[rtl]
[/rtl]
ربما تكون حاملة الطائرات الروسية الوحيدة أدميرال كوزنتسوف هيكلاً صدأً، إلا أن أول مهمة قتالية لها تبرر جدواها الاقتصادية لدى الكريملين.
فبعد دخول حاملة الطائرات الروسية الأولى الخدمة بـ26 عاماً، تتوجه للمرة الأولى في مهمة قتالية في سوريا.
وأخبر مصدر دبلوماسي -رفض ذكر اسمه- وكالة أنباء تاس الروسية "وَضْع فريق العمل خطة لمشاركة حاملة الطائرات في ضرب أهداف الجماعات الإرهابية بسوريا".
ومن خلال قيام حاملة الطائرات أدميرال كوزنتسوف بالعمل في البحر المتوسط "سوف يمارس فريق العمل عمليات الإقلاع من سطح الحاملة لضرب الأهداف الأرضية".
ومن المزمع أن يبدأ نشر القوات في أكتوبر/تشرين الأول ويستمر على مدار 4 أشهر، بحسب تقرير نشرته صحيفة دايلي بيست الأميركية، الخميس 7 يوليو/تموز 2016.
وتعد حاملة الطائرات صغيرة الحجم وتفتقر طائراتها المقاتلة البالغ عددها 15 طائرة إلى نطاق الطيران المناسب والأسلحة وأجهزة الاستشعار اللازمة للإسهام البناء في التدخل العسكري الروسي في سوريا على مدار 9 أشهر.
وفي الواقع، ستكون الضربات الجوية الروسية الأولى استعراضية -رغم أنها قد تفيد فريق عمل حاملة الطائرات أيضاً.
وينتشر الصدأ بهيكل كوزنتسوف البالغ طوله 100 قدماً بما قد يعرضه لحوادث مهلكة. ونادراً ما تبحر حاملة الطائرات من الميناء الواقع شمالي روسيا؛ ومن ثم، يناضل فريق عملها للحفاظ على الكفاءة البحرية القتالية.
وأخبر إريك ورثايم، الخبير البحري المستقل ومؤلف كتاب "الأساطيل المقاتلة في العالم" صحيفة دايلي بيست "أعتقد أنها مجرد فرصة كي تثبت روسيا أهمية وقدرات حاملة الطائرات الصغيرة العجوز، بينما تمنح فريق عملها الفرصة للتدريب وصقل مهاراتهم القتالية. وأعتقد أنهم يستغلون العمليات السورية كفرصة للقيام بذلك مع العديد من القطع البحرية غير المستغلة".
ورغم أن كوزنتسوف هي سفينة القيادة البحرية الروسية، إلا أنها ليست السفينة الحربية الأكثر قوة بالأسطول الروسي.
حاملات الطائرات الأميركية
وتتولى البحرية الأميركية -التي تعد أكبر قوة بحرية في العالم- تشغيل 10 حاملات طائرات كبرى تعمل بالطاقة النووية من طراز Nimitz و9 سفن برمائية أصغر حجما وتستطيع نشر العديد من السفن في مناطق القتال المتعددة في وقت واحد، حيث يمكن لكل سفينة أن تبقى بالبحر على مدار 6 أشهر أو أكثر.
وقد أرسل الأميركيون في هذا الصيف حاملتي طائرات كبرتين وسفينة مقاتلة لضرب متطرفي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسوريا.
وتبحر كل حاملة طائرات أميركية وعلى متنها 60 طائرة أو أكثر، بما في ذلك أكثر من 40 طائرة مقاتلة من طراز F/A-18. ويمكن أن تنفذ حاملة الطائرات الأميركية أكثر من 100 ضربة جوية يوميا، حيث تحمل كل طائرة العديد من القنابل الذكية التي يمكن لكل منها -نظرياً- أن تضرب هدفاً مختلفاً.
وتمتك روسيا حاملة طائرات واحدة فقط. وتعد تحركاتها قليلة وكذلك المهام التي يمكن لطائراتها أن تضطلع بها. وذكر جيري هندريكس، الخبير الاستراتيجي السابق بالبحرية الأميركية والذي يعمل محللاً بمركز الأمن الأميركي الجديد بواشنطن "أعتقد أنها لا تستطيع القيام بخمسين طلعة جوية في اليوم الواحد".
