ستتدعم قوات الأمن قريبا بـ100 طائرة مروحية من إيطاليا، زيادة على إبرام صفقة مع شركة من نفس البلد بخصوص شراء ست فرقاطات حربية بقيمة 4 ملايير أورو. جاء ذلك مباشرة بعد فشل مشروع شراء فرقاطات فرنسية من نفس الطراز العام الماضي، حيث أوقفت الجزائر المفاوضات المتعلقة بالطلبية، بعدما قررت باريس بيع نفس البوارج العسكرية للمملكة المغربية.
ينهي وفد عالي المستوى من وزارة الدفاع السبت المقبل، زيارة هامة إلى إيطاليا بدأت يوم 12 من سبتمبر الحالي، حيث أجرت البعثة بقيادة مسؤول كبير بالوزارة برتبة لواء، معاينة لورشات صناعة ست فرقاطات من طراز ''فرام'' محل صفقة في غاية الأهمية. وتعتبر ''فرام'' من أحدث الفرقاطات العسكرية مجهزة بأنظمة صواريخ أمريكية الصنع مضادة للغواصات والسفن الحربية.
وذكرت مصادر قريبة من المفاوضات التي جرت مع الإيطاليين، لـ''الخبر'' أن بعثة وزارة الدفاع أجرت لقاءات مع كبار مسؤولي الأجهزة العسكرية الإيطالية، أبرزهم أمين عام وزارة الدفاع الجنرال ألدو تشيراللي وقائد القوات البحرية الأميرال أندريا كامبريلغيري. وعاين الوفد ورشات تصنيع فرقاطات ''فرام'' بمنطقة بيزا شمالي غرب إيطاليا، وتحادث مع مسؤولي مجموعة ''فيكانتيري'' العمومية التي تصنع الفرقاطات في مقرها بمنطقة ترياستي شمال إيطاليا وتحديدا بالقرب من الحدود مع سلوفينيا.
وتم في سياق الزيارة الكشف عن اتفاق بتجهيز القوات الجوية وقوات الأمن بـ100 مروحية، من طراز ''أ ''109 و ''أل يو أش'' و''أي دبليو ''139 ، تكفلت مجموعة ''أوغستا ويستلاند'' الإيطالية، لكن لم يكشف عن قيمة الإتفاق. وستضاف المروحيات إلى أسراب ''إيكوراي'' و''أوروكوبتر'' التي اشترتها الجزائر من فرنسا حديثا.
وحضر الوفد عروضا في استخدام الأنظمة الحربية لفرقاطات ''فرام'' قيد. وتمت زيارة قاعدة بحرية في ''بيزا'' والإتفاق على برنامج تمارين مشتركة بين بحريتي البلدين. وتنقّل الوفد أيضا إلى ورشة لصناعة فرقاطات من طراز آخر، لكن ''فرام'' توصف بأنها من أحسن البوارج الحربية في الوقت الحالي، بفضل الدقة التكنولوجية والفعالية التي تتمتع بها أنظمة الصواريخ الأمريكية المجهزة بها. وقد أظهر البنتاغون تحفظا على بيعها إلى الجزائر، على أساس أن أي بلد ثالث يحصل على عتاد أمريكي ينبغي أن يأخذ موافقته مسبقا. وتفيد نفس المصادر أن وزارة الدفاع طلبت ست فرقاطات ''فرام''، وتبلغ قيمة الصفقة حوالي 4 ملايير أورو ويفترض أن يتم تسليمها في غضون عامين.
ومن أكثر ما يلفت الانتباه في الصفقة، أنها كانت ستعقد في الأصل مع فرنسا بناء على اتفاق تم بين الطرفين خلال زيارة الرئيس ساركوزي الجزائر في نوفمبر 2007، حيث توقفت المفاوضات فجأة في جوان 2008 بعدما انطلقت مطلع نفس العام وتناولت شراء فرقاطات فرنسية مضادة للغواصات والسفن. فقد قرر الطرف الجزائري إلغاء الطلبية من أساسها عندما بلغه أن فرنسا اتفقت مع المغرب لبيعها نفس الفرقاطات. وأوضحت المصادر أن مشاريع أخرى تتعلق ببيع عتاد عسكري فرنسي لا زالت جارية رغم الخلاف الذي نشب حول الفرقاطات. وأبدى متعاملون في الصناعة الحربية الفرنسية استغرابا لتوجه الجزائر نحو بلد لا تتعامل معه في الميدان، إلا في حدود ضيقة لا ترقى إلى إبرام صفقة ضخمة تترجم، في الواقع، حرص وزارة الدفاع على تأهيل القوات البحرية ودعمها بأحدث العتاد.
وفي نفس السياق، عاين قائد القوات البحرية العميد مالك نسيب أمس، سفينة قاذفة صواريخ ستشارك في تمرينين بحريين بإيطاليا خلال الفترة بين 18 إلى 30 سبتمبر.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مسؤول خلية الإعلام بالبحرية المقدم سليمان دفايري، أن التمرين الأول يتم في إطار مجموعة الـ5+5، أما الثاني فسيكون في إطار التعاون مع إيطاليا. ويتضمن التمرينان مناورات تكتيكية حول الإقتحام والإنقاذ والغوص ومواجهة الألغام ونشاطات الشرطة البحرية.
المصدر : http://www.elkhabar.com/quotidien/index.php?idc=67&ida=173655