أطلقت قوات جزائرية ومالية حملة قصف مدفعي وجوي، هي الأعنف ضد مواقع محددة في منطقة أدغاغ أفوغارس. ويؤكد حجم القوة الجوية والصاروخية المستعملة في القصف بدء العملية العسكرية الكبرى في شمال مالي.
سلم إرهابي ينتمي لجماعة إمارة الصحراء في تنظيم قاعدة المغرب نفسه لقوات الأمن الجزائرية، عند الحدود مع شمال مالي، ويتعلق الأمر بالمدعو ''ب. عبد القادر''. هذا الإرهابي البالغ من العمر 40 سنة يعد من قدامى المنتمين للجماعة الإسلامية المسلحة وينحدر من مدينة المنيعة بولاية غرداية. وحمل عبد القادر السلاح تحت زعامة 5 أمراء إرهابيين منهم بلمختار وأبو طلحة الجنوبي في الأغواط، وأخيرا عبد الحميد أبو زيد. وكانت أنباء سابقة قد تحدثت عن تسليم عبد القادر نفسه للجيش المالي عند الحدود مع موريتانيا، ثم جرى نفيها من طرف مصادر جزائرية.
وقال شهود عيان قدموا بداية الأسبوع الجاري من بلدة تغاربة شمالي مالي إن مروحيات وطائرات حربية شوهدت تحلق في منطقة مرتفعات أدغاغ أفوغارس، وسمع سكان محليون في هذه البلدة الحدودية دوي انفجارات. وكشف مصدر أمني أن القصف جوي تم في عدة مناطق شمالي مالي، بعد ورود أنباء عن تواجد جماعة إرهابية مجهولة العدد في أدغاغ أفوغارس.
ورفض مصدرنا تأكيد أو نفي معلومات تحدثت عن مشاركة طائرات حربية جزائرية في موجة القصف التي يرجح أنها بدأت قبل نحو 4 أيام. كما قال نفس المصدر بأن تحديد حجم الخسائر في صفوف الإرهابيين هو مسؤولية الجانب المالي. وكانت عدة مؤشرات ميدانية سابقة توحي بأن ساعة الصفر لإطلاق العمليات العسكرية الكبرى ضد فلول القاعدة في الساحل قد بدأت فعلا، منها التزام المتمردين التوارف في شمال مالي لمواقع تم تحديدها سلفا في منطقة كيدال، لتحاشي أية خسائر في صفوفهم، واقتراب جماعة بلمختار من الحدود الجزائرية بعد أن أعلن عزمه تسليم نفسه للقوات الجزائرية، بالإضافة لتنقل طيارين جزائريين للناحية العسكرية السادسة في تمنراست مباشرة بعد عيد الفطر.
وقال مصدر أمني رفيع لـ''الخبر'' إن الحديث الإعلامي حول العملية العسكرية الكبرى في معاقل القاعدة في الساحل أخذ أكثـر من حجمه الحقيقي ''فكل الخبراء العسكريين يعلمون بأن تنفيذ عمليات عسكرية كبرى في صحراء شاسعة ضد عدو مجهول ومتخف لا يمكن أن يحدث، لكن ما يجري حاليا هو ما يمكن أن نسميه عمليات مطاردة ومراقبة وتعقب تشارك فيها قوات برية وجوية تنفذ غارات متلاحقة ومتواصلة على مدى عدة أشهر، ضد مواقع يشتبه أن تحتوي على مخازن ذخيرة أو مخابئ تحت الأرض، وكذا السيطرة على طرق تموين الجماعات الإرهابية. وستتبع هذه العملية أيضا بمرحلة حرمان الإرهابيين من الاستقرار من خلال مساعدة السكان المحليين في تعقبهم ورصدهم.
وفي هذا الصدد ضبط الأمن في الصحراء بالتعاون مع البدو الرحل ضمن برنامج طويل الأمد يهدف لتنمية المناطق الحدودية والصحراوية في شمال مالي والنيجر، وقد ساهمت الجزائر ماديا في هذا البرنامج.
المصدر : http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=175355&idc=67