وتحمل مقاتلات كوزنتسوف قنابل "غبية" غير موجهة تفتقر للدقة التي تتمتع بها نظيراتها الأميركية. وحاملة الطائرات الروسية غير مزودة بالأجهزة التي تساعد على تزويد الطائرات بالجو بالوقود والسلاح كما هو الحال مع حاملات الطائرات الأميركية. ونتيجة لذلك، تحمل مقاتلات Su-33 وMiG-29 أحمال من الوقود والقليل من السلاح عند الإقلاع.
ويدرك الكريملين تماماً القيود المفروضة على كوزنتسوف ويعتزم التخفيف من حدتها. وسوف تظل السفينة بالقرب من الحدود السورية "حتى تظل الطائرات لديها ما يكفي من الوقود لاستكمال المهام العسكرية والعودة"، بحسب ما أخبر به المسؤول الذي رفض ذكر اسمه وكالة تاس الإخبارية.
ومن غير المحتمل أن تُحدث كوزنتسوف وطائراتها المقاتلة أي فارق في حرب روسيا الجوية داخل سوريا، طالما أن الطائرات في موسكو تحظى بقدرات أكبر على مواصلة العمليات الجوية المكثفة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قام الكريملين بنشر نحو ثلاثين طائرة في قاعدة حميمم الجوية باللاذقية غربي سوريا. وقامت تلك الطائرات بتنفيذ آلاف الضربات الجوية التي استهدفت قوات المعارضة والمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
لا فائدة من استغلالها
ونقلت دايلي بيست عن القبطان البحري الروسي المتقاعد ماكسيم شيبوفالينكو الذي يشغل حالياً منصب مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات في موسكو، قوله "لم تقم كوزنتسوف بتنفيذ أي ضربات أرضية من قبل ولا فائدة من استغلالها في هذا السياق، نظراً لوجود قاعدة اللاذقية الجوية. لا يوجد وجه للمقارنة بين سعة تحميل وقوة وقدرة حاملة الطائرات الأميركية من طراز Nimitz وحاملة الطائرات الروسية كوزنتسوف".
ليس هناك هدف واضح وراء نشر حاملة الطائرات من وجهة النظر العسكرية، إلا أن الرؤية الاقتصادية تبرر ذلك إلى حد كبير. فبناء السفن البحرية يعد نشاطاً كبيراً في روسيا؛ ومع ذلك، فقد ساءت سمعة ساحات بناء السفن في روسيا بسبب إهمالها وإنتاج حاملات طائرات سيئة للغاية.
ويمكنك أن تسأل الهنود الذين طلبوا من روسيا الحصول على حاملة طائرات معاد ترميمها عام 2004. ووصلت حاملة الطائرات فيكراماديتيا بعد تأخر سنوات وتجاوز الميزانية بمليارات الدولارات. وفي أولى رحلاتها عام 2013، عانت الحاملة من إخفاق هائل في محركها. وتشتري الهند طائرات MiG-29 كي تقلع بها من على متن فيكراماديتيا؛ وتسعى روسيا لتمديد أجل هذه الصفقة. وفي حالة نجاح ذلك، يمكن أن تجتذب كوزنتسوف الهنود وتجعلهم يشترون المزيد من طائرات MiG، بحسب ما ذكره شيبوفالينكو.
من الأرجح أن يهتم أحد عملاء حاملة الطائرات الروسية الآخرين بدخول كوزنتسوف نطاق الحرب. ففي عام 2011، أدخلت الصين نسخة مطورة من كوزنتسوف تحمل اسم ليواننج إلى الخدمة. وتعد ليواننج هي أول حاملة طائرات صينية والوحيدة لدى الصين حتى وقتنا هذا. ولم تشهد الحاملة أي عمليات قتالية أيضاً. وإذا تمكنت كوزنتسوف من إتمام مهمتها بنجاح دون التعرض لأي إخفاقات، تستطيع ليواننج أيضاً أن تحقق نجاحاً مماثلاً.