مع رحيل الزعيم الكوبي فيدال كاسترو، تكون الجزائر، قد فقدت أحد أصدقائها المميزين، من الذين صنعت صداقته برؤسائها، الظروف والحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، التي أشعلت الكثير من التحالفات، ومن بينها تحالف الرئيس الكوبي فيدال كاسترو مع أحمد بن بلة بعد استقلال الجزائر، وخاصة مع هواري بومدين ووصولا إلى الشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة.
وبالرغم من البعد الجغرافي لكوبا عن الجزائر، فإن الرئيس الكوبي فيدال كاسترو، زار الجزائر في عهد هواري بومدين خمس مرات كاملة، من بينها تواجده في الجزائر لمدة قاربت الشهر عندما احتضنت الجزائر مؤتمر عدم الانحياز في سنة 1973، إلى درجة أنه انتقل في بعض الأيام من الموعد السياسي الكبير، إلى مطار الدار البيضاء لاستقبال الرؤساء الضيوف، رفقة هواري بومدين وكأنه من أبناء الجزائر، كما زار رفقة بومدين مدينة قسنطينة في سنة 1974 وطاف بشوارعها الرئيسية وتزجه رفقة بومدين إلى مصنع سوناكوم في منطقة عين اسمارة وتفقد أشغال إنجاز ملعب 17 جوان التي كانت على وشك الانتهاء، وبقي الرجل رفقة هواري بومدين على الحلو والمر، إلى غاية وفاته حيث حضر الجنازة المليونية التي أقيمت للرئيس الراحل هواري بومدين، الذي اشتهر بتعاطيه للسيجار الكوبي، رفقة العديد من الوزراء الجزائريين حيث كان يصلهم هدية من الرئيس الكوبي الراحل، وبقيت كوبا صديقة للجزائر في مجالين خاصين وهما الرياضة والصحة، حيث يوجد لحد الآن تعاون في طب العيون وأمراض النساء من خلال تواجد أخصائيين كوبيين في بعض المستشفيات الجنوبية والشرقية.
كما سلّمت الاتحادية الجزائرية للكرة الطائرة مقاليد التدريب للمنتخبين الرجالي والنسائي في عدة مناسبات للخبراء الكوبيين الذين اشتهر رياضيوهم في الملاكمة والكرة الطائرة وأيضا في ألعاب القوى مع نجمهم الأسطوري خوانتورينا، وكان الوفد الكوبي هو الأقوى في آخر مهرجان للطلبة والشباب الذي نظمته الجزائر العاصمة في صيف 2001 حيث أرسل الكوبيون، أكثر من خمس مئة شاب وشابة، مكثوا في الجزائر العاصمة قرابة الثلاثة أسابيع، كما ردّ وفد من الكشافة الجزائرية الزيارة وتواصلت العلاقة على نفس قوتها وتميزها إلى أن فاجأ فيدال كاسترو كل العالم خلال احتفاله بعيد ميلاده التسعين، وهو يرتدي البدلة الرياضية الجزائرية، التي ارتداها رفقاء سفيان فيغولي في مونديال البرازيل الأخير.
رابط