ما قرأته ليست جملة ذكرت في إحدى الأفلام الملحمية التاريخية، بل كان هذا عنوان مناورة ضمن مناورات الرسول الأعظم، وهو الاسم الرمزي لمناورات عسكرية بحرية وتجارب صاروخية يجريها الحرس الثوري الإيراني بشكل دوري في مياه الخليج ومضيق هرمز لاختبار الجهوزية العسكرية ولتجريب أسلحة جديدة.
المصدر: khouznews
ففي صباح الأربعاء الماضي، انطلقت مناورة الرسول الأعظم البحرية أو التي تعرف بالفارسية بــ “رزمایش پیامبر أعظم”، في جزیرة لارك عند مدخل مضیق هرمز بمشار?ة قوات مقر خاتم الأنبياء التابع للسلاح البحري للحرس الثوري، وسط حضور عدد من كبار القادة العس?ریین في الحرس الثوري والجيش الإيراني، ونقلًا عن وكالة أنباء “إرنا” الإيرانية، فقد قامت قوات الحرس الثوري خلال المناورة باستخدام زوارق حربية و”أسلحة متقدمة”.
تدمير حاملة طائرات وهمية أثناء المناورات – المصدر: وكالة أنباء فارس
يعرب عنوان المناورة عن ثقة كبيرة بالسلاح الإيراني، بجانب تصريحات قادة الجيش والحرس الثوري الإيراني المفعمة بالثقة والفخر تجاه صناعتهم الوطنية العسكرية، وإعلانهم مؤخرًا أثناء المرحلة الثالثة والأخيرة من المناورات عن تدشين سلاح استراتيجي جديد (لم تعلن وسائل الإعلام الإيرانية عن اسمه أو حتى شكله)، وتسلميه لمنظمة الدفاع البحري في الحرس الثوري، ووسط هذا تظل الأسلحة الإيرانية محل شك عند الكثير من الدوائر العسكرية في العالم، سواء من ناحية فاعليتها، بل إذا كانت كونها أسلحة أصلًا!
وقد بدأ هوس الإيرانيين بـ “بروباغاندا” الأسلحة منذ عام 1980، وقاموا بهذا من أجل كسب ثقة الشعب في قواته المسلحة بعد ما فرض الحصار الاقتصادي على إيران، وكانت البداية عندما دخلت إيران في حربها المدمرة مع العراق، تحديدًا عندما نجحوا في تطوير صاروخ “سكاد” حيث قاموا بإطالة الصاروخ مع إضافة خزان وقود أكبر، ومن هنا بدأت الدعاية الإيرانية المبالغ فيها والزائفة في الكثير من الأحيان، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على حقيقة بعض الأسلحة الإيرانية التي أثارت الجدل، وعلى الدعاية الإيرانية العسكرية الزائفة.
1– الطائرة التي لا تطير!
صنع في إيران، طائرة شبحية متقدمة تستطيع تفادي الرادارات، قالت عنها وسائل الإعلام الإيرانية إنها فخر الصناعة العسكرية الوطنية، تضاف إلى سجل الصناعة الإيرانية العسكرية، والتي قال عنها الرئيس الإيراني آنذاك أحمدي نجاد، أنها “سوف تحتل القمم العلمية”، إلا أن المشكلة وفقًا للعديد من خبراء الطيران، أن الطائرة ببساطة لا تستطيع الطيران!
ففي ذكرى الثورة الإيرانية في فبراير 2013، تم الكشف عن الطائرة “قاهر 313” وسط بث تليفزيوني وتغطية واسعة من جانب وسائل الإعلام الإيراني، لكن الحقيقة أن هذه الطائرة يبدو أنها كانت مصممة لحضور حفل الافتتاح فقط وليس الطيران، فالطائرة مليئة بالعيوب فضلًا عن مواصفات لا تجعلها طائرة قادرة على الطيران،
أعزى الخبراء رأيهم هذا إلى عدة أسباب، منها قمرة القيادة الصغيرة جدًا بحيث بالكاد تسع طيارًا متوسط الحجم، بجانب حجم الطائرة الصغير أصلًا، فإنها لا تستطيع حمل المعدات اللازمة لتجعلها تطير، فضلًا عن جعلها طائرة شبحية أو حتى تستطيع حمل رادار أو إلكترونيات الطيران، أو أجهزة التشويش الرقمي، أو أجهزة مقاومة الحرارة، بالإضافة إلى افتقادها فوهة المحرك أو أي نوع من المسامير أو آثارها في هيكل الطائرة، مما يرجح أنها مصنعة من البلاستيك.
