"السرية 13" في الواقع هي وحدة نخبة من سلاح البحرية الإسرائيلي، ومن وحدات النخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي المتخصصة في مجال المعارك الصغيرة في البحر والشواطئ. لقد كان مجرد الحديث عن وجود هذه الوحدة واسمها الكامل ممنوعا من النشر لسنوات طويلة. خلال عقود من نشاطها، قامت الوحدة بالمئات من الحملات (معظمها في أراضي الدول العربية)، والقليل منها تم السماح بالنشر عنه.
التأسيس :
تأسست السرية 13 من أجل أن تكون قوة مهاجمة في مياه الدول المعاديه لاسرائيل وشواطئها، وذلك من خلال استخدام طرق مختلفة من العمليات العسكرية: الغوص، الإغارة، التخريب، الهبوط بالمظلات، الكمائن والاقتحامات. كانت قبل قيام اسرائيل ، قد نشطت وحدة مماثلة في إطار عمليات "البلماح" (قوات الصدمة، والقوة العسكرية المنتظمة لمنظمة "الهاجاناه"، والتي عملت قبل قيام إسرائيل بين السنوات 1948-1941) وكانت تسمى "الخلية الإرهابية البحرية". في البداية، نفذت الخلية الإرهابية عمليات بحرية وبرية ضد السفن البريطانية وخلال حرب 1948 حين أضحت الجيوش العربية هدفًا لها، أغرقت الوحدة سفينة الأسلحة العربية "لينو" والتي رست في شواطئ إيطاليا، وقامت بالسيطرة على سفينة أسلحة أخرى اسمها "أرجيرو" وأغرقت سفينة "الأمير فاروق"، وهي السفينة الرائدة في الأسطول المصري.
في تلك السنوات، تم تحديد أساليب العمليات والقتال للوحدة، بإشراف رجل كوماندوز بحري إيطالي اسمه بيورنزو كبريوتي. وبحلول عام 1949 كان هناك عدد من الخلايا الإرهابية التي تعمل معها، والتي توحدت عام 1949 في وحدة واحدة "الكوماندوز البحري"، والتي سمّيت ابتداء من شهر أيار 1952 باسم "السرية 13". يعود أصل الرقم 13 في اسم الوحدة، بحسب الأسطورة، جاء وفقا لعادات المقاتلين لتناولهم الخمر حتى الثمالة في اليوم الثالث عشر من كل شهر. وكان يوحاي بن نون أول مؤسس وقائد للسرية.
مميزات الوحده :
تتميز السرية 13 في قدرتها على الوصول إلى الأهداف من خلال البحر، الغوص، والمعدات فوق مائية وتحت مائية. وتتألف الوحدة من نخبة المقاتلين (والذي يسمون "الضفادع البشرية") في جيش الدفاع الإسرائيلي. ويدوم مسار تدريبها زمنًا طويلا، ويعتبر من أكثر المسارات صعوبة واحترافية في جيش الدفاع الإسرائيلي. وتقع القاعدة الرئيسية للسرية 13 على شاطئ عتليت جنوبي حيفا.
وقام أحد مقاتلي السرية في سنوات الستينيات بتصميم شعارها، خفاش يرتدي مرساة سلاح البحرية، سيف الجيش ولغم بحري.
اهم العمليات التي شاركت بها :
شاركت السرية 13 في المئات من عمليات الكوماندوز، والتي بقيت معظمها سرية حتى يومنا هذا. وقد أجبر قادتها في سنواتها الأولى على الصراع من أجل دمجها في حملات ذات أهمية. على الرغم من ذلك، لم تعتبر حرب حزيران (1967) فترة براقة للوحدة. فشلت بعض عمليات السرية، خلال الحرب، وكان هدفها تفجير سفن العدو التي رست في موانئ مصر وسوريا. وخلال إحدى هذه العمليات، التي جرت في ميناء الإسكندرية، تم أسر ستة من مقاتلي الوحدة.
