أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: إلى كل من يزعم بأي حضارة أتت بها فرنسا للجزائر الخميس 19 مايو 2016 - 15:27
إن الكتابة عن الفظائع الاستعمارية الفرنسية في الجزائر و ما ارتكبته فرنسا من أبشع الجرائم ضد الإنسانية يعجز عنها اللسان و القلم و إن زعم فرنسا بأي حضارة في إستعمارها للجزائر هو أكبر خزي لها وعار في تاريخها
قراءة كلمة جان شارل سيسموندي الكاتب السياسي و المؤرخ السويسري لكبار الحكومة الفرنسية في ماي 1830 بصفته رائد الرأسمالية في أوروبا تبين حقيقة المشروع الإستعماري " هذه الارض لن تكون مستعمرة جديدة فحسب ولكن بلد وأرض ستتدفق فيها الكثافة السكانية الفرنسية وكذا نشاطها الإقتصادي "
إن الجرائم المرتكبة في عهد الاستعمار ما بين 1830 إلى 1962 لا زالت تشهد عنها الأجيال المتتالية و لا زالت آثارها خالدة في هذا القطر الجريح الذي سقت دماء الشهداء كل شبر من أراضيه بحيث انه من المستحيل أن ينكرها التاريخ, و من المستحيل أن يكتب عنها كل المؤرخين و الباحثين.
لقد اعتمد الجيش الاستعماري الفرنسي إستراتيجية الحرب الشاملة و الإبادة و الدمار في تعامله مع الشعب الجزائري لتمكين قادته العسكريين و البرجوازيين الفرنسيين و المرتزقة الأوروبيين من الاستيطان و السيطرة على أراضي من كانوا يسمونهم بالأهالي. و قد انتهج هؤلاء الغزاة كل أنواع القهر, و الإبعاد, و التهجير, و السجن, و التعذيب, و التقتيل, و النهب, و هدم المؤسسات التعليمية و الاقتصادية و الاعتقادات و المنشآت, و الآثار الدينية.
وفي الفيديو الآتي تصريحات و شهادات مكتوبة لأبرز قادة جيش الإجرام الفرنسي
هذا العمل نتاج لتحقيق طويل من طرف أحد أعمدة السينما الجزائرية المعروف رينيه فوتيه فمن هو ياترى ؟
هو رجل مصرح بموته ثلاث مرات مسجون لمدة طويلة ممنوع من البث والتوزيع لأعماله ، شهيد حرية التعبير، الرجل الذي حاك خيوطا وطيدة مع إفريقيا عامة والجزائر خاصة الذي لا يعتبر فيها كمجاهد حقيقي فقط بل كأحد أباء السينما الوطنية الجزائرية الرجل الذي بقي وفيا لمبادئه والتزاماته
كيف ننصف 65 سنة من النضال المكرسة لأبرز القضايا العادلة المعاصرة في سطور قليلة. ؟
رجل السلام ذو الكامرة الرأسية التي لا تفارقه كما يذكر عنه – ولد في 15 جانفي 1928 -ابن عامل بسيط وأستاذة بمدينة كمريه بمحافظة فنستار (بريطانيا) غرب فرنسا بدة نزعته الثورية منذ سن 15 حيث كرم من طرف الجنرال ديغول بنفسه بعد سنة بوسام الحرب الفرنسي لشجاعته و إقدامه لعب دورا هاما وله فظل كبير في إقرار حقائق تاريخية جمعها من مختلف المصادر الرسمية الفرنسية
عن ريني فوتيه : أخذت وثائق رسمية من المكتبة الوطنية بباريس بها شهادات للمستعمرين الفرنسيين أنذاك-إليكم ومضة دعائية غاية في الكاذب المخزي لتشجيع الاستيطان وتحميس أفراد الجيش الفرنسي عارضة تحت إسم : لمحة تاريخية إحصائية وطبوغرافية لحالة الجزائر (هذه المناطق أراضي خصبة غير مستغلة مهجورة من طرف الأهالي الذين لا يعبؤون بنسائهم لكسلهم التي يسلمونها لغيرهم بينما يقظون أوقاتهم في التدخين -ليس لهن دين كما يشك العرب أن لنسائهم روحا لا يحسب لهن حساب غير الإنجاب فهن مع تأثير العامل المناخي يجرين وراء كل أنواع المتعة الجنسية)
ريني فوتيه: إذا هلموا – أراضي خصبة نساء متشوقات للرجال ماذا ينتظر الجيش الفرنسي ?