ليس هذا فحسب
المصدر: dailymail
لم تكتفِ الدعاية الإيرانية، بنشر صورة الطائرة داخل المعرض فقط، لكن قامت بنشر صورة للطائرة وهي تحلق فوق منطقة جليدية، لكن تم كشف زيف هذه الصورة أيضًا، حيث تبين أن الصورة الأصلية لمنطقة جليدية فارغة، ثم عدلت عن طريق إضفاء بعض المؤثرات، ثم لصق هيكل الطائرة على الصورة المعدلة، وهكذا حلقت الطائرة عاليًا!!
2– إصلاح منصات الصواريخ بالفوتوشوب أيضًا
نشرت هذه الصورة في يوليو 2008، في أهم الصحف العالمية كنيويروك تايمز، ولوس أنجلوس تايمز، وفينانشال تايمز، بالإضافة إلى نزولها على موقع BBC والنيويورك تايمز وياهوو وفرانس برس، والصورة عبارة عن عملية إطلاق لصواريخ من طراز “شهاب 3″، لكن في الحقيقة، رغم نشر هذه الصورة في أكبر الجرائد العالمية، فإن هذا ليس دليلًا على صحتها، فلقد استطاعت وكالة الأنباء الإيرانية “سباه” (الذراع الإعلامي للحرس الثوري الإيراني) أن تخدع جميع هذه الصحف، حيث إن الصورة الأصلية مختلفة عن هذه، فالصورة الحقيقية كانت تظهر إطلاق 3 صواريخ فقط وليس أربعة، لأن أحد المنصات فشلت في إطلاق الصاروخ الرابع.
المصدر: The new york times
ولكي يتم التغطية على هذه الخطأ المثير للسخرية في الأوساط العسكرية، تم الاستعانة ببرنامج الفوتوشوب لإطلاق الصاروخ الرابع، حيث تم الاستعانة بالصاروخ الثاني من اليسار وعادم الصاروخ الذي في أقصى اليمين لتغطية هذا العيب، والفضل في الكشف عن هذه الدعاية المزيفة، يرجع للأسوشياتد برس فقد استطاعت الحصول على الصورة الأصلية من نفس المصدر الذي حصلت عليه وكالة “سباه” الإيرانية.
الصورة الحقيقية
3– طائرة كوكر1: صناعة الفوتوشوب
على اليسار الطائرة اليابانية الأصلية، وعلى اليمين الطائرة الإيرانية المزيفة
في نوفمبر 2012، نشرت الصحافة الإيرانية صورة لنوع جديد من الطائرات بدون طيار، صاحبة الهبوط والإقلاع العمودي، يسمى بــ “كوكر 1″، لكن يبدو أن عملية إثبات وجود سلاح حقيقي بحوزة الجيش أو الحرس الثوري الإيراني أمر أكثر تعقيدًا عما كانت تتخيله وسائل الإعلام الإيرانية، ويستلزم وجود أدلة أقوى من مجرد صورة معدلة بالفوتوشوب، فصورة الطائرة المنشورة تمّ كشف أنها في الأصل صورة لطائرة بدون طيار التقطت في جامعة “شيبا” في اليابان، حيث تم تعديلها ووضع اسم “كوكر 1” عليها ونشرت على العديد من المواقع الإخبارية الإيرانية.
4- إذا مات قرد فاجلب آخر!
سيطر هاجس الرعب على إسرائيل في بدايات 2013، من أن تطور إيران قدراتها الفضائية واستخدامها في إطارات عسكرية، والتي أدت بشكل مطرد إلى قلق إسرائيل من جدوى العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، خصوصًا بعد أن أعلنت إيران عودة القرد الذي تم إطلاقه في مركبة فضائية، حيث أرسل القرد من أجل إجراء بعض البحوث الفضائية.
لكن تلاشى هذا الخوف مع التدقيق في صورة القرد التي ادعت وسائل الإعلام الإيرانية عودته من الفضاء، حيث ظهر هذا القرد مختلفًا عن القرد الذي تم تصويره قبل عملية الإقلاع، فالقرد المزعوم عودته كانت فروته خفيفة اللون بالإضافة إلى وجود شامة حمراء أعلى عينيه اليمنى، هذا بعكس القرد صاحب الفروة الداكنة الذي صور قبل عملية الإقلاع والذي لا يمتلك أي شامة على وجهه، بالإضافة إلى اختلاف ملامح القردين كليًا، ويتوقع أن القرد الأول قد مات بسكتة قلبية قبل هبوط الصاروخ إلى الأرض، أو أن العملية لم تسر جيدًا خلال مراحلها مما أدى إلى موته.
حاولت السلطات الإيرانية تدارك المشكلة على لسان مدير مشروع المسبارات الفضائية الإيراني، محمد إبراهيمي، والذي قال إن الصورة للقرد التي ظهرت قبل عملية الإقلاع هي صورة أرشيفية، وسط تشكك من صحة هذا الكلام من قبل وسائل الإعلام الغربية، وقال البروفيسير في علوم الفضاء جامس ماكدويل، للأسوشياتد برس، أن صورة القرد ذي الفروة الداكنة، هي صورة لقرد حاولت إيران إرساله للفضاء في عام 2011، لكن عملية الإقلاع فشلت ومات القرد.
