يصادف يوم 17 من رمضان من كل سنة حدث إسلامي عظيم ألا وهو "غزوة بدر" والتي وقعت صباح يوم 17 من شهر رمضان المبارك سنة الثانية هجري ، حيث بدأ القتال بين المسلمين و الكفار بعد زحف الكفار نحو مواقع المسلمين ، و استمر القتال حتى ظهر ذلك اليوم ، و عنده كتب الله النصر للمسلمين بعد أن سقط من الكفار70قتيلاً وأُسر منهم 70وبرزت الغيرة بهزيمة الأعداء و فرارهم.
بعد ذلك أمر النبي صلَّى الله عليه و آله بدفن الشهداء و مواراة القتلى من الأعداء ، ثم صلى بالمسلمين صلاة العصر ، ثم توجه المسلمون إلى المدينة المنورة و هم فرحون مستبشرون بما كتب الله لهم من النصر و بما رزقهم من الأموال و الغنائم التي كانوا في اشد الحاجة إليها و بما صحبوا معهم من الأسرى . أما عن سبب تسمية هذه الغزوة ببدر، فيعود إلى أن الكثير من الغزوات و الحروب سميت بأسماء الأمكنة و البقاع التي دارت عليها المعارك و الحروب ، و من هذه الغزوات غزوة بدر التي سميت باسم مكان المعركة إذ أن المعركة وقعت على ارض بدر ، و بدر اسم لوادٍ يقع بين مكة المكرمة و المدينة المنورة ، و هو أحد أسواق العرب و أحد مراكز تجمعهم للتبادل التجاري و المفاخرة ، و كان العرب يقصدونه كل عام وتُسمى أيضاً غزوة بدر الكبرى وبدر القتال ويوم الفرقان.وبلغ عدد المشاركين في هذه الغزوة من المسلمين و المشركين بـ 1313 مقاتلا، 1000 منهم من المشركين و 313 منهم من المسلمين ، أما المسلمون فكان 82 منهم من المهاجرين و 230 منهم من الأنصار ، و أما الأنصار فكان 170 منهم من قبيلة الخزرج و 61 منهم من قبيلة الأوس . ويعود السبب في قوع هذه الغزوة، إلى أن قريشاً كانت تعامل المسلمين بقسوة و وحشية منعدمة النظير مما حدا بالمسلمين إلى الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ، لكن قريشاً لم تكُف اليد عن إيذاء المسلمين بل لجأت إلى مصادرة أموالهم و نهب ممتلكاته ، و استمرت في مواقفها التعسفية هذه تجاه المسلمين حتى اُخبر النبي صلَّى الله عليه و سلم بان القافلة التجارية الكبرى لقريش المحملة بمختلف البضائع و الأموال ، و التي تقدر قيمتها بخمسين ألف دينار و المحملة على ألف بعير سوف تمرّ بالقرب من المدينة و هي في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام ، عندها قرر النبي صلَّى الله عليه وسلم أن يقابلهم بالمثل و يسعى من أجل استرداد شيء مما نهبه كفار قريش من المسلمين و ذلك عن طريق مصادرة أموال قريش بالإغارة على قافلتهم و مصادرتها .لكن أبو سفيان الذي كان يترأس القافلة التجارية لما عرف نية المسلمين غيّر طريقه و أرسل إلى قريش من يخبرهم بذلك و طلب منهم المدد و العون ، فهرعت قريش لنصرته و الدفاع عن أموالهم بكامل العدة و العتاد الحربي و كان عددهم من 900 إلى 1000 مقاتل .و هكذا فقد تمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة و نجا بنفسه و الأموال التي كانت معه ، لكن مقاتلو قريش عزموا على قتال المسلمين ، فكانت النتيجة انهم خرجوا منها بالعار و الخزي و الهزيمة و الخسائر الجسيمة ، و هكذا نصر الله تعالى نبيه الكريم .
http://fibladi.dz/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB/item/562141-%D9%85%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%88%D9%86%D9%87-%D8%B9%D9%86-%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9-%D8%A8%D8%AF%D8%B1