وذكرت
بعض وسائل الإعلام مؤخرا أن الرئيس أوباما قال إن النظام المضاد للصواريخ
لن يكون ضروريا في حال أقنعت موسكو إيران بعدم التزود بالصواريخ البعيدة
المدى والأسلحة النووية..

ويرى
مراقبون أن الموقف الأمريكي الجديد سيقابل بتنازلات من جانب روسيا
وبالتحديد في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، علما أن موسكو التي تملك
حق الفيتو في مجلس الأمن تعارض القوة العسكرية ضد حليفتها إيران كما
تعارض نظام العقوبات.

في
حين يقول مراقبون آخرون إن إدارة أوباما في حاجة ماسة لمساعدة موسكو في
توصيل الإمدادات لأفغانستان، كما أنها حريصة على الحوار مع إيران لتأمين
انسحاب آمن لقواتها من العراق .. ووصفت موسكو خطوة أوباما بتعديل خطط نظام
الدفاع الصاروخي في أوروبا بـ "الصائبة والشجاعة"، وردت على ذلك بإعلان
تخليها عن مشروع نشر صواريخ اسكندر في كالينينغراد. و نقلت وكالة انترفاكس
الجمعة عن مصدر دبلوماسي-عسكري أن "الإجراءات المتخذة من قبل روسيا ردا
على مشروع الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ ستجمد وقد يتم التخلي عنها
بالكامل"..

ورحبت
موسكو أيضا بمقترحات الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن حول تعزيز
التعاون معها واعتبرتها "ايجابية جدا". علما أن راسموسن اقترح ربط أنظمة
الدفاع المضاد للصواريخ التابعة للولايات المتحدة والحلف الأطلسي وروسيا
وتعزيز التعاون بين الحلف وروسيا. كما طلب الأمين العام لحلف "الناتو" من
روسيا الانضمام إلى الغربيين "لممارسة حد أقصى من الضغط" على إيران لتتخلى
عن "طموحاتها" النووية. وهو الطلب الذي رفضته موسكو .. وتجدر الإشارة إلى
أن موسكو كانت قد عارضت بشدة مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي وقالت إنه
يهدد بإشعال حرب جديدة في أوروبا على غرار الحرب العالمية الثانية. وأعلنت
إدارة باراك أوباما الخميس تخليها عن نظام الدرع الصاروخي، ووعدت في
المقابل بتعويضه بنظام يوفر "حماية أقوى وأذكى وأسرع للقوات الأمريكية
وحلفاء الولايات المتحدة" في أوروبا. وبرر الرئيس أوباما قراره بحصوله على
معلوماتها استخبارية تفيد بأن برنامج إيران للصواريخ الطويلة المدى لم
يتطور بالسرعة التي جرى تقديرها في السابق. كما قال وزير الدفاع روبرت
غيتس أن القرار جاء بعد مراجعة قدرات إيران العسكرية.

وحسب
غيتس، فإن الأمر لا يتعلق بإلغاء الدفاع الصاروخي عن أوروبا، فهناك نظام
حماية جديد يشمل في جزئه الأول نشر سفن تحمل صواريخ أرض ـ جو تجوب بحر
الشمال والمتوسط، وفي جزئه الثاني صواريخ أرض ـ جو معدلة، لن تجهز قبل
2015، ولم يعرف أين ستنصب.

وقد
انتقد الجمهوريون الخطوة التي اتخذها الرئيس أوباما واعتبروه مضرا بالأمن
القومي الأمريكي وتنازلا لروسيا وتخليا عن حلفاء شرق أوروبا..