5- طائرة الهندسة العكسية التي لا تطير أيضًا
خامنئي يتفحص RQ-170 – المصدر:www.irna.ir
- اقتباس :
- “نجح مهندسونا في كسر أسرار الطائرات بدون طيار ونسخها”.
كان هذا تعليق أحد الضباط الإيرانيين، بثته وسائل الإعلام الإيرانية، خلال معرض الصناعات العسكرية التابع لقوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران في مايو 2014، حيث تم عرض نموذجين من طائرة RQ-170 أمام المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله خامنئي، هذه الطائرة التي تم نسخها عن طريق تكنولوجيا الهندسة العكسية، بعد أن تمكن قوات الحرس الثوري الإيراني في ديسمبر 2011 من السيطرة على طائرة أمريكية من دون طيار من طراز أر كيو 170 إثر اختراقها الأجواء الإيرانية، ومن ثم قامت بنسخها في وقت لاحق، وكالعادة، ظهر لاحقًا أن الطائرة المعروضة، هي مجرد هيكل طائرة مصنع من الفايبر الزجاجي الرخيص، صمم للبروباجندا ليس أكثر.
6- غواصة للإرهاب فقط
في محاولة لإرهاب جيرانها المطلين على حوض الخليج العربي، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية في 27 أغسطس عام 2006، فيديو يظهر غواصة تطلق صواريخ تطير فوق سطح الماء بهدف مهاجمة السفن، ضمن تجربة إطلاق “ناجحة” على حد زعمهم، لكن لم يمر الكثير من الوقت حتى أفاد ضباط مخابرات أمريكيين لصحيفة “لوس أنجلوس تايمز” أن الفيديو مزيف، وأن الفيديو الذي ظهر فيه عملية إطلاق الصواريخ، هو في الأصل فيديو لتجارب بحرية صينية.
7- إعادة تدوير صناعة الخمسينيات
المصدر: www.alalam.ir
عرف عن إيران أنها دائمًا تأخذ الأسلحة التي صنعت في الخمسينيات من القرن الماضي، ثم تقوم بإعادة تدويرها، لتخرج بشكل جديد بالإضافة إلى بعض التطويرات الطفيفة، وقد حدث هذا مع طائرة بدون طيار مسماه بــ “الكرار”، والتي يبلغ مداها ألف كيلومتر، وأظهرت الصور أن النموذج الإيراني يشبه صواريخ الكروز الأمريكية التي تعود إلى حقبة الخمسينيات، والتي كانت مصممة على أساس الصاروخ الألماني “V-1” والذي استخدم على نطاق واسع في الحرب العالمية الثانية لقصف لندن.
هذه حقيقة الطائرة بدون طيار “الكرار”، لكن رغم إمكانيات الطائرة المتواضعة، فإنه يتم تصويرها على أنها إنجاز وفتح كبير لم يتوصل إليه أحد من قبل، في وسائل الإعلام الإيرانية.
في مواجهة الحصار الاقتصادي
رغم هذا كله، تعتبر إيران من الدول القليلة، التي تعمل باستمرار على تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل من الأسلحة، حيث أعلن الجيش الإيراني عن اكتفائه الذاتي في عدد من القطاعات العسكرية في مناسبات متفرقة، بجانب اكتفاء إيران الذاتي من الأسلحة الخفيفة والمدفعية، بالإضافة إلى المدرعات وبعض الأنظمة البحرية، ففي مايو من عام 1998 أعلن مسؤول إيراني، الاكتفاء الذاتي في المدرعات، وفي وقت متأخر من عام 1997 أعلن قائد القوات البحرية الاكتفاء الذاتي من الخبرات فيما يتعلق بالتكنولوجيا البحرية، كما أعلن في عام 1999 قائد القوات البرية، عن إنتاج إيران لأكثر من 14 ألف قطعة متنوعة تتعلق بمجال الطيران العسكري.
ما هو أكيد حقًا، هو قدرات إيران الصاروخية، حيث تعتبر إيران صاحبة أكبر ترسانة متنوعة في الشرق الأوسط فيما يتعلق بالصواريخ البالستية، ويأتي بعدها إسرائيل التي تمتلك عددًا أقل من الصواريخ البالستية عن التي تمتلكها الجمهورية الإيرانية، والتي تعتبر أول دولة تطور صاروخًا يبلغ مداه 2000 كم، رغم أنها لم تمتلك أسلحة نووية إلى الآن
http://www.sasapost.com/iranian-fake-weapons-and-propaganda/