ريني فوتيه: ووجدت كذلك ملفات تعبر عن تفاجئ ضباط الجيش الفرنسي من رقي الشعب الجزائري مثل هذه الرسالات ( هذه الأراضي التي صورة لنا على أنها مهجورة وحشية وغير مأهولة هي في الحقيقة مغطاة بمنازل جميلة مبنية على مرتفعات وسهول ذات مناضر خلابة تحاكي منازلنا في بروفنس (جنوب شرق فرنسا) محاطة بحدائق محفوفة بكل أنواع الفاكهة حيث وديان متناثرة توصل الماء العذب الى العاصمة ريني فوتيه: أما الماريشال بيجو فيقول في رسالته (لقد أقررت بأن الجزائر تنتج الكثير من الحبوب وبها نشاط كبير في تربية الماشية مما يبعث بكثافة ديمغرافية أكبر مما توقعنا
% ريني فوتيه: الرائد كلود أنتوان روزيه في رسالة بعنوان رحلة في محافظة الجزائر (في 1833 كل الرجال تقريبا يعرفون الكتابة و القراءة ) فرنسا كانت تعرف 40 من الأمية أنذاك (فالجنود الداخلين هم في أعظم الأحوال أقل تعلما (من المتوحشين الذين اتو من أجل تعليمهم الحظارة
ريني فوتيه: وزير الحرب جيرار يقول أنذاك يجب التأكيد على إنتهاج التصفية العرقية وفصل الأهالي نهائياعن أراضيهم عن طريق سياسة الأرض المحروقة أي الخراب الحريق التقتيل الجماعي
ريني فوتيه:سافاري دوق روفيغو آتونا برؤس الأهالي وسدو بها كل منابع المياه التي تجدونها
ريني فوتيه: كريستيان في مجلة إفريقيا الفرنسية : وجدة مفرزة من القوات المسلحة الفرنسية أثناء خروجها من الجزائر ذات يوم قبيلة العوفية المسالمة ليلا فأبيدة عن بكرة أبيها رجالا نساء وأطفال مخلفة فظاعة 12000 قتيل أما قطعانهم فبيعت لقنصل الدنمارك وفيما يخص أموالهم وممتلكاتهم فعرضت بسوق باب عزون أين شوهد أساور نساء معلقة بأيدي مقطوعة وأقراط لازالة معلقة بأذان أصحابها
وفيما يلي قصة الجريمة المخزية التي لازال التاريخ يخرج تفاصيلها اليوم
مجازر فرنسا في الجزائر لا تعد ولا تحصى أو عارها بالأحرى ، والتاريخ شاهد و لا ينسى فأنظر ما قاله هؤلاء
الكولونيل فرانسوا دي مونتانياك: " يجب إبادة كل الأهالي الذين لا يقبلون بشروطنا دون إستثناء الأطفال والنساء و إستعمال الحرق الخراب والدمار لن ينبت أخظر بعد مرورنا"
سانت أرنو رائد في الجيش الفرنسي في رسالة إلى زوجته بفرنسا : " عزيزتي لويز أنا الآن في مخيم أقمناه وسط عشرين من القرى والمداشر الخلابة في جمالها لازالت تأبى الخنوع والإنقياد لنا أمهلتهم حتى هذا المساء للإجابة عن شروطنا ودفع الضرائب غير ذلك سأبعث ثلاثة فصائل لحرق كل شيء "
"في جوان من 1845 قبيلة أولاد ريها المطرودة من دورها من قبل قوات الكولونيل "بيليسيه التي أظرمت نيرانها كل البيوت و الممتلكات إختبأت في كهوف بالجبال أتى أمر من الماريشال بيجو : "إذا لجأ الأهالي الكهوف و المغارات أشعلوا نيرانا على مداخلها مثل ما فعل كافينياك وزبيحة فاليموتو بالدخان"
وقد اعترف المرشال بيجو عدم احترام الجيش الفرنسي أثناء عملياته الوحشية للقواعد الإنسانية في تعامله مع الجزائريين بدعوى أن احترام هذه القواعد يؤخر عملية الاحتلال. و قد افتخر المارشال سانت ارنو في احدى رسائله بأنه محى من الوجود عدة قرى و أقام في طريقه جبالا من جثث القتلى. و لما لام البرلمان بيجو على ما "ارتكبه وزيره للحرب سانت أرنو قال مدافعا عنه: " أنا أرى بان مراعاة القواعد الإنسانية تجعل الحرب في إفريقيا تمتد إلى مالا نهاية.