نفذت الوحدة خلال حرب الاستنزاف (1970-1969) عددا من العمليات التي عززت من مكانتها كوحدة نخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي. من بين تلك العمليات يمكن الإشارة إلى العملية "بولموس 5"، وهي غارة على المحطة الساحلية المصرية في راس عربية، إلى الشمال من خليج السويس. في هذه العملية، والتي انتهت دون إصابات في صفوف قوات السرية، قُتل 32 جنديا ومقاتل كوماندوز مصريين. وخلال حرب تشرين (1973) وصلت السرية إلى أرقام قياسية عالية، فقد حقق المقاتلون سجلا طويلا من العمليات التي أُغرقت خلالها الدبابات، زوارق الطوربيد، سفن حاملة صواريخ وسفن حراسة مصرية.
في السنوات اللاحقة أجرت الوحدة عملية ضد التنظيمات المعاديه كقوة عمليات ومساعدة في عمليات الاقتحام في الدول المعاديه لاسرائيل وكذلك في عمليات بحرية أخرى. ووفقا لمصادر أجنبية، فقد شارك مقاتلو الوحدة في عملية اغتيال أبي جهاد؛ أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية.
في الفترة التي كان فيها جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل في الشريط الأمني على الحدود اللبنانية، كانت السرية نشطة بشكل خاص في عمليات في عمق الأراضي اللبنانية. في 5 أيلول عام 1997، اقتحمت السرية 13 قرية الناصرية جنوب لبنان، وفي وقت تحركها نحو هدفها، تم نصب كمين لها. وقد قُتل أحد عشر مقاتلا من السرية في حادثة تدعى "كارثة السرية". في أعقاب هذه الواقعة تم تعطيل أنشطة الوحدة لفترة ما. وبعد سنة من الكارثة عقد تنظيم حزب الله وإسرائيل صفقة تبادل، تم خلالها إعادة جثة أحد المقاتلين الذين قتلوا في الكارثة مقابل عشرات المعتقلين والقتلى اللبنانيين، ومعهم جثة هادي نصر الله، نجل قائد حزب الله في ذلك الوقت حسن نصر الله.
خلال انتفاضة الأقصى (2000) تم دمج الوحدة السرية في محاربة المنظمات الإرهابية، وقامت خلال العمليات البحرية بتحقيق إنجازات، إذ تم الاستيلاء على سفن السلاح الفلسطينية "كارين إي" و"سنتوريني".
السريه 13 الان والمستقبل :
قام قائد السرية 13، المقدم "ج"، والذي تم تعيينه فقط قبل عدة أسابيع ليتولى قيادة جنود الكوماندوز البحري، بعدة مقابلات مع الإعلام الإسرائيلي، قال فيها إن معظم العمليات التي تقوم بها الوحدة تتم تحت الرادار، وشدد بأنه يجب عدم الاستهانة بأعداء إسرائيل.
"تتغير السرية بسرعات مختلفة، بين حين وآخر، وذلك تبعًا لمسرح القتال"، هكذا قال قائد السرية. وقال بأن العدو يتغيّر أيضًا. "نحن نرى أعداء متنوعين جدًا، ليس دولة واحدة فقط، ولكنه عدو غير منظم، وهو موزع بين التنظيمات الإرهابية، وهذا يتطلب مننا أن نلائم أنفسنا وفقًا لذلك. نحن نبذل جهدنا دومًا لكي لا نستهين بالعدو، ونعمل على تقييمه كما ينبغي، ونرد ردًا مناسبًا".
تغيّر بشكل عام النهج المتبع في سلاح البحرية، وفي وحدة السرية 13 بشكل خاص. ووفقا لرؤية قائد سلاح البحرية، اللواء رام روتبرج، فإنه لا يوجد فرق بين أن يكون صاروخ "ياخونت" بيد رئيس سوريا بشار الأسد أو بيد حزب الله. ومن ناحية قباطنة الجبهة الشمالية الإسرائيلية، فإن حزب الله في لبنان وبشار الأسد في سوريا هما جبهة واحدة، وفي اللحظة التي نترك فيها المياه الإسرائيلية نتعرض للتهديد.
مصدر