هداية ملاك
البطلة المصرية في صورة للتاريخ مع اسرتها
المواجهة الأخيرة كانت صعبة نفسياً وبدنياً
وخوفى من المجازفة وراء تأخر التتويج«هداية» فازت على البلجيكية
فى مباراة الترضية أجلت امتحانات التخرج للعام المقبل للبحث عن إنجاز تاريخى
الحجاب لم يمنعنى من التألق.. وينقصنا مكان تدريب خاص فى استاد القاهرة
من مواليد 1993، صاحبة ابتسامة هادئة لا تفارقها، كانت من أول المتأهلين لدورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً فى البرازيل، تم ترشيحها من قبل اللجنة الأولمبية المصرية لحصد ميدالية أولمبية، ظهرت فى ثانى مشاركاتها الأولمبية، أكثر خبرة وثقة وتركيزاً، نجحت فى إحراز الميدالية البرونزية الثالثة لمصر، فى ريو دى جانيرو، لتحقق إنجازاً تاريخياً كأول فتاة مصرية تحرزميدالية أولمبية فى رياضة التايكوندو، هداية ملاك صاحبة الإنجازات المتعددة فى التايكوندو، حرصت «الوطن» على مقابلتها فى بلاد السامبا، لتهنئتها والوقوف منها على أمور أخرى كثيرة فى الحوار التالى:
■ مبروك التتويج ببرونزية أولمبياد ريو دى جانيرو؟
- الله يبارك فيك، الحمد لله على حصد الميدالية البرونزية لوزن 57 كجم، هذا بفضل دعاء والدتى، وكنت أسعى للحصول على الميدالية الذهبية، ولكنى أحمد الله بعد توفيقه لى وحصولى على المركز الثالث والميدالية البرونزية.
■ حدثينا عن شعورك بعد التتويج بميدالية أولمبية؟
- أنا سعيدة جداً ومش قادرة أتمالك أعصابى من البكاء، خاصة عندما رأيت والدتى التى قامت بتقبيلى وهى تبكى، فرحة الشعب المصرى عندى بكنوز الدنيا.
■ حصلت على ميداليات مختلفة منها ذهبية بطولة الجائزة الكبرى، هل الشعور مختلف مع الدورة الأولمبية؟
- الفارق شاسع جداً وليس هناك أى أوجه مقارنة، أن أمثل بلدى وأرفع علمها فى دورة الألعاب الأولمبية شىء، والتتويج بميدالية ولو ذهبية فى أى بطولة دولية، شىء آخر، الفارق كبير جداً، علم مصر وهو يرفع أمامى فى الأولمبياد والفرحة مختلفة، والحمد لله لم يُضيع تعبى وكنت واثقة من ذلك.
■ كيف كانت أجواء مباراة الترضية على البرونزية أمام لاعبة بلجيكا؟
- كانت مباراة صعبة جداً نفسياً وذهنياً أكثر منها بدنياً وتكتيكياً، ورغم كل ذلك فإننى دخلت اللقاء متماسكة للغاية وواثقة أن الله لن يضيع تعبى، لأن الفترة الماضية تعبت واجتهدت فيها كثيراً، وكنت على يقين بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
■ لماذا تأخرت فى حسم نتيجة اللقاء إلى الجولة الرابعة؟
- المنافسة كانت صعبة، ولعبت بتركيز شديد خوفاً من المجازفة ما ينتج عنها ضياع الميدالية البرونزية التى تنتظرها أسرتى خاصة والدتى، فأنا أشعر بمسئولية كبيرة تجاه أسرتى واتحاد التايكوندو والمسئولين عن الرياضة بمصر، لذلك كان عندى إصرار شديد على إحراز ميدالية أولمبية لإهدائها للرئيس عبدالفتاح السيسى.
■ ما تقييمك لعلاقة السيسى بالرياضة والرياضيين؟
- اهتمامه ملموس للغاية، من خلال الدعم المستمر لكافة اللاعبين واللاعبات من وزارة الشباب والرياضة، ولن أنسى أبداً عندما ذكرنى ضمن مجموعة من اللاعبين، فى كلمته على هامش افتتاح مشروع كبير للقمح بواحة الفرافرة، كلامه حفزنى كثيراً، ومن وقتها وأنا أتحمل مسئولية كبيرة، فضلاً عن رغبتى فى إسعاد بلدى الذى أحبه وأعشق ترابه.
