سقف مطالب المحتجين يرتفع من المطالب الاجتماعية إلى اسقاط النظام، بينما تقف السلطة عاجزة عن تقديم حلول عاجلة لاحتواء التوترات.
[rtl]اتسعت موجة الاحتجاجات الخميس في الجهات الداخلية لتونس على اثر مظاهرات تحولت إلى مواجهات مع قوات الشرطة في محافظة القصرين القريبة من الحدود الجزائرية.[/rtl]
[rtl]وأخذت الاحتجاجات نسقا اعنف مع اقتحام متظاهرين لمقرات عدد من محافظات البلاد واحراق عدد من مراكز الشرطة والاعتداء على مؤسسات خاصة وعامة، إلا أن المحتجين ينفون ما ينسب اليهم، وسط أنباء عن وجود مندسين فيما حذرت السلطات من استغلال الارهابيين موجة الغضب التي تحولت في معظمها إلى فوضى خاصة في محافظة القصرين حيث تتحصن جماعة أو جماعات متطرفة بجبال الشعانبي.[/rtl]
[rtl]واتسعت الاحتجاجات من وسط غرب البلاد إلى شمالها وجنوبها، من محافظة مدنين على الحدود مع ليبيا وصولا إلى محافظة الكاف القريبة من الحدود مع الجزائر مرورا بمحافظات قفصة وقابس وقبلي وتوزر وصفاقس والقيروان والمهدية وجندوبة وباجة وزغوان وسوسة.[/rtl]
[rtl]وارتفع سقف المتظاهرين في معظم المحافظات من المطالبة بالتشغيل إلى اسقاط النظام ورحيل المحافظين احتجاجا على عدم اصغائهم لمطالبهم وعدم تواصلهم مع ابناء الجهات التي توصف بأنها جيوب للفقر وتعرضت للتهميش على مدى عقود.[/rtl]
[rtl]وطالب المحتجون بوضع حد لسياسات تتعامل معهم كـ"مواطنين من درجة ثانية" وبالكف عن تهميشهم سياسيا وتنمويا، كما طالبوا بالعدالة الاجتماعية، وبالتوقف عن سياسة مركزية القرار في وقت تعاني فيها جهاتهم من غياب التنمية وانتشار البطالة والفقر.[/rtl]
[rtl]وأعادت الاحتجاجات إلى أذهان التونسيين انتفاضة يناير/كانون الثاني 2011 التي اندلعت شرارتها الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2010 من مدينة سيدي بوزيد وانتهت إلى اسقاط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.[/rtl]
[rtl]وترى قوى سياسية أن اندلاع الاحتجاجات لم يأت من فراغ وأنها تعبير عن سخط شعبي على أداء حكومة الحبيب الصيد التي تحاول الهروب إلى الأمام عبر تعديلات وزارية كشفت عن محاصصات حزبية بين الائتلاف الحاكم في وقت كانت الجهات تنتظر أكثر من مجرد تعديل وزاري.[/rtl]
[rtl]ويعتقد هؤلاء أيضا أن الاحتجاجات ناجمة عن سياسة الترضيات الحزبية والغرق في أزمات داخلية بحثا عن تأمين المصالح ومراكز النفوذ وليس بحثا عن معالجة ملفات حارقة كالتشغيل والتنمية والعدالة الاجتماعية.[/rtl]
[rtl]وحملت أطياف المعارضة التونسية وعلى راسها الجبهة الشعبية الائتلاف الذي يضم قوى يسارية، الحكومة مسؤولية تفجر الأوضاع الاجتماعية مشيرة إلى أنها لجأت الى حلول ترقيعية في التعامل مع مطالب الجهات الداخلية ومطالب التنمية في الجهات وايضا العدالة الاجتماعية بما تشمله من رعاية صحية وتشغيل وتعليم، كانت من ضمن أهداف ثورة يناير/كانون الثاني 2011، وكان يفترض أن تكون على رأس أولويات حكومات ما بعد الثورة، إلا أن تلك المطالب الملحة سرعان ما تبخرت، لتجد حكومة الحبيب الصيد نفسها منذ توليها السلطة في 2014 في ورطة تعجز عن حلها في ظل أزمة اقتصادية خانقة.[/rtl]
