أظهر استطلاع للرأي بين الشباب العربي، نشر الثلاثاء، أنهم يرون في تنظيم الدولة الإسلامية "أكبر تحد" تواجهه المنطقة العربية، ويعطون أولوية للإستقرار على الديمقراطية فيها.
وكشف استطلاع رأي الشباب العربي في عام 2016، الذي نشرت نتائجه في دبي، زيادة نسبة رفض هذا التنظيم المتطرف في أوساط الشباب العربي بشكل مطرد، إذ وصفه 50 بالمئة منهم هذا العام بأنه العقبة الكبرى في المنطقة، مقابل نسبة 37 في المئة في العام الماضي.
ولم تجد سوى نسبة 13 في المئة من المشاركين أنها من الممكن أن تتخيل نفسها في موقف داعم لتنظيم الدولة الإسلامية حتى لو استخدم عنفا مفرطا، مقابل نسبة 19 في المئة في استطلاع العام الماضي.
وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن ثلاثة من كل أربعة شباب عرب قلقون من تنامي ظاهرة "داعش"، الاسم المختصر المستخدم في المنطقة العربية لوصف تنظيم الدولة الإسلامية.
ولم يعتقد سوى واحد من كل ستة شباب أن هذا التنظيم المتطرف سينجح في النهاية في تأسيس دولة.
تعزيز الاستقرار
وأجرت استطلاع الرأي هذا، مؤسسة بين شوين بيرلاند، ومقرها الولايات المتحدة، وشارك فيه 3500 من الشباب والشابات بأعمار من 18 الى 24 في عموم العالم العربي في الفترة من 11 الى 22 فبراير/شباط.
ورأى نحو ربع الشباب المشاركين أن البطالة ونقص الفرص يمثلان المحركين الرئيسيين وراء تجنيد الشباب في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
وبعد نحو خمس سنوات من انطلاق احتجاجات الربيع العربي، قال 53 في المئة من الشباب إن "تعزيز الاستقرار في المنطقة أكثر أهمية من من نشر الديمقراطية".
بيد أن ثلثا المشاركين طالبوا قادتهم بفعل المزيد "لتحسين حرياتهم الشخصية وحقوق الإنسان" بحسب الاستطلاع.
وانخفضت نسبة المؤيدين لاحتجاجات الربيع العربي في عام 2016، إذ تعتقد نسبة 36 في المئة فقط من الشباب أنه من الأفضل مواصلة الانتفاضات في المنطقة العربية، بعد أن كانت نسبة هؤلاء 72 في المئة في عام 2012 في ذروة حركة الاحتجاجات.
وقالت نسبة 47 في المئة من المشاركين بأن العلاقات بين السنة والشيعة قد ساءت خلال السنوات الخمس الماضية.
شبح البطالة
وعارض الشباب المشاركون دفع المزيد للوقود والطاقة الكهربائية على الرغم من الأضرار التي حاقت باقتصاد بلدان الشرق الأوسط بعد انخفاض أسعار النفط.
ورأى 76 في المئة من المشاركين أن مهمة تحقيق الاستقرار في توفير الطاقة الكهربائية والوقود تقع على عاتق الحكومات.
ورأت نسبة 90 في المئة من المستطلعة أراؤهم في عدد من الدول الخليجية كقطر وعمان والبحرين ضرورة استمرار الدعم الحكومي في هذه المجالات، مقابل نسبة 86 في المئة في المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم.
وتبدو هذه النتائج مزعجة للحكومات التي تخطط لرفع الدعم الحكومي تخفيضا للانفاق العام بعد انخفاض أسعار النفط ووصولها إلى أقل من 50 دولارا للبرميل الواحد.
وكان ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال في مقابلة مع بلومبرغ إن من المتوقع أن توفر "إعادة هيكلة المعونات" الحكومية ما مجموعه 30 مليار دولار في السنة بحلول عام 2020.
ويخشى العديد من الحكام العرب من أن رفع أو تخفيض الدعم الحكومي قد يتسبب في اثارة احتجاجات واضطرابات في بلدانهم.
من الجدير بالذكر إن معدل البطالة بين الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من بين أعلى معدلات البطالة في العالم.
http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2016/04/160412_young_arab_youth