ان تزويد طوافات الهجوم بوسائل ملائمة لكشف الاهداف، منع التهديدات والطيران بشكل آمن ضمن البيئات الاكثر صعوبة هي من أهم المتطلبات التي يجب تطبيقها في حزمة المستشعرات التابعة لها.
تعتبر طوافات الهجوم أحد أبرز نظم السلاح القوية القادرة على توفير قوة نيران مدمرة بالغة الدقة ليلا نهارا وفي ظل ظروف مناخية صعبة وسيئة.
عندما ظهرت طوافات الهجوم اواخر العام ١٩٦٠ و١٩٧٠، جُهزت آنذاك بمستشعرات بصرية وفي بعض الحالات بكاميرات تصوير حرارية من الجيل المبكر بغية السماح لها بايجاد الاهداف على الامدية البعيدة وفي الليل.
طورت طوافات الهجوم من الجيل الثاني في ما بعد حيث زودت برزم من المستشعرات الاكثر تقدما تسمح لها في ايجاد الاهداف ضمن امدية بعيدة وفي الظروف المناخية الصعبة اضافة الى قدرتها على كسب العديد من الميزات الجديدة على غرار الرادارات القادرة على رؤية ما يوجد تحت الغطاء النباتي وبالتالي قدرتها على كشف اعمال التمويه والاهداف الخفية.
تستثمر المستشعرات المستخدمة على طوافات الهجوم الحديثة هذه القدرات الى جانب مكونات اخرى أقل تكلفة، أصغر، أخف، أكثر فعالية وكفاءة لتكون بذلك متاحة أمام جميع العملاء.
يعني التقدم الكبير في التكنولوجيا ان مستشعرات طوافات القرن الحادي والعشرين هي أكثر فعالية من غيرها فهي لا تتطلب الكثير من الوقت لاصلاحها كما انها تزود مشغليها بقدرات تسمح لهم من التواجد على الخطوط الامامية.
تتألف حزم مستشعرات طوافات الهجوم الحديثة من عناصر مهمة جدا تستخدم لضمان نجاح مسار العمليات ومن أبرزها المستشعرات الكهربصرية العاملة بالاشعة تحت الحمراء (EO/IR) التي تسمح للطيارين والأطقم الجوية من قيادة الطائرة ليلا، رؤية الاهداف الموجودة على المدى البعيد وبالتالي توجيه الضربات المباشرة ضد مراكز العدو الهدف. الى ذلك، تعتبر هذه المجسات الاكثر شيوعا فهي تركب على برج قادر على الاستدارة الكاملة ٣٦٠ درجة لتوفير الرؤية الواضحة للطاقم، غير ان بعض الابراج المركبة قادرة على تغطية الجانب الامامي للطوافة فحسب. غالبا ما تملك هذه الابراج المزودة بمستشعرات محدد مدى ليزريا ومؤشر هدف مثبتا عليها وبذلك يصبح طاقم الطائرة قادرا على التأكد جيدا من موقع الهدف وبالتالي توجيه ضربات موجهة عليه.
بالرغم من ان تكنولوجيا التصوير الحراري أو بالأشعة تحت الحمراء تتميز بالعديد من الفوائد، إلا أنها لا تعمل في الظروف المناخية الماطرة أو الغائمة لذا فإن طوافات الهجوم بدأت تتزود برادارات ميليميترية قادرة على تحديد الأجسام المعدنية الكبيرة بدقة على غرار الدبابات، الشاحنات وقطع المدفعية، على مدى عدة آلاف من الأمتار. يمكن لهذه الرادارات كشف الطوافات والطائرات المحلقة على علو منخفض كما باستطاعتها توجيه الانذارات لأطقم الطوافات من حصول أي هجوم جوي معاد.
الى ذلك، تعد مجموعة الوسائل المساعدة الدفاعية (DAS) من العناصر الأكثر أهمية ضمن مستشعرات الطوافات، فهي قادرة على كشف الاهداف التي يتم تتبعها من قبل رادار العدو، نظم التوجيه الليزري للصواريخ والأعمدة الحرارية الصاعدة من الصواريخ.
تجدر الإشارة الى أن مكونات جديدة أضيفت الى مجموعة DAS الخاصة بالطوافات وهي أجهزة الكشف عن نيران الاسلحة الصغيرة القادرة على إعلام الأطقم بما يجري خصوصا عند تعرضهم لنيران العدو. تؤمن هذه النظم إنذارات حية لأطقم الطوافات لأن الضجة الصادرة عن محركات الطائرات تمنع هذه الأطقم من سماع الهجوم بالأسلحة الصغيرة في حال حصوله حتى لو كان ضمن مسافة صغيرة جدا.
في السوق
تتمتع طوافة Bell AH-1WCobra التابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية بنظام استهداف ليلي (NTS) يدمج ضمنه نظام رؤية أمامي عامل بالأشعة تحت الحمراء (FLIR) الذي بدوره يوفر قدرات تعقب أوتوماتية للهدف مزود بمحور مدى/جهاز مؤشر ليزري ونظام تسجيل فيديوي.