■ ماذا عن دعم وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية؟
- المهندس خالد عبدالعزيز سعى بكل قوة لتسهيل أمور كثيرة لدعمى سواء مالياً أو إدارياً، وكان آخرها موافقته على مشاركتى فى دورة الألعاب العسكرية الأخيرة، التى رفعت من تصنيفى، بالإضافة إلى أنه يقوم دائماً بالتواصل مع عميد كلية فنون جميلة بجامعة حلوان لتسهيل العديد من الأمور الدراسية، خاصة فى الحضور، كما أن اللجنة الأولمبية برئاسة المهندس هشام حطب، لعبت دوراً كبيراً فى دعمى، ويكفى أنها لم تعترض على أى معسكر خارجى لى، أو أى بطولة دولية أرغب فى المشاركة فيها.
■ كيف كانت استعداداتك للأولمبياد؟
- اللجنة الفنية بالاتحاد وافقت على برنامج الإعداد الذى قدمه المدير الفنى الإسبانى روسندو للاتحاد، وتضمن الاشتراك فى عدة بطولات دولية وعالمية لاكتساب الخبرات الجادة وزيادة الاحتكاك باللاعبات فى مقدمة التصنيف الدولى، والحمد لله، اتحاد التايكوندو بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية برئاسة المهندس هشام حطب، ووزير الشباب والرياضة، وفروا لى ما طلبه المدير الفنى الإسبانى ما انعكس على مستواى خلال مشاركتى فى الدورة الأولمبية.
■ ماذا عن دراستك؟
- أنا أدرس فى كلية الفنون الجميلة، كان المفترض أن أتخرج هذا العام لكنى قمت بتأجيل الامتحانات للعام المقبل بسبب دورة الألعاب الأولمبية.
■ يظهر من كلامك عدم قدرتك على الجمع بين الدراسة والتدريبات؟
- للأسف معظم الوقت أخوض التدريبات فى النادى، وحاولت بقدر الإمكان تنظيم الوقت بينهما، لكى أصل إلى هدفى المطلوب فى التدريبات، إلا أن أحلامى فى الأولمبياد، اصطدمت مع مشروع تخرجى من «الفنون الجميلة».
■ ماذا يمثل لك حصولك على ميدالية أولمبية كأول لاعبة مصرية فى رياضة التايكوندو؟
- شرف كبير وإحساس لا يوصف، وأحمد الله كثيراً على توفيقه لى، حتى نلت هذه الألقاب وحصلت على برونزية فى أولمبياد ريو دى جانيرو.
■ الجميع لاحظ ثقتك الكبيرة قبل خوضك المنافسات وظهر ذلك من خلال سيرك عند دخول الصالة، ما تعليقك؟
- إيمانى بالله وثقتى بأنه لن يضيع تعبى منحانى هذه الثقة، وتأكد أن اللاعبين واللاعبات وأنا منهم، يبذلون قصارى جهدهم لرفع اسم مصر فى أى محفل دولى خاصة دورة الألعاب الأولمبية، فمصر لها من المكانة فى قلبى ما يجعلنى أحارب لرفع علمها فى أى بطولة أشارك فيها.
■ بمناسبة أن والدتك أمريكية، هل نرى هداية ملاك تمثل أمريكا فى أولمبياد 2020؟
- من المستحيل حصولى على الجنسية الأمريكية، وتمثيل الولايات المتحدة الأمريكية أو أى دولة أخرى، لن أبيع مصر ولو بكنوز الدنيا، ومن الضرورى التأكيد على أن طعم الفوز والمكسب بزى مصر أم الدنيا يختلف كثيراً عن ارتداء ملابس وعلم أى دولة أخرى، وأنا لم أفكر فى ذلك على الإطلاق ورغم أن والدتى أمريكية فإنها تشجعنى على بذل المزيد من الجهد من أجل بلدى، وتزرع فىَّ وفى أشقائى حب الانتماء لبلدنا.
■ هل أثر «الحجاب» على مسيرتك خلال الفترة الماضية؟
- إطلاقاً، لم يمنعنى من مواصلة مشوارى بنجاح، والاتحاد الدولى يسمح بمشاركة اللاعبات المحجبات، بشرط أن يكون الحجاب صغيراً، وبالفعل شاركت به فى دورة الألعاب الأولمبية فى لندن 2012 التى خرجت منها فى دور الثمانية، وأهم شىء فى الحياة هو رضا الله سبحانه وتعالى.
