ست قيادات استراتيجية عملياتية ستنشأ في روسيا قبل نهاية السنة الجارية
نشرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" يوم 30 سبتمبر/ايلول مقالة تحت هذا العنوان جاء فيها :
ان عملية تحديث الجيش الروسي تسير نحو نهايتها المنطقية. وسيقدم وزير الدفاع في شهر ديسمبر/كانون الاول تقريرا للقائد الاعلى للقوات المسلحة حول اعادة الهيكلة الملاكية والتنظيمية للقوات واستعدادها لتنفيذ المهام القتالية في هذا القوام.
ساعدت التغيرات الواسعة النطاق التي جرت في القوات المسلحة الروسية في تشكيل قبضات ضاربة على امتداد الحدود الروسية ابتداءً من شبه جزيرة كامتشاتكا شرقا وانتهاءا بمقاطعة كالينينغراد غربا. وتلعب ألوية الاستعداد الدائم وفرق الانزال الجوي دورا رئيسيا في ذلك. وحلت 85 وحدة للاسلحة المشتركة والصاروخية والمدفعية الى جانب ألوية الاقتحام والاتصال والحرب الالكترونية والهندسة في القوات البرية محل تشكيلات الضربة الاولى الستة. ويقول الجنرال فلاديمير بولديريف انه يتم الآن تشكيل لواء جديد للاستطلاع. وسيظهر بعد فترة لواء كهذا في كل منطقة عسكرية. وقد تم استكمال اطقم الالوية بالجنود والعتاد الحربي والذخائر والمحروقات. اما وحدات الاقتحام والانزال التي تعد احتياطا متحركا لقادة المناطق العسكرية فسيتم دعمها بأفواج المروحيات، علما ان كل وحدة تدعم بفوج واحد للمروحيات القتالية ومروحيات النقل . كما من المقرر اخضاع الطيران العملياتي كله للقوات البرية. منطق هذا القرار جلي للعيان، علما ان رجال المروحيات كانوا دوما يعملون لصالح وحدات المشاة والدبابات. لكن قادة تلك الوحدات كان عليهم سابقا ان يتصلوا بقيادة القوات الجوية لتلقي دعم من المروحيات القتالية. اما الان فان التعاون بين الارض والسماء سيصبح أمرا في غاية البساطة. والامر كذلك في حالة نقل وحدات مشاة الانزال من موقع الى آخر. واذا توفرت في ملاك لواء 60 مروحية تحول من وحدة متحركة رمزيا الي لواء محمول جوا حقيقيا.
والجدير بالذكر ان 3 مناطق عسكرية فقط تتوفر في ملاكها الآن الوية كهذه. لكن الاشهر القريبة القادمة ستشهد تشكيل 3 ألوية اخرى محمولة جوا ومستكملة الملاك.
قد طرحت مهمة كالتالي: على كل منطقة عسكرية ان تتحول الى تشكيل قتالي مستقل تماما تتوفر فيه وحدات المشاة والطيران والاستطلاع والصواريخ. وتقوم كتائب الاستطلاع الخاضعة للالوية بجمع المعلومات الاستطلاعية لصالح وحدات الاستعداد الدائم. اما وحدات الاستطلاع الخاضعة للمناطق العسكرية فتقوم بجمع المعلومات لصالح هيئات الاركان العليا. وتحل الآليات المتقدمة تقنيا - بما فيها طائرات دون طيار- محل الوحدات التي تجمع المعلومات الاستطلاعية في مؤخرة العدو، علما ان تلك الآليات بوسعها رصد ما يحدث على بعد 25-100 كيلومتر عن الحد الامامي.
ويأمل الجنرال بولديريف بان تزداد تلك المسافة بمرور الوقت حتى 500 كيلومتر. اما الطائرات دون طيار البعيدة المدى التابعة للقوات الجوية فهي التي ستؤمن حاليا لقائد المنطقة العسكرية رؤية الافق.
يضم حاليا ملاك المنطقة العسكرية لواء الصواريخ المزود بالمجمع الصاروخي"توتشكا". ومن المقرر استبدال "توتشكا" بالمجمع الصاروخي العملياتي التكتيكي الجديد "اسكندر – م" الذي يبلغ مداه 500 كيلومتر. ويتألف لواء الصواريخ الجديد من بضعة كتائب يضم كل منها 4 منصات لاطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة.
هذا واثبتت المناورات "الغرب – 2009" و"لادوغا-2009" التي اجريت في اواخر الاسبوع الماضي ومطلع الاسبوع الحالي الفاعلية القتالية للالوية الجديدة.
أما الحلقة الاخيرة في سلسلة القيادة فلم يتم استكمالها بعد. ومن المقرر ان يتوجها قرار رئيس روسيا بتشكيل قيادات استراتيجية عملياتية على قاعدة المناطق العسكرية. وذلك بغية تمكين قائد المنطقة العسكرية من التصرف بكل ما يرابط في منطقته من القوات والصنوف والاسلحة في حال نشوء خطر حربي او إجراء مناورات واسعة النطاق. وعلى سبيل المثال فان القيادة الاستراتيجية العملياتية الشمالية الغربية تشرف على منطقة واسعة ممتدة من بحر بارينس شمالا حتى الحدود مع بيلوروسيا غربا. وترابط هناك قوات منطقة لينينغراد العسكرية وتشكيلات الاسطول الشمالي وجيش القوات الجوية والدفاع الجوي وقوات الامن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية. وتخضع كل منها حاليا لقائد خاص بها. اما بعد صدور مرسوم الرئيس فسيتم اخضاعها عملياتيا لقائد منطقة لينينغراد العسكرية. ويعني ذلك ان قائد المنطقة العسكرية سيخطط لاستخدامها ويصدر اوامر لقادتها في حال نشوء حالة قاهرة او تعبئة عامة او إجراء مناورات كبرى. زد على ذلك فان التدريب القتالي والحراسة للقوات المذكورة اعلاه سيخضعان للقيادة الموحدة. ربما يعتبراستخدام القوات النووية الاستراتيجية استثناءا وحيدا من هذه القاعدة. اذ ان نقل قيادتها من موسكو الى الاقاليم هو امر لا يخطط له.
وتقول مصادر في وزارة الدفاع الروسية ان مشروع المرسوم الرئاسي حول الاصلاحات في قيادة القوات قد تم اعداده. ويرجح ان يتم توقيعه في نهاية السنة الجارية