كما جرت العادة في إسرائيل، فإنّ الأحزاب الصهيونيّة تبحث دائمًا عن شخصية أمنيّة سابقة، حولّها الإعلام العبريّ إلى أسطورة من أساطير ألف ليلة وليلة، وفي المعركة الانتخابيّة الحاليّة، ظهر على الشاشة اسم رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) السابق، مئير داغان، الذي اعترف بأنّه كان يفصل رأس الفلسطينيين عن أجسادهم، خلال خدمته في السبعينيات في جيش الاحتلال، تحت إمرة المُجرم ارييل شارون، رئيس الوزراء الأسبق، الذي كافأ صديقه بتعيينه لهذا المنصب، كما أنّ داغان، خلال خدمته في غزّة أصدر الأوامر للجنود والضباط بعدم اعتقال فلسطينيين، بل قتلهم.
وبحسب التقارير الإعلاميّة الإسرائيليّة، ففي الانتخابات الإسرائيلية التي تسير على خطى سريعة تظهر أسماء الشخصيات التي قد تدخل المعترك السياسي للتنافس على مكان في الكنيست الإسرائيلي، تظهر صباحًا ومساءً، جهارًا ونهارًا. وآخر الأسماء التي تداولها الإعلام الإسرائيليّ هو داغان، والذي ذُكر أنّه يدرس إمكانية الانضمام إلى الحزب الجديد المتبلور بقيادة الوزير السابق، موشيه كحلون، الذي كان من أقطاب حزب (الليكود) واعتزل الحياة السياسيّة، وعاد إليها بقوةٍ الآن.
في السابق، والنجم الصاعد لجولة الانتخابات القادمة، موشيه كحلون. ويدور الحديث عن أنّ كحلون بصدد بناء حزب جديد، بعد أن انشق من حزب ليكود، يرفع الراية الاجتماعيّة، ومركزا على القضايا الاقتصادية أكثر منها الأمنيّة والسياسيّة. وقال مقربون من كحلون إنّه لم يتمم بعد مهمة تحضير قائمة الممثلين في الحزب الذي سيعلن قريبًا، مع التأكيد على أنّ القائمة ستحرص على تمثيل متساو لجميع شرائح المجتمع خاصة النساء.
ويعني كحلون بضم شخصية أمنية مجرّبة وذات نفوذ والاسم الأقوى من الأسماء المطروحة لاحتلال هذا المربع هو مئير داغان، رئيس الموساد في السابق، والذي تقاعد في عام 2011، بعد أنْ خدم في منصب رئيس الموساد منذ العام 2002، وحسب الإعلام العبريّ كانت له حصة الأسد في إبطاء البرنامج النوويّ الإيرانيّ، وهو الذي أعلن مرارًا وتكرارًا أنّه يُعارض قيام إسرائيل بشكلٍ انفراديّ بتوجيه ضربةٍ عسكريةٍ لإيران لتدمير برنامجها النوويّ، وفي خطابٍ مقتضب ألقاه وزير الاتصالات الإسرائيليّ السابق كحلون، ونقلته القناة الثانية بالتلفزيون العبريّ قال إنّه يجد نفسه في المركز، ولكنّه في القضيّة السياسيّة، يجد نفسه في اليمين، على حدّ قوله.
وكان موقع (WALLA) الإخباريّ العبريّ قد كشف النقاب عن أنّ داغان، قال في محاضرة مغلقة في تل أبيب مؤخرًا، إنّ إصرار الدولة العبريّة على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية هو مجرّد هراء، مشدّدًا على أنّه كيف تقوم إسرائيل بالطلب باعتراف بطابع الدولة العبريّة من دولة غير قائمة بالمرّة، على حدّ تعبيره. وساق داغان قائلاً إنّه إذا رجعنا إلى قرار الأمم المتحدة عام 1947 (قرار التقسيم) الذي قامت إسرائيل على أساسه سنجدها مُعرفّة كدولة يهودية، وبالتالي، أضاف، فإنّ المطلب الإسرائيليّ بالاعتراف بدولة يهودية لا داعي له، وفق أقواله.
وتابع رئيس الموساد السابق، الذي يُعتبر من أشّد منتقدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تابع قائلاً إنّه عوضًا عن الإصرار على الاعتراف بيهودية إسرائيل، يتحتّم على صنّاع القرار في تل أبيب الإصرار على رفض حق العودة للفلسطينيين، والاهتمام بأن يحصل اللاجئون على جنسية في الدول التي يقيمون فيها، من لبنان وحتى دول الخليج العربيّ، مشيرًا في السياق نفسه، إلى أنّه خلافًا لمسألة الاعتراف بيهودية الدولة العبريّة، فإنّ قضية اللاجئين تشكل خطرًا حقيقيًا على دولة اليهود، بحسب تعبيره.
وأضاف داغان أنّ الدولة العبريّة يجب أنْ تسعى لتسوية مع الفلسطينيين ليس من أجل الفلسطينيين بل من أجل إسرائيل، كما درج على القول دائمًا في مناسبات عديدة. أمّا في ما يتعلّق بالقدس، فأشار داغان في محاضرته إلى أنّ هذه المدينة ليست قضية فلسطينيّة، بل قضية إسلامية من الدرجة الأولى، والقدس تهّم العالم الإسلاميّ برّمته، وبالتالي ينبغي إشراك الدول العربية المؤثرة كالمملكة العربيّة السعودية والأردن والمغرب في المحادثات حول القضية. علاوة على ذلك، لفت إلى أنّه إذا توصلت إسرائيل لتفاهمات مع الدول المذكورة، التي تعتبر بنظر العالم العربي مسؤولة عن المقدسات، فإنّ من شأن ذلك أن يسهل على رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، اتخاذ قرارات وصفها بالصعبة، على حدّ تعبيره. علاوة على ذلك، نقل عنه موقع (يديعوت أحرونوت) الالكترونيّ قوله إنّ الدولة العبريّة ستُشعل حربًا حرب إقليميّة طاحنة في حال مهاجمتها إيران والرئيس الإيرانيّ يمتلك عقلانية أفضل بكثير مما لدى القيادة الإسرائيليّة، قال داغان.
http://www.raialyoum.com/?p=188648
تم التعديل بمعرفتي Mi-17