هل تنهي وفاة كاسترو المعاناة الاقتصادية للكوبيين؟
يرى «بنيامين باول» أستاذ الاقتصاد ومدير معهد «السوق الحرة» الأمريكي إن السياسات الاقتصادية الاشتراكية للزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو تمخض عنها اقتصاد «ميت» لمواطني بلاده.
ويقول باول في مقال لموقع «إنسايد سورسيز» الأمريكي أن مستقبل مواطني كوبا سيغدو أكثر إشراقا إذا دُفِنت سياسات كاسترو الاشتراكية في القبر معه.
ويوضح أنه على الرغم من عبارات الإشادة والمديح التي أعقبت وفاة كاسترو، فإن سياساته كانت مصدرًا لانتشار الفقر في عموم كوبا.
ويسلط الباحث الضوء على سجل الانتهاكات المرتكبة من قبل كاسترو، مستشهدًا بوثائق تشير إلى أن عصر كاسترو شهد مقتل 5600 شخصا رميا بالرصاص، فضلا عن مقتل 1200 آخرين في عمليات اغتيال، فيما يقدر المؤرخ «آر.جيه. روميل» بأن حصيلة القتلى على يد حكومة كاسترو تتراوح ما بين 35 إلى 141 ألف شخص.
وينوه باول بأن اليساريين دائما ما كانوا يختلقون الأعذار لوحشية الحكومات الاشتراكية بالادعاء أن «الغاية تبرر الوسيلة»، مستشهدا بتبريرات أحد المدافعين عن الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين والتي قالها للروائي البريطاني جورج أورويل:«لا يمكنك إعداد الأومليت دون أن تكسر بضعة بيضات»، ليجيبه أورويل قائلا: «أين الأومليت»؟
ويوضح باول أن كاسترو كان أمامه أكثر من نصف قرن من الزمن لخلق حالة ازدهار اقتصادي في البلاد، لكن الإشكالية هي تحقيق ذلك لايمكن من خلال الاشتراكية.
ويوضح الباحث الاقتصادي أن الاشتراكية تتطلب أن تمتلك الحكومة جميع المدخلات الرئيسية للإنتاج من أراض ورأس مال وعمالة، فضلا عن أنها تضع خطة إنتاج وتوزيع في مختلف قطاعات الاقتصاد.
وينوه عن أن المخططين الاشتراكيين لايمكنهم معرفة أي الأكثر طلبًا من قبل المستخدمين والسبيل الاقتصادي الأكثر فعالية لإنتاج تلك السلع، نظرا لعدم معرفتهم بالأسعار التي يمكن الاستناد إليها في حسابات الربح والخسارة داخل الأسواق الاقتصادية.
ويوضح أن التخطيط ينطوي على قدر كبير من مركزية السلطة، ناهيك عن أن جميع من يحظون بمناصب في السلطة يفتقرون إلى أي دافع للتخطيط الكفء حتى لو كانوا على دراية بتفاصيله.
ويرى أن الحرية السياسية الجادة تصبح وهمًا عندما يتحكم من هم في سدة السلطة في سبل العيش الاقتصادي لمواطنيهم، وحتى الحُكام دائما ما يخططون من أجل مصالحهم الخاصة بدلا من مصالح مواطنيهم.
ويشير إلى أن الكثير من الدول الاشتراكية السابقة تحولت إلى نظام «الرأسمالية التدخلية» بنهاية القرن العشرين، لكن 3 دول ظلت على نظامها القديم وهي كوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية، وجميع تلك النماذج يمكن وصفها بـ «الكوارث» لأن جميع الشعوب الاشتراكية تعاني من هذه الإشكاليات الخطيرة في الدوافع والمعلومات.
ويقول باول: «ينبغي أن يكون فشل الاشتراكية الكوبية ظاهرًا لأي شخص على استعداد للاعتراف به، فالفقر ينتشر في أرجاء كوبا ووسائل المواصلات ضعيفة وهناك نقص في الجودة والكمية للسلع الاستهلاكية الأساسية فضلًا عن تداعي البنية التحتية للبلاد وفشل نظام الرعاية الصحية».
وفي النقطة الأخيرة تحديدًا، يؤكد باول أن هناك اختلاف بين الرعاية الصحية التي تتلقاها النخبة والتي يتلقاها أغلب الكوبيين.
فالأولى هي التي تشيد بها الدول الأخرى دائمًا وتكون مخصصة لأفراد الجيش وأعضاء الحزب الشيوعي وآخرين، بينما تقل جودة الرعاية الصحية لأغلب الكوبيين حيث يضطرون لتزويد المستشفيات بملاءات الأسرة والصابون والطعام والمناشف.
ويشير الباحث إلى أن كاسترو تمسك عقائديا بسياسات اشتراكية فاشلة، في حين قامت دول اشتراكية أخرى مثل الصين، التي يسيطر على مقاليد السياسة داخلها الحزب الاشتراكي، بعمل إصلاحات كبيرة تجاه الأسواق وبعيدا عن التخطيط في النظم الاقتصادية الاشتراكية، الأمر الذي حال دون أن يصل قرابة مليار من سكانها إلى حالة «الفقر المدقع»، مثل تلك الموجودة بكوبا.
http://ida2at.com/does-death-of-castro-end-the-economic-suffering-of-cubans/