أثار دور الجيوش العربية، في البلدان التي طالها ما يسمى «الربيع العربي» العديد من التساؤلات حول طبيعة الادوار التي قامت بها الجيوش خلال هذه الاحداث...الشروق استطلعت اراء عدد من الخبراء العسكريين والباحثين بهذا الخصوص في التقرير التالي:تونس (الشروق)
رأى الضابط السابق في الجيش اللبناني وخريج الاكاديمية العسكرية بموسكو عمر معربوني للشروق، إن طرح نظرية المؤامرة قد يشكل بعض الحساسية لدى البعض، الا ان المسار الذي تسلكه الأحداث في المنطقة، لا يمكن عزله عن اهداف المخططين
وقال معربوني، «طبعا كانت الجيوش العربية هدفاً اساسيا يجب تفكيكه وتدميره، وإيجاد بدائل من الجماعات المسلحة المتناحرة تُبقي المنطقة في حالة اقتتال دائم، لعقود من السنين».
وأوضح ان التجربة الأولى تمت في العراق بعد قرار بريمر بتفكيك الجيش العراقي، وكان مطلوبا تعميم هذا النموذج على الجيوش العربية من هنا اينا كيف حدث ذلك الانهيار المريع للجيش الليبي، خصوصاً بعد تمرير قرار في مجلس الأمن تحت البند السابع اتاح للناتو ضرب بنية الجيش الليبي الأساسية، وما النموذج الليبي الحالي الا نتيجة لهذا القرار، وهو ما كان مطلوبا ايضا في مصر من خلال سيطرة حركة الاخوان المسلمين على الدولة والجيش، وما قام به الجيش المصري في ما بعد من خلال الإمساك بالدولة بمعزل عن صحة او خطأ التدبير.
ولاحظ الخبير العسكري في هذا الصدد ان «عملية الإنهاك والاستنزاف» المتواصلة للجيش العراقي والسوري واليمني وحتى المصري تؤكد استهداف هذه الجيوش واستنزافها، ان لم يكن هناك من امكانية لتفكيكها.
وإن كنت يضيف معربوني ممن لا يؤيدون استيلاء الجيوش على السلطة السياسية، الا اننا في ظل هذه الحالة من الفوضى أطالب باعطاء الجيوش صلاحيات اوسع واكثر مرونة، ولو استدعى الأمر البقاء في حالة الطوارئ فترة طويلة لمعالجة التنامي الكبير للإرهاب كشريك فعلي لدعاة الفوضى .
أما العقيد الحالي في الجيش اليمني عزيز راشد ومساعد المتحدث باسم القوات اليمنية فقال للشروق ان الجيوش دائما تقف الى جانب الثورة الشعبية في الدول التي يوجد فيها هامش ديمقراطي، ودستور يستفتى عليه الشعب.
واعتبر ان ما سمي «الربيع العربي» 2011 كان بسبب عفوي ضخمه الاعلام المصنع، واستغلته المخابرات الغربية والخليجية لتحقيق مكاسب سياسية وتصفية حسابات مع بعض الزعماء، كما حصل لمعمر القذافي .. واكد ان هناك محاولة واضحة لتكرار السيناريو ذاته اليوم في محاولة اضعاف الجيش السوري وبهدف محاصرة الرئيس بشار الأسد واضعافه.
و تابع «ان الانفراد الشعبي مع النخب وخصوصا مع تنظيمات سياسية اكثر وﻻء للغرب، مثل تنظيم الاخوان الذي قدم تنازلات للجيش الامريكي ببناء قواعد عسكرية في سيناء والنقب تحت توقيع محمد مرسي وهذا صدم الجماهير .. وفي اليمن قام تنظيم الاخوان قام بإدراج 200 الف اخواني في الجيش والامن، لكي يخترق الجيش لمصلحة حزب وقوى دولية.
وأضاف العقيد عزيز أن الجيش المصري كان محقا في الحفاظ على مؤسسته العسكرية، لان هناك مشروعا امريكيا رسم بما يسمى مشروع الشرق الاوسط الكبير، وهو مشروع الفدرالية والتقسيم وكأن ثورات الربيع قامت من اجل انشاء الاقاليم، كما هو الحاصل في ليبيا واليمن وسوريا والعراق وكذلك الجيش التونسي الذي كان محقا بدوره في الحفاظ على المؤسسات.
