشين بيت ) "من خلفية " كل من ينتسب( للموساد) أو يترشح لها ، وتتم دراسته والتحقق من (كافة) نواحي حياته والتي تخضع لفحص (دقيق) وأهم ما تحقق فيه(الشين بيت) . – نوعية اتصالاته - إن كان هناك اتصالات مع العرب ، وهل له " أصدقاء" بينهم . - ميلة للمقامرة والمراهنة ، وحبه للتفاوض وميلة للظهور ( إضافة إلى نقاط الضعف الأخرى) حيث يعتبر (علاقاته بالعرب) من أهم نقاط الضعف لدى أي مرشح (للموساد) ، وأهم أراؤة السياسية ، فلا يقبل على الإطلاق من له ( ميول يسارية – أي أن يكون متعاطفا مع المابام – او راكاح ، أو حركات الاحتجاج المختلفة
).
كما أنه لا يقبل المهاجرون الجدد - خاصة - القادمين من الدول الاشتراكية وبشكل خاص من دول الاتحاد السوفيتي ( سابقا ) - وإذا ما قبل أحدهم - بالصدفة - فلابد أن يمضى على (هجرته) مدة لا تقل عن خمس سنوات وحتى لو توافرت الشروط في بعض هؤلاء - القادمين - من الدول الاشتراكية وقبلوا في سلك ( الموساد ) فانة لا يسمح لهم بالاطلاع على الوثائق السرية لمدة تصل من 4-5 سنوات
.
إن أهم ( المواصفات – والصفات ) التي يجب توافرها في ( المرشح الإسرائيلي للموساد ) هو مدى ( ولاءه واخلاصه لإسرائيل ) وهما المعيار الأول والرئيس ، في قبول المرشح ( للموساد ) وان هذا - الولاء والإخلاص - لا يغفر له إلا إذا سبق وان كان عضوا في (حزب يساري) حتى لو كان قد تخلى عنة
..
إن كان الأعضاء المرشحين الجدد للتوظيف في سلك ( الموساد ) تراجع ملفاتهم (الشين بيت) ويتم التأكد منهم
.
3-أما فيما يتعلق - بإعلانات الوظائف - عبر الجرائد والمجلات .. فتستعمل ( الموساد ) هذه الطريقة ولكن بطريقة مضللة ، مثلا تحت عنوان : مطلوب للعمل في الولايات المتحدة أو ( أوروبا الغربية او جنوب أفريقيا ) ويشترط المؤهلات التالية