في عام 2003 و بمناسبة مرور ثلاثين عاما على حرب أكتوبر أدلى رئيس الحكومة آريل شارون بحوار إلى المجلة الأسبوعية "المقاتل" الناطقة باسم منظمة ضحايا الحرب بالجيش الإسرائيلى وجاء بالحوار ما يلى:-
* يوم الجمعة الخامس من أكتوبر 1973 أين كنت سيدى رئيس الوزراء وأين كنت فى اليوم التالى عند نشوب الحرب؟
- شارون: لقد بدأت الحرب وكنت فى المزرعة الخاصة بى فى مدينة زئيف عندما جاءنى من يخبرنى إن الجيش الإسرائيلى يقوم باستدعاء الاحتياط وإن فرقتى مطلوبة على الفور أعطيت أوامرى باستدعاء الفرقة رقم 143مدرعة وأذكر إننى وقبل الحرب بأسبوع كامل كنت فى زيارة لقناة السويس عندما لاحظت إن هناك بعض التحركات المصرية المريبة وأكدت للجميع إن المصريين ينوون الحرب ولكن أحدا لم يصدقنى.
* فى البداية هل ظننت إن وحدتك ستخوض نزهة فى سيناء كما خاضتها عام 1973؟!
- شارون: لا أنكر إننى كنت أفعل ذلك وفكرت فى إنها مجرد نزهة ولكن الحقيقة إن جنودى عاشوا جحيما لا يطاق فى هذا الوقت وكان الجميع يتخيلون إن المصريين لن يستطيعوا التوغل فى سيناء أو حتى مجرد عبور قناة السويس ولكن المستحيل حدث والمصريون خدعونا ولقد لاحظت وبسهولة إن مصر تنوى تطوير الهجوم ومنحت القيادات فكرة لشن عملية مضادة ضد القوات المصرية ولكن الجميع رفضوا هذه الفكرة.
* من الذى رفض تلك الفكرة؟!
- شارون، الجميع رفضوها ولم يفكروا للحظة واحدة فى الهزيمة الساحقة التى قادنا إليها المصريون وإن كانوا بعد ذلك وافقوا ولكن طلبوا فقط تأجيل الموعد.
* ولكن ماذا عن رأيك فى حرب الجنرالات التى نشأت عقب الحرب؟
- شارون لقد هزمنا ولا أريد التحدث فى شئ آخر.
* إذا دعنا نتحدث عن الثغرة التى قدتها سيدى رئيس الوزراء وخضت بها حتى غرب القناة؟!
- لقد بدأنا بالفعل الثغرة فى يوم الرابع عشر من أكتوبر وساتطعنا خلال فترة قصيرة للغاية أن نصبح على بعد عدة كيلو مترات قليلة من القاهرة ذاتها وعلى الرغم من الخسائر الضخمة التى تعرضنا لها إلا إننا نجحنا فى ما كنا نصبوا غليه وضربنا الجبهة المصرية فى عمقها وطلبت فقط أن نطور هذا الهجوم فى يوم السادس عشر من أكتوبر خاصة وأن الوضع كان قد هدأ تماما على الجبهة المصرية ولكننى فوجئت بأن كافة القيادات الإسرائيلية ترفض تطوير الهجوم.
* أى تلك القيادات رفضت ذلك بالتحديد؟!
- شارون الجميع رفضوا ذلك من موشيه ديان إلى جولدا مائير وبالنسبة لتلك الأخيرة فيجب أن أقول إن جولدا مائير قد تكون سياسية جيدة ولكنها أبدا لم تكن سياسية بالثراء عسكرية بارعة فلقد سخر منها المصريون سخرية لم تحدث من قبل ولقد تسببت هى ورفاقها فى تدمير إسرائيل تدمير تام وبدلا من منح الخبراء العسكريين فرصة العمل إذا بها تساهم فى قتل وأسر الآلاف من المقاتلين اليهود.
وهكذا عندما درس الساسة الموضوع ووافقوا عليه سقطنا جميعا تحت وطأة الهجوم المصرى فى الثامن عشر من أكتوبر 1973!