مع تأكد وصوله للجيش السوري وقرب استلامه من قبل العراقيين
وسائـــــل مواجهـــــة منظومـــــة التشويـــــش الكهروبصـــري الروسيــــة شتـــــورا Shtora
مع حصول الجيش السوري النظامي على عدد من دبابات T-90A الروسية الأحدث (الصورة للأعلى) وبدء تدريب الأطقم السورية عليها ، وكذلك قرب حصول الجيش العراقي على ذات الدبابة وضمن عقود تسليح جديدة مع الجانب الروسي ، فقد تأكد تجهيز هذه الدبابات بمنظومة الحماية الكهروبصرية النشيطة المدعوة "شتورا" Shtora (وتعني بالروسيه الستاره curtain) التي طورت في العام 1988 ، ويمكن تمييزها بسهولة من خلال عمل وحدتي التشويش على جانبي البرج ، اللتان تشعان طوال فترة عملهما في ساحة المعركة ضياء أحمر متوهج وعالي الطاقة يمكن رصده من بعيد . الشتورا هو أحد أنظمة القتل السهل soft-kill المتوفره لدى الروس ويعرضونها للبيع مع دباباتهم الحديثه من نوع T-80 وT-90 وغيرها من الدبابات والعربات الروسيه .. لقد صمم هذا النظام خصيصاً لعرقلة وإرباك توجيه الصواريخ المضادة للدبابات الموجهة سلكياً ، أمثال الصاروخ TOW الذي تستخدمه المعرضة السورية . فبعد إطلاق الصاروخ الموجه سلكياً Wire-guided missiles ، يعمل الرامي على المحافظه على الهدف في مركز تقاطع الشعيرات الموجوده في منظار التصويب . الصاروخ وهو متجه نحو هدفه ، يُصدر إشارات أشعة تحت الحمراء من خلال منارة أو شعلة في مؤخرته ، حيث تلتقط هذه الإشارات من قبل مستقبل الأشعه تحت الحمراء في منصة الإطلاق .. في حال التأكد من حدوث إنحراف في طيران الصاروخ عن مركز التقاطع ، يتم إرسال رسائل تصحيحية للصاروخ عن طريق أسلاك التوجيه command-link wire التي تربط الصاروخ بمنصة الإطلاق . دور المشوشات في المنظومة شتورا يتركز على إصدار إشارات خاطئة وخادعة لقاعدة الإطلاق ، فتقوم قاعدة إطلاق الصاروخ في هذه اللحظة بإرسال تعليمات توجيهيه خاطئه للصاروخ عن طريق أسلاك التوجيه ، مما يجعل هذا الأخير ينحرف عن هدفه المحدد في منظار التصويب ، أما صعوداً للسماء أو هبوطاً للأرض .
يعتقد بعض الباحثين أن للنظام شتورا عدداً من النواقص التي تقيد فعلياً من قدراته العملياتية ، منها على سبيل المثال :
@ النظام مرتبط في عمله بحركة دوران البرج . فلتسليط شعاعه نحو قطاع إطلاق المقذوف المهاجم أو مصدر التهديد ، يتطلب استدارة كامل البرج في لحظة ربما تكون حاسمه خلال اشتباك فعلي مع دبابة معادية أو مشاغلة هدف آخر ، وإن كان مصممي النظام يتحدثون عن ميزة تعريض منطقة القوس الأمامي الأكثر تدريعاً للخطر بدلاً من مواضع الدبابة الأخرى الأقل وقاية .
@ أيضاً عمل النظام مرتبط بالتحذير المسبق لكاشفات ومجسات التحذير الليزرية ، فإذا لم يستخدم المهاجم منظومة تعيين أو محددة مدى ليزرية ، فإن النظام لن يتمكن من رصد أو كشف المقذوف المهاجم ، وبالتالي هو لن يحفز أو يستثار actuate لبدء العمل أو على الأقل تحذير طاقم الدبابة . وفي الحقيقة وحول هذه الجزئية تحديداً ، يمكن القول أنقابلية النظام تجاه الصواريخ الموجهة سلكياً Wire-guided missile والذي هو في الأساس معد لمواجهتها وإرباكها ، مقيدة ومحدودة ، لأن هذه الصواريخ مرتبطة في توجيهها بسلك سيطرة وليس بشعاع ليزري كمثال ، كما أن أغلب رماة الصواريخ مهيئون الآن لتقدير مدى الهدف بصرياً من خلال عدسات التصويب وذلك بقصد تخفيض فرص رصدهم أو كشف موقع الإطلاق (الرقابة البصرية لقائد الدبابة فيما يخص محيط عربته تبدو ضرورية في هذا الحالة ، لتحديد اتجاهات الخطر وتفعيل عمل النظام يدوياً) .
@ المنظومة شتورا تصدر شعاع عالي الطاقة من وحدات تشويشها الكهروبصريه ، مما يسهل رصد الدبابة بأنظمة التصوير الحراري العاملة بالأشعة تحت الحمراء وتحديد موقعها بسهولة .
@ النظام غير مهيأ للتعامل مع المقذوفات المضادة للدروع ذات التوجيه السلبي passive homing (على سبيل المثال الأمريكي Javelin والإسرائيلي Spike-MR وغيرهم العديد) أو حتى المقذوفات غير الموجهة ، كما هو الحال مع ذخيرة الأسلحة الكتفية ، وما أكثرها في ساحة المعركة اليوم .
@ قابلية تغطية المشوشات في المنظومة شتورا محدد بقطاع 90 درجة (45 درجة لكل وحدة تشويش) ولا يشمل جميع جوانب الدبابة ، مما يعني توفير حماية نسبية جيدة للقوس الأمامي للدبابة ، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لباقي الجهات . أضف لذلك أن وحدات التشويش ذاتها ضعيفة وواهنة أمام الشظايا وطلقات الرصاص التي قد تتسبب في إتلافها وتحطيمها .
@ أخيراً وربما ليس آخراً ، موضع النظام على مقدمة البرج يشكل نقطة ضعف لصالح حماية الدبابة السلبية ، وذلك بإقصاء قراميد الدروع التفاعلية المتفجرة من تلك المواضع التي اعتادت الدبابات الشرقية على تثبيتها . خصوصاً أن قوس الدبابة الأمامي هو الأكثر عرضة للهجوم كما أثبتت دراسات عديدة .
مصدر الموضوع ..
http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.com/