AUGUST 28, 2016ا[size=33][/size]
الرباط – متابعات – ارتفع الحديث مؤخرا عن احتمال اقتناء المغرب طائرات مقاتلة روسية من نوع سوخوي 34، وهي أخبار تتناقض وتاريخ التسلح المغربي وتكوين الطيارين على السلاح الغربي.
وارتفع الحديث عن صفقات مغربية روسية بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، ومن ضمن ذلك ما تداولته وسائل الاعلام باحتمال شراء المغرب طائرات سوخوي 34، وهي مقاتلة روسية متطورة للغاية لا يتردد البعض في مقارنتها بالمقاتلة الأمريكية ف 22 التي تعتبر الأولى عالميا في فعالية القتال. حسب التقرير الذي نشره موقع ألف بوست الذي يصدر من أسبانيا.
واعتادت الصحافة المغربية تتحدث عن صفقات مستمرة للمغرب دون تدقيق المصدر وتاريخ الصفقة، حيث يحدث أن يتم تكرار الحديث عن الصفقة خمس مرات أو ست مرالت مثلما حدث مع صفقة اقتناء المغرب لقاذفات تاو 2 وتحت مسميات مختلفة كل مرة. الأمر الذي يبدو وكأن أن المغرب هو أول زبون للسلاح في العالم.
ويشكل اقتناء المغرب لهذه الطائرات بالعملية الصعبة للغاية للكثير من الأسباب التي تقدم ألف بوست تفسيرا لها، وعلى رأسها العامل السياسي، فإذا راهنت دولة معينة على مقاتلات معينة يعني حدوث تغيير في سياستها الخارجية بالانضمام الى هذه المجموعة أو تلك والتنسيق معها في المنتديات الدولية.
ومن ضمن الأمثلة، إذا اقتنى المغرب مقاتلات روسية متطورة، يعني التقليل من العلاقات مع الغرب، ويعني التنسيق مع مسكو في الكثير من القضايا الدولية، وإلا وجد صعوبة في الحصول على قطع الغيار.
يضاف الى هذا أن الجزائر طلبت طائرات سوخوي 32 خلال يناير الماضي وستنتظر حتى سنة 2022 للتوصل بأولى الوحدات، ولا يمكن للجزائر شراء مقاتلات تدرك أن المغرب قد يقتنيها. يحدث هذا في اقتناء الدبابات ولكن ليس في اقتناء الطائرات المقاتلة.
ومن جهة أخرى، يشكل شراء المغرب سوخوي 34 نهاية تعامله مع الغرب على مستوى المقاتلات، فالربابنة المغاربة سيتدربون على المقاتلات الروسية ويجب أن تكون هناك مناورات تقودها روسيا ويشارك فيها المغرب لتطوير قدراتهم، وهذا من المستبعد جدا في الوقت الراهن وعلى المدى المتوسط.
وفي ظل التوازن الحالي لسلاح الطيران مع الجزائر، قاتناء المغرب لطائرات متطورة مثل سوخوي سيشكل عبئا كبيرا على مالية المغرب، وهو الذي مازال يؤدي مصاريف اقتناء المقاتلات الأمريكية ف 16، لاسيما وأن الدعم المالي الخليجي تراجع في ظل الأزمة التي تعيشها هذه الدول.
وإقليميا، سيشكل اقتناء المغرب لسوخوي 34 أو النسخة الأقل منها 32 توترا مع الدول الغربية ومنها اسبانيا، الأمر الذي سيجد نفسه تدريجيا معزولا عن المناورات العسكرية الغربية.
وعمليا، لا تجمع الدول بين مقاتلات غربية وأخرى روسية، بل تراهن نوع واحد من الاثنين تماشيا مع سياستها الخارجية. وهناك دول تشكل الاستثناء مثل الهند التي لديها مقاتلات روسية وكذلك مقاتلات فرنسية الميراج 2000. وتظرا لسياستها الخارجية التي تميل الى مجموعة البريكس التي تضم روسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا، فهي تميل الى السلاح الجوي الروسي رغم العرض الفرنسي ببيعها رافال بل وتركيبها في الهند وتفويت التكنولوجيا.
كما لدى أندونيسيا مقاتلات روسية محدودة وأخرى أمريكية، واقتنت الروسية 2 سوخوي 27 و2 سوخوي 30 عندما رفضت واشنطن بيعها الأسلحة بسبب المواجهات سنة 1999 نتيحة استفتاء تيمور الشرقية. ولاحقا سلمتها الولايات المتحدة مقاتلات ف 16. وتؤكد أندونيسيا أنها ستبقى مفتوحة على مختلف الأسلحة، وذلك بعدما ضمنت مستوى من التصنيع يسمح لها بتصنيع الكثير من قطع الغيار التي تحتاجها تجنبا لأي حصار مثل 1999.
وفي حالة رهان المغرب على اقتناء مقاتلات متعددة المصادر غربية وروسية منها، فهذا يعني بدء تغيير في سياسته الخارجية. وكان هناك حديث عن رهان المغرب على روسيا، ولكن موقف موسكو في مجلس الأمن بامتناعها التصويت على القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء نهياة أبريل الماضي كاحتجاج على المغرب يجعل كل صفقة حول الطائرات المقاتلة مستبعدة.
http://www.raialyoum.com/?p=509525