تواصل القوات الامريكية انسحابها من المدن والقصبات العراقية بعد ان اتمت تسليم المسؤولية الامنية فيها للقوات العراقية، وذلك بعد ست سنوات من غزوها واحتلالها العراق واطاحتها بحكومته السابقة.
وقد اعلنت الحكومة العراقية اليوم الثلاثاء الثلاثين من يونيو/حزيران عطلة رسمية اطلقت عليها "يوم السيادة الوطنية"، كما شهدت بغداد ليلة امس حفلا جماهيريا كبيرا تخللته الالعاب النارية احتفالا بالمناسبة.
ومن المقرر ان ينهي الجيش الامريكي عملياته الحربية في العراق نهائيا بنهاية شهر سبتمبر/ايلول 2010، وسينسحب من البلاد كليا بحلول نهاية عام 2011.
وقد وضعت القوات العراقية في حالة تأهب قصوى تحسبا لوقوع هجمات اثناء فترة تسليم المسؤولية الامنية للجانب العراقي.
ولكن بالرغم من الانسحاب الامريكي الذي تم اليوم، سيواصل الجيش الامريكي الاحتفاظ بوجود ضمن القوات العراقية بصفة استشارية وتدريبية.
ويقول القادة العسكريون الامريكيون والعراقيون إنهم يتوقعون ان يقوم "تنظيم القاعدة" وغيره من التنظيمات المسلحة بمحاولة اشعال نيران الفتنة الطائفية في البلاد مجددا.
ويقول روب واتسون مراسل بي بي سي للشؤون الدفاعية إنه بينما يتصف الانسحاب الامريكي من المدن والمناطق الحضرية باهمية خاصة، سيشكل الانسحاب الفعلي للقوات الامريكية من البلاد تحديا اخطر بكثير.
وسيعتمد نجاح عملية الانسحاب النهائي بشكل كبير على قدرة الزعماء السياسيين العراقيين على حل المشاكل الكثيرة والخطيرة التي تعاني منها البلاد، حسب قول مراسلنا.
يذكر ان اكثر من 131 الف عسكري امريكي ينتظمون في 12 فرقة سيبقون في العراق في المستقبل المنظور، ولا يتوقع ان ينخفض عددهم عن 128 الف قبل حلول موعد اجراء الانتخابات النيابية المقبلة في شهر يناير/كانون الثاني القادم.
"هذا هو الوقت المناسب"
وكانت وحدات من الجيش العراقي قد اجرت استعراضات في شوارع بغداد يوم امس الاثنين وآلياتها مزينة بالورود والاعلام العراقية بينما اذيعت الاغاني الوطنية عبر مكبرات صوت جرى تثبيتها في نقاط السيطرة التابعة لقوات الامن.
وكان قادة امريكيون قد قالوا إن الوضع الامني في العراق يسير باتجاه التحسن، وان القوات العراقية باتت مهيئة لاستلام المسؤولية الامنية في البلاد.
اما السفير الامريكي في العراق كريستوفر هيل، فقال إن الانسحاب الذي جرى اليوم يعتبر علامة فارقة على الطريق، رغم حقيقة انه لن يجري اي خفض في عدد القوات الامريكية العاملة في العراق قبل مرور سنة واحدة.
وقال السفير هيل: "أجل، نعتقد ان العراق مستعد، والعراق نفسه يعتقد انه مستعد."
واضاف: "لقد امضينا الكثير من الوقت في التعاون مع قوات الامن العراقية، وهناك تفاهم بيننا ان الوقت المناسب قد حان."
الا ان السفير الامريكي اكد على ان "الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود عسكري كبير في العراق في الاشهر المقبلة. سنبقى في العراق بعد الثلاثين من يونيو/حزيران بلا شك."
ويأتي الانسحاب الامريكي اليوم بعد مضي سنتين على قيام الولايات المتحدة بضخ اعداد اضافية من جنودها في العراق (بين شهري فبراير/شباط ويونيو/حزيران 2007) مما رفع عددهم في البلاد الى 168 الف جندي.
الا ان الاشهر القليلة الماضية شهدت زيادة في اعمال العنف. ففي الايام العشرة الاخيرة فقط، قتل 170 شخصا تقريبا واصيب عدد آخر في ثلاث هجمات استهدفت بغداد ومدينة كركوك.
كما اعلن الجيش الامريكي اليوم عن مقتل اربعة من جنوده يوم امس الاثنين.