يفرض التطوّر السريع للأحداث في المنطقة، تكثيف التعاون الأمني والعسكري بين دول الخليج على كافة الأصعدة. فقد أثبتت العمليات الأخيرة
التي شهدتها المنطقة، كعاصفة الحزم مثلاً، أهمية توافر قدرات نوعية بحرية تسمح لدول الخليج بتقوية دفاعاتها البحرية لمحاربة الإرهاب.
ففي حين شرّعت دول مجلس التعاون الخليجي عام 2014 تشكيل قوة بحرية تعمل على صيانة الأمن البحري لدول الخليج، وتكون على
غرار قوة “درع الجزيرة” وتحت عنوان “مجموعة الأمن البحري 81″، لم تبصر تلك المبادرة النور حتى اليوم.
فمبادرة مماثلة تعتبر خطوة استباقية لاحتمال مواكبة المعركة البرية من البحر، وإن وضعها حيّز التنفيذ يعدّ مسألة ملحّة تهدف
إلى مساعدة الدول العربية على تحقيق أمن بلادها ومواجهة التحديات الإرهابية.
سيّما أن البحرية المصرية بعد أن شاركت بدورها في حماية السواحل اليمنيّة، تعتبر رديفاً للتعاون البحري بين دول الخليج ومصر
على مداخل الخليج وقناة السويس ما بين الخليج العربي والبحر الأحمر.
فإلى أي مدى تساهم الشركات البحرية الكبرى في تحقيق استقلال الدول العربية الصناعي الذاتي البحري،
وما هي أحدث العقود التي تم إبرامها مؤخراً؟
شركة دي سي أن أس (DCNS) الفرنسية: تعزيز القدرات البحرية المصرية والسعودية
أجرت مجلة الأمن والدفاع العربي مقابلة خاصة مع نائب الرئيس التنفيذي لقسم الخدمات لدى شركة DCNS الفرنسية، ناتالي سميرنوف
التي أطلعتنا على أحدث العقود التي أبرمتها الشركة مع كل من مصر والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مدى
مساهمتها في تعزيز وتطوير القدرات البحرية لكلا البلدين.
لقد وقّعت شركة DCNS عقداً مع مصر لتزويدها بأربع سفن حربية من نوع Gowind في تموز/يوليو 2014، وفرقاطة فريم تحيا مصر
في شباط/فبراير 2015، بالإضافة إلى عقد دعم السفن خلال فترة الخدمة. كما وقّعنا مع مصر مؤخراً عقد لتزويدها بسفينتي ميسترال LHD
بما في ذلك خدمات الدعم خلال فترة الخدمة على سنوات عدّة. بهذا، تشارك شركة DCNS في عملية تحديث قدرات القوات البحرية المصرية
وبنيتها التحتية الدفاعية، وتساعد مصر على الحفاظ على سيادتها.
نحن ملتزمون بشراكة طويلة الأمد مع أحواض السفن البحرية المصرية في إطار برنامج Gowind. ويقوم فريق عمل شركتنا
بتوفير المهارات اللازمة لحوض الاسكندرية، لعملية بناء الطرادات، وعمليات دمج التقنيات وخدمات الدعم اللازمة.
يُشار إلى أنه سيتم بناء ثلاث سفن من أصل أربعة في الاسكندرية بموجب اتفاقية تبادل التكنولوجيا في مهام البناء.
بالإضافة إلى ذلك، نسعى، إلى جانب السلطات المصرية، إلى بناء مشروع مشترك خاص بتوفير خدمات الدعم خلال فترة الخدمة
لفرقاطة تحيا مصر وسفينتي ميسترال LHD بالإضافة إلى غيرها من السفن البحرية المصرية الجديدة القادمة.
سيسمح لنا هذا المشروع المشترك بالعمل بشكل كامل مع الجهات الصناعية المحلية في
مجال خدمات الدعم وتعزيز الشراكات على المدى الطويل.
أما فيما يخص المملكة العربية السعودية، فنحن موجودون هناك على مدى ثلاثين عاماً. تعمل شركة DCNS مع شركتها التابعة في المملكة
على ثلاث برامج تحسّن من قدرة الأسطول البحري السعودي.
ويقوم عقد تمديد خدمة السفن (Life Exrtension Contract) على توفير خدمات الصيانة لأربع فرقاطات من فئة مدينة
(Madina Class) وسفينتي دعم البترول من فئة بوريدا (Boraida class) في إطار برنامج “الصاواري 1” (Sawari 1).
أما عقد ERAV فسيتم بموجبه صيانة 3 فرقاطات من فئة الرياض (الفرقاطات 3000) التي تسلمتها البحرية الملكية السعودية بموجب
مشروع الصواري 2 (Sawari 2). وأخيراً هناك عقد AMWAJ الخاص بتقديم الدعم اللازم للبحرية الملكية السعودية
من خلال توفير قطع الغيار والمساعدة التقنية.
