الولايات المتحدة باعت الجزائر طائرات تجسس وأجهزة رؤية ليلية
أدخل التقدير الإستراتيجي الإسرائيلي للعام 2009، الجزائر ضمن حساب القوى العسكرية المعادية لإسرائيل. ووصف التقرير ذاته الأسلحة التي حصلت عليها الجزائر من روسيا بالحديثة، وكشف أيضا أن الجزائر حصلت على طائرات تجسس أمريكية ومعدات رؤية ليلية.
وكشف تقرير عسكري أعده أكاديميون إسرائيليون مقربون من مراكز صنع القرار في تل أبيب، بأن الجزائر حصلت على طائرات تجسس أمريكية حديثة ومعدات إلكترونية وأجهزة رؤية ليلية، وهي الصفقة التي لم تكشف عنها من قبل أي مصادر جزائرية إلى اليوم. ولكن حسب بعض المعلومات التي استقيناها من مصادر على صلة بالملف، فإن الأمر يتعلق بعدد محدود من طائرات الاستطلاع دون طيار، من الجيل الثاني مجهزة بصواريخ جو ـ أرض، وعدد محدود من الطائرات القتالية متعددة المهام يمكن استخدامها في عمليات الاستطلاع القتالي البعيد وهي غير مواتية للحرب على الإرهاب. وقد سلمت هذه الأسلحة في بداية العام .2009 ورجحت مصادرنا أن طائرات الاستطلاع دون طيار ستخصص حصريا لحرب تنظيم القاعدة في معاقله الجديدة في الساحل والصحراء طبقا لتفويض واتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر.
وبقى الخلاف، حسب المصادر الجزائرية، محصورا في تزويد الجزائر بمعدات إلكترونية وصواريخ وطائرات عمودية.
وصنف التقدير الاستراتيجي الإسرائيلي للعام 2009، والذي يصدر سنويا عن مؤسسة بحث أكاديمي إسرائيلية يعمل لصالحها باحثون وضباط مخابرات وعسكريون سابقون، بالتنسيق مع معهد الأمن القومي الإسرائيلي في مدينة يافا بفلسطين المحتلة، الجزائر ضمن خانة القوى المعادية للدولة العبرية جنبا إلى جنب مع دول الطوق. والمثير هو أن التقرير استثنى ليبيا والمغرب.
وأشارت الوثيقة التي حصلت ''الخبر'' على نسخة منها، إلى أن الجزائر تجهزت بطائرات ودبابات وصواريخ وأنظمة دفاع جوي روسية متطورة، وتحدث الباحثون في إحدى فقرات التقرير بريبة عن تطوير الجزائر لسلاحها البحري حيث قالوا ''أبرمت الجزائر مؤخرا صفقة سلاح هائلة مع روسيا بقيمة سبعة مليارات دولار، وتعتبر بالنسبة لها صفقة العمر، ومع ذلك، فهي لا تكتفي بهذه الصفقة، فقد شرعت بتطوير سلاحها البحري بمساعدة من فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا''.
وأعاب التقرير في إحدى فقراته على الدول الأوروبية المصنعة للسلاح التي لا تفرض قيودا على تداول تكنولوجيا التسلح الحديثة، رغم أن السلاح الأوروبي يقترب في تقنيته الحديثة من نظيره الأمريكي.
وقال الباحث ''يفتاح شابير'' ضابط سابق في سلاح الجو ومدير مشروع التوازن العسكري في الشرق الأوسط وباحث في معهد الأمن القومي بتل أبيب: ''إن روسيا عادت لاختراق سوق السلاح في الشرق الأوسط عبر الجزائر عندما وقعت عقد توريد أسلحة يعد الأضخم بقيمة 5,7 مليار دولار.
وكشف التقدير الاستراتيجي الإسرائيلي الذي اعتمد في بياناته على تقارير الكونغرس الأمريكي عن حصول الجزائر على طائرات استطلاع أمريكية ومعونة عسكرية أمريكية سنوية بقيمة 700 ألف دولار، المثير هنا هو أن كل التسريبات السابقة تحدثت عن تعثر صفقة أسلحة أمريكية للجزائر بسبب خلاف سياسي وآخر متعلق بشروط المراقبة البعدية للسلاح، لكن يبدو أن المصالح والالتزامات الأمنية المشتركة بين الجزائر وواشنطن والمتعلقة بمكافحة الإرهاب خاصة في الساحل الإفريقي تغلبت على الخلافات.
المصدر :http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=173347&idc=67