يوميات و تقارير الفرنسيين أنفسهم لا تخلودون سرد المذابح و الجرائم التي كان يرتكبها الكولون المعمرون. وقد كان قادة و حكام فرنسا من عسكريين ومدنيين الأداة الفعالة في تنفيذ هذه السياسة الوحشية مكرسين كل ما لديهم من قوة بطش و سطو و تعذيب و تهجير لترسيخ الاحتلال في هذه البلاد.
إنه لا شك اليوم أن الإبادة الكاملة للجزائريين كانت الوسيلة المفظلة و الغاية المرجوة الأولى في حلم فرنسا بأن تخلص أرض الجزائر لها وحدها ولشعبها
من المعلوم أن الجزائر منذ قدم الزمان عرفت بمقاومتها لكل أجنبي دخيل عن هذا الوطن, ولم يستطع أي من الدخلاء أن يتركز أو يفرض وجوده بقوته العسكرية, ولو تعددت محاولات ردود الفعل و المقاومة مرات متكررة لفرض العدوان. إلا أن مقاومة هذه البلاد للاحتلال العسكري الفرنسي كانت اشد ضراوة و شراسة و اعنف مما يتصوره الإنسان في كل زمان و مكان. فاتخذ هذا الرفض للعدوان الفرنسي الصليبي طابع التحدي المتصلب للقرارات و الإجراءات الاستعمارية و النظم الأجنبية ,سواء أن كانت إدارية, أو عسكرية, أو قانونية, أو تربوية,حتى ولو كانت حضارية , كما كان يدعيه الاحتلال الفرنسي الذي أراد فرض الأمر الواقع على شعب الجزائر المسالم. ذلك لان المعمرين الفرنسيين لم يتسن لهم معرفة المعنى الحقيقي للحضارة إلا في عقولهم الضيقة,و لم يقتصروا في أطماعهم على جانب واحد,بل استعملوا لتحقيق مطامعهم الاستيطانية كل الوسائل الوحشية و السلوك اللاحضاري المتعفن. كل ذلك كان له انعكاسات و تأثيرات على نفسيات الجزائريين الغيورين على وطنهم العزيز,مما كان يؤدي إلى ردود أفعال مضادة للاستيطان و الاستعمار. كلما قررت الإدارة الاستعمارية مشروعا ما ,إلا و تصدى له الشعب الجزائري بشتى الوسائل المضادة لمحاولة إفشاله سواء كانت بطرق سلمية أو عنيفة,و ذلك لإظهار نوع التمرض على هذا الأجنبي دينيا و ثقافيا و حضاريا,وحتى سياسيا. قد يتساءل أكثر من شخص كيف انه لم تخل فترة من فترات التاريخ الجزائري المعاصر من مقاومة مسلحة أو تمرد, أو انتفاضة في منطقة ما أو قرية ما , أو دشرة أو مدينة من القطر الجزائري الشاسع إلا و أربك مخططاته و مشاريعه القذرة. مما كان يؤدي هذا التحدي بالمقابل إلى عمليات إبادة قبائل و سكان قرى و مداشر بأكملها بغية ارضاخ هذا الشعب المتمرد و الاستحواذ على أراضيه و ممتلكاته و توزيعها على المرتزقة الأوروبيين القادمين, ليس من فرنسا الاستعمارية الأم فقط بل حتى من أنحاء مختلفة من أوروبا تشجيعا للاستيطان الأجنبي .
و هكذا , كانت المذابح و الجرائم مباحة و مصرحا بها ليل نهار,أمثال مذبحة البليدة وغار الفراشيش ومذبحة العوفية لايمكن سردها كلها
وقد خلص المؤرخ والباحث الفرنسي أجيرون بعد الاستقلال 1992 سنة في كتاب تحت عنوان : " فشل إنشاء فرنسا الجديدة "، يقول فيها أن فرنسا الجزائر لم تتحقق، وأن ممارستها لا تشرف فرنسا الجمهورية " الأكيد هو أن كل هذه المآسي والجرائم البشعة والفظائع الاستعمارية الوحشية كانت حافزا للشعب الجزائري لدفعه نحو نفض الظلم والعار.