[rtl]سلط المفكر البرتغالي أونطونيو دياس فارينا الضوء على معالم من حداثة المغرب في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي خلال القرن السادس عشر، وذلك خلال ندوة نظمت في مقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط.[/rtl]
[rtl]الندوة التي تدخل في إطار التحضير للدورة المقبلة لأكاديمية المملكة المغربية، والتي ستدور حول موضوع "من الحداثة إلى الحداثات" في يناير من العام المقبل، رصد فيها المفكر البرتغالي عددا من جوانب تدبير السلطان الذهبي، خاصة في مرحلة حساسة في تاريخ المغرب، والتي جاءت بعد المعركة الشهيرة "للملوك الثلاثة"، والتطور الذي عرفته المملكة آنذاك.[/rtl]
[rtl]وقال فارينا إن السلطان المنصور الذهبي يعد من أبرز نماذج السلام والتعايش في التاريخ المغربي، إذ تناول مسألة الحداثة من زاوية مفهوم الإبداع والتجديد وتجاوز كل ما هو تقليدي، بالإضافة إلى انفتاحه على محيطه الإقليمي والدولي خلال الفترة التي أدار فيها دفة الحكم بالمغرب.[/rtl]
[rtl]هذا الانفتاح، يورد المفكر البرتغالي، تجلى في عقد عدد من التحالفات والاتفاقيات مع مختلف القوى الدولية، خاصة مع العثمانيين الذين كانوا يديرون آنذاك دفة الحكم بالجارة الشرقية الجزائر، وكذا فرنسا وإسبانيا والبرتغال، وكانت كل هذه الدول تؤيد مشروعية حكم السلطان، كما أنها كانت في بعض الأحيان تهابه، خاصة بعد "معركة الملوك الثلاثة".[/rtl]
[rtl]وتحدث فارينا عن معالم التجديد التي أدخلها المنصور على الدولة المغربية، خاصة في الجيش، إذ اعتمد في ذلك على الاقتباس من التجارب الأخرى والإبداع في اللباس والآليات العسكرية والاستعراضات التي كان الجيش يقوم بها، فيما لم يتوقف التجديد على هذا الجانب فقط، بل امتد أيضا إلى الشق الاقتصادي والعمراني وحتى الديني.[/rtl]
[rtl]واعتبر المتحدث ذاته أن مسألة التجديد التي عرفتها الدولة المغربية خلال عهد المنصور الذهبي لم تكن يسيرة، بل كانت صعبة، بالنظر إلى أن المملكة تعتبر دولة عربية وإسلامية، مضيفا أن سلطة الذهبي لم تتوقف عند الشأن الديني، بل امتدت إلى الشأن القانوني، من خلال تشريع عدد من القوانين، ليس فقط في الحواضر الكبرى بل كذلك في البوادي والقبائل.[/rtl]
[rtl]ووصف الأستاذ في جامعة لشبونة البرتغالية ما عرفه المغرب خلال هذه الفترة بـ"الإصلاحات الكبرى" التي كان السلطان الذهبي مهندسها الأول، بالنظر إلى أنه سافر إلى عدد كبير من البلدان عبر العالم للتعرف عليها عن قرب، فيما كان يشدد على جعل كل شيء رسمي فيها، وتجاوز التسيير التقليدي الذي كانت تعرفه المملكة، رغم حفاظه على الطابع الوطني للدولة.[/rtl]
[rtl]ويرى الباحث البرتغالي أن السلطان الذهبي كان يركز على البعد الإفريقي للمملكة، من خلال توسع نفوذه في الأقطار الإفريقية، بالإضافة إلى إرساله لعدد من البعثات العسكرية والثقافية وغيرها إلى مختلف المناطق في القارة السمراء.[/rtl]
[rtl]وكان السلطان، يضيف المتحدث ذاته، يصر على أن مسألة تحديث الدولة ترتبط بتحديث قطاع الجيش الذي كان يعتبره إستراتيجيا بالنسبة إليه، من خلال تكوين الجنود على نحو أفضل، وتوفير التجهيزات الحديثة المستوردة من الخارج، خاصة من قبل الأتراك، وهذا ما جعل ملامح الجيش تتغير خلال تلك الحقبة من تاريخ المغرب.[/rtl]
[rtl]وفي الوقت الذي كان المنصور الذهبي ينحو في اتجاه إصلاح المدارس والتعليم بشكل عام بالمغرب، حضر الجانب المعماري أيضا في سياسته الداخلية، خاصة بالحديث عن عدد من المعالم، التي يأتي قصر البديع في مقدمتها، والذي يعد "معلمة خارقة للعادة"، على حد تعبير المفكر البرتغالي.[/rtl]
[rtl]ومن بين أكثر الأمور التي لفتت انتباه فارينا التعايش الثقافي والديني التي عرفته المملكة خلال تلك الحقبة، مؤكدا أن المسيحيين كانت لهم كنائسهم الخاصة، وكانوا يعيشون في سلام إلى جانب المسلمين، معتبرا أن ذلك يعد من بين أبرز نقاط القوة التي عرفها المغرب خلال تلك الفترة، وعبر عن ذلك بالقول: "إن المملكة حققت التعايش الديني في وقت مبكّر، وكانت مضرب مثل".[/rtl]
[rtl]المصدر[/rtl]
[rtl]http://www.hespress.com/art-et-culture/306785.html[/rtl]
[rtl]اضافة[/rtl]
[rtl]خارطة حكم الدولة السعدية[/rtl]
[rtl]
[/rtl]