الولايات المتحدة تجمد صفقة بيع قنابل عنقودية
للمملكة العربية لسعودية
شظية من قنبلة عنقودية من طراز BLU-97 وُجدت بالقرب من معسكر تدريبي سابق لحركة طالبان على مقربة من قاعدة قندهار الجوية، أفغانستان، في 27 فبراير 2002
أفادت عدة تقارير نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية السبت بأن إدارة الرئيس أوباما تحركت لتجميد صفقات بيع قنابل عنقودية للمملكة العربية السعودية تنوي المملكة استخدامها في اليمن، وسط أنباء عن تزايد الخسائر في صفوف المدنيين هناك.وذكر التقرير، الذي نشرته جريدة فورين بوليسي، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، إن البيت الأبيض قد أوقف بهدوء تحويل مثل هذا النوع من الذخيرة إلى المملكة السنية التي تقود حربًا دموية على المتمردين الشيعة في اليمن.
وجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تقود حملة على جماعة الحوثي المدعومة من قبل إيران منذ مارس 2015، في محاولة منها للحد من سيطرتهم على مساحات واسعة من اليمن.
وفي تصريحات لوكالة فرانس برس، علَّق مسؤول في الإدارة الأمريكية قائلاً: “نعلم الأنباء التي تفيد باستخدام الحملة التي تقودها المملكة العربية السعودية للقنابل العنقودية في حربها الدائرة في اليمن، بما في ذلك المناطق التي تشهد تواجدًا مكثفًا من المدنيين”.
وأضاف: “نأخذ هذه المخاوف على محمل الجد، ونسعى للحصول على مزيد من المعلومات”.
وأشارت فورين بوليسي إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يعرب فيها المسؤولون الأمريكيون صراحةً عن عدم ارتياحهم إزاء استخدام هذه القنابل التي أدت، وفقًا للعديد من النشطاء الحقوقيين، إلى قتل وإصابة مئات من المدنيين، بمن فيهم الأطفال.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه القنابل مصممة لقتل أفراد العدو وتدمير المركبات أو المدارج.
ومع ذلك، بالنظر إلى انشطارها إلى عشرات من القنابل الصغيرة التي تنتشر في مساحة واسعة- قد لا ينفجر بعضها لسنوات بل ولعقود بعد إسقاطها- فإنها تشكل تهديدًا خاصًا لحياة المدنيين.
كما تم حظر استخدامها بموجب معاهدة دولية أبرمت في عام 2008، إلا أن الولايات المتحدة وروسيا، وهما الموردان الرئيسيان لهذا النوع من القنابل، رفضتا التوقيع عليها.
وفي هذا الصدد، أشادت جماعة “كود بينك” الأمريكية المناهضة للحروب الأحد بالقرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية، كما حثت الرئيس أوباما على تعليق كافة تحويلات الأسلحة الموجهة إلى المملكة.
فيما قالت منظمة العفو الدولية الاثنين إن استخدام المملكة العربية السعودية للقنابل العنقودية في اليمن قد أنشأ “حقول ألغام” تهدد حياة المدنيين هناك. كما دعت، إلى جانب منظمة هيومن رايتس ووتش، إلى حظر توريد الأسلحة إلى المملكة.
ويُذكر أن الولايات المتحدة قد باعت المملكة العربية السعودية قنابل عنقودية تقدر قيمتها بملايين الدولارات، فضلاً عن صور الدعم العسكري الأخرى.
وتأتي هذه الخطوة وسط انتقادات متزايدة يوجهها أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى المملكة السعودية؛ إذ يشعر النواب باستياء شديد نظرًا لأن المملكة لم تبذل كل ما في وسعها في الحرب على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا واليمن وغيرهما.
هذا، وقد شهدت العلاقة الممتدة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، والتي بُنيت على أساس مقايضة الدعم الأمني الأمريكي بإمدادات كبيرة من النفط السعودي، توتراتٍ كبيرةً بالتزامن مع اكتساب الولايات المتحدة لاستقلال أكبر في مجال الطاقة، حتى بالرغم من التوصل إلى اتفاق تاريخي مع إيران، وهي العدو الإقليمي اللدود للمملكة السعودية.
DefenseNews