أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمارس حربا نفسية على الإسرائيليين بشأن قضية الجنود المفقودين بقطاع غزة، كما تحاول تحريض الرأي العام الإسرائيلي على حكومة بلاده، في وقت أجرى جيش الاحتلال عملية محاكاة لحرب مقبلة مع حماس.
وقالت مراسلة موقع "أن آر جي" نعماه أمنغيل مشالي إن عملية محاكاة لحرب قادمة مع حركة حماس أجراها الإسرائيليون القاطنون في التجمع الاستيطاني أشكول بمنطقة غلاف غزة بمشاركة ضباط كبار في جيش الاحتلال وقيادة الجبهة الداخلية.
وأضافت أن التدريب يتعلق بتسلل مسلحين فلسطينيين إلى مستوطنات عبر نفق حدودي أو إطلاق صاروخ على مركبة إسرائيلية، وإخلاء تجمعات استيطانية تحت النار.
وأكدت أنه رغم أن المحاكاة حصلت عبر الحواسيب الإلكترونية، فإن سكان غلاف غزة يعتقدون أن مثل هذه المحاكات الافتراضية قابلة للتحول إلى واقع عملي على الأرض، وأنه يجب الاستعداد لذلك جيدا لكونهم عاشوا مواجهات كثيرة خلال السنوات الماضية أمام الفلسطينيين بالقطاع.
ونقلت مشالي عن ضابط إسرائيلي شارك في عملية المحاكاة قوله إن التدريب تناول إطلاق صاروخ من غزة باتجاه حافلة تقل إسرائيليين على أحد الشوارع الرئيسية في أحد التجمعات الاستيطانية الإسرائيلية، مقابل الإبلاغ عن تسلل خلية فلسطينية مسلحة مكونة من عشرين مسلحا إلى منطقة كرم أبو سالم من خلال نفق تحت الأرض
مفاوضات
وغير بعيد قال مراسل الشؤون الفلسطينية في موقع ويللا الإخباري آفي يسخاروف إنها المرة الأولى التي تكشف فيها حركة حماس صور الأسرى الإسرائيليين الأربعة لديها للرد على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام قال فيها إن تطورا حصل في موضوع الجنود المفقودين، في وقت نفت فيه الحركة حصول أي تقدم في مفاوضات التبادل لأن ذلك يجب أن يسبقه دفع أثمان من قبل إسرائيل، وفق تعبير المصدر ذاته.
وفي السياق أفاد مراسل الشؤون الفلسطينية في القناة الإسرائيلية العاشرة حازي سيمانتوف بأن مفاوضات التبادل بين حماس وإسرائيل تراوح مكانها رغم خروج تسريبات في الأشهر الأخيرة بحصول تقدم في هذه المفاوضات.
بالمقابل اعتبر مراسل القناة الإسرائيلية الثانية يارون شنايدر أن حماس بإخراجها هذا الشريط التلفزيوني تعاود ممارسة الخديعة مع إسرائيل وتمارس عليها حرباً نفسية قاسية، كما أنها تريد إرسال تهديدات جديدة لإسرائيل.
بدوره رأى رئيس تحرير "موقع قضايا مركزية" الإسرائيلي رامي يتسهار أن "حماس تحاول تحريض الرأي العام الإسرائيلي على نتنياهو" من خلال هذا الشريط التلفزيوني، في حين نفت الحركة حصول مفاوضات لاستعادة جثامين الجنود الإسرائيليين القتلى في حرب غزة الأخيرة.
ضغوط
وقال يتسهار إن حماس تحاول استنساخ الضغوط الشعبية التي مورست على نتنياهو خلال مفاوضات صفقة التبادل على إطلاق سراح جلعاد شاليط، مضيفا أن الحركة رفضت عروضا قدمها نتنياهو عبر طرف ثالث لإبرام صفقة لاستعادة جثامين الجنود.
من جانبها أفردت مراسلة صحيفة "إسرائيل اليوم" مايا فولك تقريرا مطولا عن عائلة الجندي هدار غولدنالأسير في غزة والتي تبذل جهودا مضنية لاستعادته عبر لقاءات عقدتها العائلة مع زعماء عالميين كثر لتفعيل الضغط على حماس.
ورأت أنه لا مفاوضات مع حركة حماس لأنها منظمة معادية، وفق تعبيرها، وتضع شروطا مسبقة قبل البدء بالمفاوضات، مضيفة أن من الواضح أن الحركة تتلاعب بالإسرائيليين بغرض رفع الكلفة مقابل معرفة مصير جثامين الجنود.
واعتبرت فولك أن على إسرائيل في المقابل رفع الكلفة على حماس عبر زيادة العقوبات بحق أسراها في السجون الإسرائيلية من خلال منع العلاج الطبي لهم وتقليص كمية البضائع المتوجهة نحو غزة، حتى تفهم حماس أن الاختطاف له ثمن كبير عليها.
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/4/2/حماس-توتر-أعصاب-الإسرائيليين-بقضية-الجنود-المفقودين