[rtl]عجز ومحاصصة حزبية[/rtl]
[rtl]وشكلت أزمة نداء تونس العلماني الحاكم القشة التي قصمت ظهر البعير بعد أن انكشف عجزه عن ادارة الأزمات والدخول في شراكة مع حركة النهضة الاسلامية ضمن صفقات أقرب الى توزيع الغنائم بين أضلاع الائتلاف الحاكم، فيما أرجأ (الائتلاف) تفكيك القنابل الاجتماعية الموقوتة.[/rtl]
[rtl]وتعد تونس 10 جهات داخلية محرومة هي أقل قليلا من نصف عدد محافظات البلاد (24 محافظة)، منها في الشمال الغربي مثل سليانة والكاف وجندوبة وباجة وفي الوسط مثل القيروان وقفصة وسيدي بوزيد وفي الوسط الغربي على الحدود الجزائرية مثل القصرين وبالجنوب على الحدود الليبية مثل مدنين وتطاوين.[/rtl]
[rtl]ويبلغ معدل الفقر في تلك الجهات مستويات قياسية. ويقدر الخبراء في التنمية نسبة الفقراء في الجهات الداخلية بحوالي 60 بالمئة من اجمالي الفقراء في تونس.[/rtl]
[rtl]ويقدر الخبراء ايضا نسبة البطالة في الجهات بأزيد من 50 بالمئة، ما دفع بالإتحاد العام التونسي للشغل أكبر نقابة عمالية في البلاد إلى مطالبة السلطات ببرنامج عاجل في للتنمية في الجهات الداخلية.[/rtl]
[rtl]ولا يتجاوز الدخل اليومي للأسر التونسية في الجهات 8 دنانير تونسي ما يعادل نحو 4 دولارات، ويتوزع العاملون في قطاعات مثل البناء والزراعة.[/rtl]
[rtl]وتشكو أهالي الجهات مما يسمونها باللهجة التونسية بـ'الحقرة' والتي تعني في جوانب كثيرة منها الاحتقار والتهميش على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والتنموية من قبل السلطة المركزية في العاصمة.[/rtl]
[rtl]ويشير المحللون إلى أن الاحساس بالغبن والتهميش مع خطاب سياسي سئم التونسيون منه، يقود حتما لانفجار اجتماعي جهوي بالأساس وأن على الحكومة أن تطور خطابها وأن تكون قريبة من شواغل أبناء شعبها.[/rtl]
[rtl]وفي المقابل يعتقد البعض أن هناك من يؤجج موجة الاحتجاجات لتحقيق مكاسب سياسية، إلا أن الخطر ليس في التظاهر الذي يكفله الدستور ولا في المماحكات السياسية والحسابات الضيقة بل في التأجيج واستغلال بعض الأطراف لموجة الغضب والفوضى المحتملة والتي تنشدها جماعات ارهابية للنزول من الجبال والتسلل للمدن.[/rtl]
[rtl]وبعيد اندلاع الاحتجاجات في القصرين، تحدث جهاديون تونسيون من تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا عبر اشرطة فيديو ظهر عليها شعار ولاية برقة وفق تسمية التنظيم المتطرف لمعاقله، بشروا فيها بدولة الخلافة وبمقارعة "سلطة الطاغوت" وهاجموا فيها حركة النهضة الاسلامية "لأنها لم تحكم بشرع الله" كما هاجموا الحكومة والرئاسة. واتسمت تصريحاتهم بالتحريض والوعيد.[/rtl]
[rtl]http://www.middle-east-online.com/?id=216243
[/rtl]