■ برونزية أولمبياد ريو دى جانيرو كم تساوى مادياً؟
- وزارة الشباب والرياضة أعلنت أنه سيتم منح صاحب الميدالية البرونزية 500 ألف جنيه، وفى الأول والآخر يكفينى رفع اسم مصر دائماً، وأمثل المنتخب لإسعاد الشعب المصرى.
■ مستقبل التايكوندو فى مصر كيف يسير؟
- الاتحاد المصرى يسعى دائماً إلى توفير جميع الإمكانيات للاعبين فى إطار الميزانية التى تحكم الاتحاد، فحالياً مهتم بالاشتراك فى العديد من البطولات الدولية.
■ هل تطور مستوى اللعبة على المستوى المحلى فى السنوات الأخيرة؟
- هناك تقدم كبير فى مستوى اللعبة فى مصر من خلال خطط مجلس الاتحاد المستمرة للاعبين، وتوفير كل الإمكانات والمعسكرات المطلوبة لهم، بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة التى توفر الدعم باستمرار.
■ مادا ينقص اللعبة على المستوى المحلى؟
- مكان تدريب خاص للعبة فى استاد القاهرة، وقام فرج العمرى رئيس الاتحاد بإجراء اتصالات بالوزير لتوفير مكان جديد فى استاد القاهرة مجهز بجميع الإمكانيات والأجهزة الحديثة، للاستعداد جيداً لأى بطولة نشارك فيها.
■ لماذا اخترت لعبة قتالية؟
- هى لعبة تعلمك احترام الكبير والصغير، وأنا سوف أستخدمها للدفاع عن نفسى فى أى موقف محرج قد أتعرض له يوماً ما.
■ متى بدأت ممارسة اللعبة؟
- بدأت وسنى 9 أعوام، فى نادى الصيد، كنت أذهب مع أخى الأكبر عبدالرحمن ملاك الذى كان يمارس لعبة التايكوندو فى وقتها، وله فضل كبير فى حبى للعبة منذ الصغر، واختيارى لها، ومستمرة فى الصيد حتى وقتنا هذا مروراً بفرق الناشئات والشابات، إلى أن مثلت الفريق الأول بالنادى، واختيارى بالمنتخب الوطنى.
■ رسالة تشجيعية للفتاة المصرية من أجل ممارسة الرياضة؟
- مارسى الرياضة فى أى لعبة، واجتهدى ولا بد من الإيمان بالله ثم بنفسك وقدراتك وستنجحين، لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
■ كلمة توجهينها للمدرب الإسبانى روسندو ألونزو؟
- لقد تعبت معى كثيراً، ومهما تحدثت لن أوفيك حقك، لكن يكفيك أنك مدرب عالمى، نجحت فى تطوير مستواى ولم تقلل من قدراتى أبداً بل ساعدتنى على التصحيح من أخطائى ومعالجة أى قصور حتى ولو كان بسيطاً، التايكوندو المصرى اتبع الأسلوب الأوروبى فى التدريب منذ توليك مهمة تدريب المنتخب ومعك زوجتك جولشا ألونزو، ولن أنسى أبداً الحديث عن الثنائى المصرى أسامة السيد وتامر صلاح، اللذين ساهما معى ومعى زملائى فى النجاحات التى حققناها. المدرب الإسبانى لعب دوراً كبيراً معى.. اخترت التايكوندو للدفاع عن نفسى وأشجع كل بنات مصر على ممارسة اللعبةمدرب «هداية» يقبل يدها بعد الفوز بالبرونزيةليست لدىَّ مطالب معينة فى الوقت الحالى، وأعتقد أن المسئولين عن الرياضة المصرية على دراية تامة بمطالب أى لاعب أو لاعبة بعد النجاح فى إحراز ميدالية أولمبية لمصر، لن أتحدث فى أزمات منعاً للتقليل من بلدى الذى أعشقه كثيراً.
خلال الـ4 سنوات الماضية تم إعدادى بالشكل المناسب، حتى حققت الحلم الصعب، أتمنى أكثر من ذلك حتى أحقق حلمى المقبل ذهبية أولمبياد 2020، أشكر مجلس إدارة الاتحاد ورئيسه فرج العمرى، إلى جانب نادى الصيد.ذهبية 2020 حلمى القادم
1