بدورها، طورت شركة Lockheed Martin نظام تسديد الهدف (TSS) نوع AN/AAQ-30 لصالح طوافة AH-1Z فيحل بذلك محل نظام NTS.
يشمل نظام TSS نظام FLIR رباعي حقل الرؤية من الجيل الثالث يرتكز على منظومة باطلاق على مسافات تتراوح بين ٣ الى ٥ ميكرومتر، أجهزة تلفاز ملونة ذات شحنات مزدوجة (CCD)، محدد مدى ليزري Eyesafe من Kollsman مؤشر أو جهاز تعقب ذاتي الحركة متعدد الأهداف.
توفر شركة L-3 Communications Wescam قدرات تجميع البرج. أما شركة Lockheed Martin فقد حصلت على عقد لتزويد أول ١٦ نظام AN/AAQ-30 لسلاح مشاة البحرية الأميركية في شهر آذار/مارس ٢٠٠٨. من جهتها، طورت شركة Longbow International وهي شركة مشتركة بين Lockheed Martin و(Northrop Grumman النظام الراداري Cobra لطوافة AH-1Z المرتكز على نظام الموجة الميليمترية Longbow المستخدم على طوافة AH-64D Apache. يعتبر نظام Cobra رادارا قائما على حاضن يمكن تركيبه على قمة الجناح أو في مركز المخازن. يبلغ مداه ثمانية كلم ضد الاهداف المتحركة وأربعة كلم ضد الاهداف الثابتة.
تجهز طوافة AH-64D Longbow Apache الأكثر مبيعا في الأسواق برادار Longbow الميليمتري الموجات من Northrop Grumman. يضم رادار التحكم بالنيران هذا رادارا مدمجا متداخل الترددات للمواقع المخفية ولتحديد التهديدات المرسلة من الرادار.
تتميز الموجات الميليمترية بقدرتها على تنفيذ المهام في ظل ظروف سيئة الرؤية كما انها أقل حساسية في البيئات المزدحمة البرية. يسمح طول الموجي القصير بعرض الإشعاعات الضيقة جدا التي تعتبر مقاومة للإجراءات المضادة. تستطيع طوافة Longbow Apache القيام بهجوم في غضون ٣٠ ثانية. تبقى قبة الرادار مكشوفة لحين إجراء مسح راداري أحادي ليتم بعدها تغطيتها. توفر هذه الطريقة قدرات تحديد الموقع، السرعة واتجاه سير نحو ما يفوق ٢٥٦ هدفا.
الى ذلك، طورت شركة Lockheed Martin نظام إكتساب الهدف Target Acquisition Designation Sight (TADS or AN/ASQ-170) ومستشعرا خاصا بالرؤية الليلية للطيار PNVSor AN/AAQ-11 لصالح نماذج طوافات AH-64A الأولى وAH-64D. يؤمن نظام TADS المركب على برج نظام رؤىة أمامي عامل بالأشعة تحت الحمراء (FLIR) ثلاثي حقل الرؤية، ذا رؤية من خلال التلفاز وذا بصريات مباشرة الرؤية لتنفيذ مهام البحث، الكشف والتعرف على الهدف بالاضافة الى محدد مدى ليزري Litton / مؤشر.
يرتكز نظام PNVS على نظام FLIR المركب على برج دوار موجود على الأنف في أعلى نظام TADS. تعرض الصورة المأخوذة من نظام PNVS في منظار أحادي العدسة. مركب ضمن نظام التسديد ذي شاشة عرض وخوذة مدمجة (IHADSS) من انتاج Honeywell يستخدمه الطيار أو مساعده / الرامي.
طورت شركة Lockheed Martin نظام رؤية ليلية واستهداف جديد لطوافة Apache مستخدمة مستشعرات عاملة بالأشعة تحت الحمراء طويلة الموجة من الجيل الثاني إلى جانب مدى ودقة معززين. يسمى هذا النظام الجديد بإسم Arrowhead ويجهز بنظام استهداف (FLIR) ثلاثي حقل الرؤية، نظام قيادة (FLIR) ثنائي حقل الرؤية، كاميرا مزودة بشاشة تلفاز، قدرات تكبير الصورة الكترونيا، نظام تعقب الهدف وماسورة تسديد ذاتية.
دخل نظام Arrowhead قيد الانتاج في شهر كانون الاول/ديسمبر العام ٢٠٠٣ وسلمت الوحدة الاولى منه للجيش الأميركي في شهر أيار/مايو ٢٠٠٥ ومع حلول العام ٢٠١١ جهزت ما يقارب ٧٠٤ طوافة Apache بنظام Arrowhead. أبرمت القوات الجوية في الجيش البريطاني عقدا لتزويد طوافات AH Mk1 بنظام Arrowhead وذلك في ايار/مايو ٢٠٠٥. سُلم أول نظامان في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٠٨ وانتهت التسليمات الأخرى المتبقية عام ٢٠١٠.
