التربيه العسكريه عند العرب:
لقد اكتسبت الشجاعه عند العرب قبل ضهور الاسلام معانيها من خلال الصفات التي تحلو بها . فقد كان لطبيعة حياتهم الاثر الكبير على ان تكون شخصياتهم من طراز خاص فالصحراء الواسعه قد فرضت على العرب أخلاقا وطباعا خاصه وتقاليد معينه لا زمتهم على مو السنين وصارت لهم رمزا بين الا خرين . ان هذه الطبيعه الخشنه قد اثرت على نفس العربي قوة وصرامه لا يرهبها ولا تتزعزع نفسه امامها . فتراه لا يخاف الليل ولا يرهبه ولا يتعب من السفر ويتحمل كل المشاق في سبيل ذلك .هذا من جهه ومن جهه اخرى لم يكن للعرب قديما قصور محصنه يسكنوها بل كانوا يقيمون في بيوت من الشعر تهزها الريح كلما هبت ويجرفها السيل اذا تدفق وليس لهم حارس سوى سيوفهم وأ سنة رماحهم.
إن العيش في هذه الطبيعه القاصيه قد رسخت في نفس العربي هذه القوه فصار يحس بالخطر قبل قدومه ويعرف عن الطبيعه وأ حوالها مالا يعرف كثير من الناس قي حياتنا الحاضره . لقد علمته هذه الطبيعه الصبر والكفاح ورسخت في نفسه صفات متميزه منها الشجاعه . لقد كانت الشجاعه في بلاد العرب قبل الاسلام تهدف الى المجد القبلي او الفردي وجاء الا سلام موجها لها في سبيل خدمه الامه جمعاء والدفاع عن مبداء شريف ودين كريم فلم تعد القبيله العصبيه الجاهليه هي الحافز للجهاد ولكن الدفاع عن الحق ونصرهة الدين هي الدافع والهدف لقد استند الا سلام الى الأ صول الأ خلاقيه لدى العرب وهذبها ووجهها وجهة خيرة واعتمد عليها في نشر مبادئه كما ان الدعوه الا سلاميه وجدت رجالا خالدين. تعودوا بالصحراء وخيروها بعد ان تشربت ننفوسهم بحب الاسلام حتى امتزجت القوة والشجاعه العربيه بالمثل الأخلا قيه والدينيه
لقد كان الجهاد في سبيل الله يتطلب قوة وشجاعه ولقد اهتم المسلمون بذلك .لقد كان العر ب من المسلمون يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويجاهدون بالسيف وبالكلمه من اجل نصرةالقيم الرفيعه والمبادى الساميه وإشاعة نور الا يمان والمعرفه بين الأمم والشعوب وذلك استجابة لنداء الخالق((ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)). كما ان الاسلام حث على التدريب وإيتقانه وفي القران الكريم قوله((واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)). والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يحث على التدريب وإيقانه بقوله (( من تعلم القران الكريم ونسيه فليس منا ) ومن تعالم الرمي ونسيه فليس منا ((وكان الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم يدعو المسلمين إلى تعلم الرمي والطعن بالحراب والتفنن بإعمال القتال )) وركوب الخيل والمصارعه وقد سمح الرسول صلى الله عليه وسلم باتخاذ المسجد ميدانيا للتدريب ويذكر ان بعض الا حباش كانوا يلعبون بحرابهم عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فدخل عمر رضي الله عنه فأنكر عليهم لعبهم بالحراب في المسجد فقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم((دعهم ياعمر المسجد موضوع لا من جماعة المسلمين فأي عمل من الاعمال يجمع بين منفعة الدين وأهله فهو جائز )).
لقد ضهر من المسلمين الاوائل شباب كانوا يتطوعون لكل مهمة ويتصدرون الصفوف فهذا علي ابن ابي طالب السلام عليه الذي لقب بغزوة أوحد بالفتى الشجاع نضرا لشجاعته وقيل (لا فتى الا علي ).
ومن امثلة الشجاعة عند شباب العرب مادار بين الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وبين رافع وسمره أ ثناء الذهاب الى معركة أحد حيث ان سمرة طلب من الى الرسول ان يضمه الى الكتيبه المحاربه فلم يضمة الرسول لصغر سنه فقال له سمره : ( ان السيف لا يقاس بعمر بعمر الفتى ولكنه يقاس بضربة شجاعة). ثم قال يا رسول الله اني اصرع رافعا وهو الذي قبلته بالكتيبه فناداهما الرسول صلى الله عليه وسلم للمصارعه فصرعه سمره فقبله الرسول صلى الله عليه وسلم وضمه الى الكتيبه.
وهذا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عندما الت اليه الخلافه فاخذت الوفود ترد عليه من جميع انحاء البلاد مهنئه ومستبشره وكان من تلك الوفود وفد من الحجاز وكان فيه صبي صغير يبلغ من العمر 12عاما قام في مجلس الخليفه يتكلم .فقال له الخليفه ليتكلم من هو اكبر منك
سنا فقا ل الصبي أيها الخليفه إن كان المقياس للكفاءه كبر السن ففي مجلسك من احق بالخلافه منك) فتعجب الخليفه عمر بن عبد العزيز من هذا الكلام وأيده على ذلك ثم أذن له بالكلام .
وللمرأه الشابه أيضا دور بارز في مشاركة الرجل في ميادين القتال في الجبه الداخليه ففي معركة بدر كانت عايشه تحمل الماء لتسقي المقاتلين وفي احد كانت فاطمه بنت النبي صلى الله عليه وسلم مع المقاتلين تقوم بالخدمه الطبيه فلما أصيب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في المعركه اسرعت ضمد جراحه .فجاءت بقطعة من حصير مصنوع من عسف النخيل وحرقتها واخذت رمادها .ووضعته على الجرح .وهذه صفيه بنت عبد المطلب تشارك في القتال دفاعا عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في معركة أحد وهذه الخنساء ذات الروح المعنويه العاليه والتي تقبلت نبأ استشهاد أولادها الأربعه بصبر وجلد وتقول الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي ان يجمعني بهم في مستقر رحمته
التربيه العسكريه في بعض اقطار الوطن العربي:
1- نشأة فكره التدريب العسكري للطلبه في مصر عام 1957وكانت وزاره التربيه والتعليم مسؤله عن الأمور الا داريه فيها ةتشرف وزارة الدفاع علىأمور التدريب العسكري إلا ان هذا التدريب لم يكن بصورة منتظمه وإنما كان يخضع لعوامل التوقف في فترات مختلفه وهنالك كذلك تجربه المدرسه الثانويه العسكريه وقد شملت برامج التدريب للبنين والبنات .
2- وهنالك تجربه اخرى في سوريا حيث يدرب طلبة المدارس الثانويه على برامج عسكريه (نضريه وعمليه) وقد صدر أول نضام للقوه عام 1945غير ان هذه تجربه أيضا كانت تخضع لعوامل التوقف احيانا
3- وفي دولة الامارات العربيه المتحده هنالك تجربة لتدريب الناشئة من عمر 12سنه ضمن برامج مختلفه منها برامج التدريب العسكري