وأوضح أن قيادات «الربيع» ضعيفة وتخضع لإملاءات امريكية، وبرنارد ليفي الصهيوني هو من كان يضع الشعارات واللافتات الثورية للربيع ؟ الخلاصة مثلما يضيف بدأ الربيع الدولي من تشيكوسلفاكيا وفتتها والشعار الاعلامي الثوري، كانت قبضة اليد ونجحت ثم اتجهت الى فنزويلا وكادت تنجح لوﻻ الجيش الذي اعاد تشافيز مع ضغط شعبي، ثم اتجه الى ايران عبر المظاهرات التي حصلت فكان الجيش حاضرا وتم اسقاط تلك المخططات، فانتقل الى الدول العربية، ومنها مررت كثير من التنازلات لمصلحة كيان العدو الصهيوني.
ولاحظ أن هذا المخطط كان السبب الرئيسي وراء بروز التنظيمات الارهابية وقطع الرؤوس وبيع النساء في سوق الرق مشيرا الى ان ما حصل يخدم الولايات المتحدة واسرائيل لانه خلق وأوجد جيوشا تقاتل بالنيابة عنها.
وأضاف: «من وجهة نظري كمتابع فان الجيوش العربية، كانت تعرف المؤامرة لذلك وقفت بعضها مع النظام والبعض وقف بالحياد مع المحافظة على مؤسسات الدولة والبعض استهدفه حلف الناتو بمباركة عربية والشرعية الجامعة العربية مثل الجيش الليبي.
أما العقيد السابق في الجيش الجزائري رمضان حملات، فقال لـ«الشروق» إنّ الجيوش تختلف من دولة الى اخرى، من حيث العدد والتكوين والتسليح، فالجيش السوري يعتبر من اقوى الجيوش العربية، من حيث العقيدة والتسليح، ويتصدى ببسالة منذ 4 سنوات او اكثر للارهاب المدعوم دوليا من الجوار والغرب بالعدد والتسليح، اما ليبيا فالقذافي لم يبن جيشا، بل مليشيات، مسلحة ولا نستطيع ان نقول انه وقف الى جانب النظام او الى جانب الشعب، رغم أن ليبيا كانت تشتري السلاح بكميات كبيرة.
وأوضح في هذا السياق ان الجيش التونسي لعب دورا مهما في حماية الشعب التونسي، ولولا موقف الجيش لدخلت تونس في نفق مظلم كسوريا وليبيا الان.
أما بالنسبة الى الجيش المصري ـ يضيف حملات ـ فإنه معروف بقوته، الا انه أخطأ في فض الاعتصامات في حق الشعب المصري، والجيش اليمني، وفق امكانياته ضعيف لكن المقاتل اليمني شرس.
وأردف حملات ان الجيوش العربية وقفت الى جانب الشعوب مرة والى جانب مصالحها مرة اخرى عندما ادركت ان المخطط يستهدفها بالدرجة الاولى.
من جانبه رأى الباحث التونسي رياض الصيداوي في حديثه لـ«الشروق» انه من الصعب تعميم نفس الموقف على كل الجيوش، فالجيوش ساهمت في عزل الحاكم في تونس ومصر لكنها لم تعزل الحاشية.
وأضاف «في ليبيا وقع الانقسام في الجيش مما ادخل ليبيا في دوامة الحرب الاهلية، وفي سوريا حدثت بعض الانقسامات فانحاز جزء من الضباط والقادة الى فئة من الشعب ورفض النظام، في حين ان فئة اخرى من الشعب لا يستهان بها دعمت بشار والنظام في سوريا.
وفي تونس يرى رياض الصيداوي ان الجيش حافظ على الدولة التونسية، ومؤسساتها وساهم في عزل بن علي وعائلته فقط، معتبرا في هذا الصدد ان الجيوش تفاعلت مع الربيع العربي وفق قناعات خاصة لبعض القادة بدول وبمنظومة عسكرية في اخرى وهو ما جعل دول عربية من التي وصلت اليها احداث ما يسمى الربيع العربي تدخل في ازمات امنية وحروب داخلية.
http://www.alchourouk.com/153609/675/1/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%82:%D8%AE%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A8%D9%88%D9%86:%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%88%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%9F-.html