جهزت طوافة Apache بمجموعة من نظم الحرب الالكترونية تتألف من: جهاز راداري لإستقبال الانذارات AN/APR-39A(V) من Northrop Grumman سابقا Litton وLockheed Martin، نظام راداري لاكتساب الهدف والدعم الالكتروني متداخل الترددات AN/APR-48A من Lockheed Martin، مجموعة اجراءات مضادة عاملة بالأشعة تحت الحمراء AN/ALQ-144 من BAE Systems IEWS Sanders سابقا وهي شركة Lockheed Martin، جهاز استقبال الانذارات الليزرية AN/AVR-2 من Hughes Danbury Optical Systems) Goodrich سابقا ومن ثم (Raytheon، رادار تشويش AN/ALQ-136(V) مطور من قبل شركة ITT وناثرات عصف.
تعطي النظم الدفاعية هذه طاقم طوافة Apache قدرات غير مسبوقة لإدراك الوضع الميداني تجاه تهديدات الصواريخ وتلك الراديوية.
فضلا عن ذلك، جهزت طوافات AH Mk1 البريطانية بمجموعة مساعدات دفاعية مدمجة ضمن الطوافة (HIDAS) من BAE Systems كذلك تم اختيارها من قبل الكويت واليونان. دخلت مجموعة HIDAS، التي تضم جهاز استقبال الإنذارات الرادارية Sky Guardian، الخدمة على طوافات AH Mk1 في شهر تموز/يوليو ٢٠٠٣.
أما طوافة Kamov Ka-52 Alligator الروسية فقد جهزت بقبة رادارية محمولة على سارية تحمل ضمنها رادار ميليمتري الموجات (MMW) نوع Phazotron FH-01 ثنائي الهوائيات للاهداف البرية والجوية على حد سواء.
يتم دعم نظم الاجراءات المضادة من خلال أجهزة تشويش الكترونية نشطة عاملة بالاشعة تحت الحمراء، اجهزة استقبال الانذارات الرادارية (RWR)، نظام كشف ليزري، مستشعرات إنذار عاملة بالأشعة تحت الحمراء للصواريخ اضافة الى ناثرات عصف/شهابات UV-26 في طرف الجناح.
زودت طوافة القتال Mil Mi-28NE Night Hunter الروسية بمجموعة متطوة من نظم الافيونكس المدمجة للكشف الاوتوماتي ونظم تعقب الاهداف خلال مهام القتال.
ثبت نظام التلفاز الحراري الاوتوماتي Ohotnik من انتاج KRET لتوفير المعالجة الفكرية للصور الفيديوية اما اللوحات الرقمية عالية السرعة فقد استخدمت لنقل الاشارات الفيديوية.
جهزت طوافات Mil Mi-28 NE بنظام اشارة وتحديد الهدف مثبت على خوذة لعرض الصور على جهاز الرؤية وتحديد اتجاه الانتشار تلقائيا. يستخدم النظام الكهربصري لمعالجة المعلومات التي تم جمعها من نظام الخوذة كما يستعمل ايضا لمهام المراقبة، الملاحة والتحكم بالنيران. تتضمن هذه الطوافات ايضا نظاما راداريا جويا من نوع KRET ووحدة هوائي ارسال واستقبال لكشف الاجسام الخطيرة والتكوينات الجوية بالاضافة الى نظام ثنائي التحكم، نظام تسديد CV-28M يعمل على ٣٦٠ درجة ونظام ليزري.
من جهتها، تستخدم طوافة الهجوم Tiger بنموذجها HAP من انتاج Airbus سابقا Eurocopter، خلال دور الدعم القتالي، تستخدم مدافع خاصة بالاشتباكات قصيرة المدى، قذائف صاروخية عيار ٦٨ ملم للامدية المتوسطة والبعيدة وصوارريخ Mistral للاشتباك مع التهديدات الجوية. تجهز الطوافة هذه ايضا بمدفع عيار ٣٠ ملم يركب على برج جنبا الى جنب مع اما اربعة صواريخ Mistral و٤٤ قذيفة صاروخية او ٦٨ قذيفة صاروخية، اشارة الى انه يمكن تفعيل سلاح واحد في وقت واحد.
تزود طوافة Tiger HAP بنظام تسديد مركب على السطح Strix من Sagem مع منصة مثبتة جيروسكوبيا، كاميرا عاملة بالاشعة تحت الحمراء، كاميرا ذات شاشة تلفاز مزدوجة الشحن (CCD TV)، محدد مدى ليزري ونظام تسديد بصري مباشر.
أجهزة استشعار مستقبلية
بما أن مستشعرات طوافات الهجوم تعد من أبرز المكونات لبقائها على قيد الحياة خصوصا في مسارح العمليات المعقدة والخطيرة على نحو متزايد، لا يمكن لمستخدميها تجاهل شرائها. وحدها المستشعرات الاكثر فعالية قادرة على ضمان الاستمرارية في ساحة القتال. لذا فإن الاستثمار المتواصل في مجال البحوث يعد امرا لا بد منه للتأكد من استخدام التكنولوجيا الفضلى بغية بيعها للعملاء المتواجدين في الخطوط الامامية للمواجهة.
مصدر