كانت دارفور سلطنة كبيرة في منتصف القرن السابع عشر حكمتها مصر منذ عام 1884 ثم دانت للدولة المهدية من عام 1898-1916 بقيادة السلطان علي دينار ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية و تاييد سلطان دارفور للخلافة الاسلامية مما اغضب الحاكم العام للسودان تمت الاطاحة به عام 1917 و الحقت السلطنة بالسودان .
وصلت الازمة السياسية و الانسانية في اقليم دارفور في اقصى غرب السودان ، الى مراحل خطيرة من تطورها ، و تبدت في ارتفاع وتائر العمل المسلح و استهدافه المدنيين ، مما ادى الى نزوح اكثر من 2,5 مليون مواطن من سكان الاقليم الى دولة تشاد و الدول المجاورة ووجودهم في معسكرات اللاجئين البائسة التي ملات صورها وسائل الاعلام المختلفة ، ومعاناتهم تحت ظل ظروف قاسية من انعدام ابسط الضروريات ، بل مواجهة العديد منهم – وخصوصا الاطفال و العجزة – خطر المجاعة هناك و كأنهم كانوا يهربون من خطر الموت بالسيف الى موت اخر بطيء بالجوع او المرض .
الموقع :
يقع اقليم دارفور في غرب السودان على الحدود مع تشاد و ليبيا و جمهورية افريقيا الوسطى ، و يضم الاقليم ثلاث ولايات هي شمال دارفور و غرب دارفور و جنوب دارفور ، وهو عبارة عن منطقة صحراوية قاحلة في معظم أجزائه باستثناء بعض المرتفعات و الهضابفي المنطقة الجنوبية ، وجائت تسمية الاقليم بدارفور من قبائل الفور وهي احدى اكبر القبائل الموجودة في الاقليم حيث تشكل اكثر من 42% من سكان الاقليم منذ وجودها ، وهي تقود التمرد الان بحركتين ( جيش تحرير السودان و حركة العدالة و المساواة ) .
وتبلغ مساحة دارفور 549 ألف كم و هي تعادل مساحة فرنسا .
الثروات الطبيعية في الاقليم :
يحتوي الاقليم على ثروات ضخمة و متنوعة أهمها :
الحديد : ويوجد في منطقة تسمى جبال الحديد و هو من اجود انواع الحديد في العالم حيث تصل نقامته الى 80 % .
النحاس : حيث يتواجد في حفرة النحاس الواقعة في غرب الاقليم على حدود افريقيا الوسطى .
اليورانيوم : و هو من اهم ثروات الاقليم و يوجد بكميات كبيرة في ويط و غرب الاقليم ، وهذا المعدن النادر و الثمين جعل من دارفور محط اهتمام و انظار الدول الكبرى .
البترول : ويتوقع الخبراء ان تكون كمياته كبيرة و تجارية .
المنغنيز و بعض المعادن الاخرى .
الصمغ العربي : ويوجد في المناطق المحاذية لجبل مرة و هو اعلى قمة في الاقليم اذ يصل ارتفاعه الى حوالي 3500 م وهو القاعدة الرئيسية للمتمردين الان .
الوضع العسكري في الاقليم :
ينتشر في الاقليم الجيش السوداني بالاضافة الى ثلاث جماعات مسلحة و قوة من الاتحاد الافريقي منتشرة في الاقليم و كما يلي :
الجيش السوداني : ويتمركز في المدن الرئيسة و يبلغ تعداده اكثر من 45000 جندي .
حركة تحرير السودان : و يبلغ عدد افرادها حوالي 17000 عنصر و تتمركز في المناطق الريفية حول المدن و سفوح الجبال و خاصة في المناطق الوسطى و الغربية .
حركة العدل و المساواة : ويبلغ عدد افرادها حوالي 9000 عنصر .
مليشيات الجنجويد العربية وعدد افرادها اكثر من 15000 فرد وهي الحركة الوحيدة الموالية و المدعومة من الحكومة و تنتشر في المناطق الشرقية من الاقليم .
قوةالاتحاد الافريقي لحفظ السلام التي شكلت لمراقبة وقف اطلاق النار الذي تم توقيعه بين الحكومة و حركات التمرد في اذار عام 2004 و يبلغ عدد افرادها 9000 جندي معظمهم من رواندا و نيجيريا .
بالاضافة الى عدد من المراقبين العسكريين و المنظمات الانسانية المعنية بشؤون الاغاثة و المعالجة الطبية