بهذا، ستحصل المملكة العربية السعودية وبدعم من شركة DCNS، على سفن تشغيلية حتى عام 2025
وستطوّر تدريجياً المواهب المحلية.
يُشار إلى أن شركتنا حريصة على تكييف عقدها مع سياسة المملكة العربية السعودية المتعلقة بالتنمية الصناعية، ونحن نعمل سوياً بالفعل
مع شركاء محليين لنقل المعرفة والحصول على المساعدات التقنية اللازمة. ومن أبرز الأمثلة التي تبرز التعاون في مجال البحوث والتكنولوجيا
بين السعودية وDCNS، نذكر العقد الموقّع بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (KACST) والشركة الفرنسية، والذي يهدف
إلى تعزيز وتطوير مركز البحوث والتنمية الخاص بالمجال البحري. ويبرهن العقد، الذي يشمل مجالات النظم البحرية الذكية وأنظمة المحاكاة
استعداد الشركة الفرنسية لدعم المملكة العربية السعودية ومساعدتها على تعزيز سيادتها الوطنية.
- كيف تصفون علاقتكم الاستراتيجية مع منطقة الشرق الأوسط؟
لا يقتصر طموح شركة DCNSعلى توفير السفن البحرية ذات التقنية العالية ودعمها، بل أيضاً على تطوير شراكات طويلة الأمد
وتوفير خدمات الدعم خلال فترة الخدمة مع شركاء محليين معروفين وزبائنهم بهدف تلبية متطلباتهم الجيوسياسية.
وبناء على خبرتنا الكبرى في الشراكات طويلة الأمد، نسعى إلى الحفاظ على تلك الشراكات مع مصر والسعودية، كما أننا عازمون على
تطوير شراكات أخرى مماثلة مع دول شرق أوسطية جديدة للمساهمة في تعزيز سيادتهم الوطنية ومساعدتهم على تحقيق الكفاءة الذاتية.
- هل تم تحديث المعدات التي تم تسليمها إلى مصر والسعودية بتقنيات جديدة؟
تسعى شركة DCNS بشكل دائم إلى توفير زبنائها بمنتجات أثبتت قدراتها على أرض المعارك وحديثة من الناحية التكنولوجية، ونحن
قادرون على تزويد كل من مصر والمملكة العربية السعودية (بالإضافة إلى دول عربية أخرى) بالمنتجات والخدمات
التي تلبي متطلباتهم التشغيلية.
في ما يخص سفينة Gowind 2500، لقد عمدت الشركة الفرنسية على تلبية متطلبات مصر التشغيلية، من خلال تزويدها بسفينة
قتالية متعددة المهام تؤمن سيادة البلاد وتقوم بعمليات الحماية البحرية ومكافحة الإتجار غير المشروع.
علاوة على ذلك، إن قدرة السفينة على خوض الحروب المضادة للغواصات، يزيد من أداءها بشكل كبير.
أما فرقاطة فريم، فهي تعتبر حالياً السفينة الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية وأكثرها تنافسية في السوق. تلبي الفرقاطة الاحتياجات
التشغيلية للعديد من القوات البحرية نظراً لقدرتها على القيام بمهام متعددة وقدرتها على المناورة العالية.
وأخيراً، ستقدّم شركة DCNS وحدتين من سفن ميسترال للبحرية المصرية بالإضافة إلى أربعة زوارق إنزال من الجيل الجديد
(CTM NG) من إنتاج الشركة الفرنسية، كنظام متكامل لقوة برمائية تم تنظيمها حول سفن ميسترال. كما ستحصل مصر أيضاً
على زورقي إنزال سريعين (EDAR).
لقد تم تصميم سفينة ميسترال لمهمات حفظ السلام وعمليات الدعم الإنساني. على سبيل المثال، تمكّنت سفينة ميسترال تابعة للبحرية الفرنسية
من إثبات قدراتها خلال عملية “باليست” (Operation BALISTE) على طول الساحل اللبناني في
تموز/يوليو 2006، لإجلاء المواطنين الأوروبيين.
- ما هي استراتيجية شركة DCNS بشأن تحديث البنية التحتية الدفاعية لدول الشرق الأوسط؟
نحن مستعدون لتعزيز القدرات العسكرية البحرية المستقلة وذات الأداء العالي لدول منطقة الشرق الأوسط، بما يتواءم مع سياسة البلدان الخليجية
وبالتنسيق مع السلطات الفرنسية. تلتزم شركة DCNS بالوقوف إلى جانب عملائها وأن تكون شركة مزوّدة للحلول الاستراتيجية على المدى الطويل.
http://sdarabia.com/?p=28950