تزحف كتيبة من الجنود على الرمال في الصحراء ببنادق هجومية في تدريب روتيني لكنهم ليسوا جنودا عاديين بل عربا اختاروا القتال دفاعا عن الدولة العبرية.
ورغم قدوم أغلب أفراد الجيش الإسرائيلي من اليهود وارتباط كل صراعاتهم تقريبا بدول عربية إلا أن عددا قليلا من عرب إسرائيل اختاروا التطوع في الجيش الإسرائيلي.
أغلب المتطوعين من البدو سكان جنوب إسرائيل. لكن بعضهم من عرب إسرائيل وهم أبناء فلسطينيين بقوا في مناطقهم خلال حرب عام 1948 حين فر مئات الآلاف من إخوانهم أو أجبروا على ترك منازلهم أمام القوات الإسرائيلية الزاحفة.
وتساءل السارجنت يوسف سالوطة البالغ من العمر 20 عاما وهو عربي من شمال إسرائيل يخدم في كتيبة الاستطلاع الصحراوية "لماذا قررت الانضمام؟"
ويجيب على نفسه قائلا "لأنني من هذا البلد وأحب هذا البلد وأود المساهمة. ينبغي على الكل الانضمام. أي شخص يعيش هنا ينبغي عليه الانضمام."
ويجند الجيش شبانا يهودا من الرجال والنساء دون العرب. ولا يعلن الجيش عددا دقيقا للمتطوعين العرب لكن مسؤولين يقولون إنه يوجد بضع مئات بين أفراد الجيش النظامي البالغ عددهم 175 ألف عسكري.
ويضع سالوطة على رقبته قلادة نجمة داود الفضية ويتحدث مع زملائه بالعبرية.
وفي وقت توسع فيه إسرائيل مستوطناتها في الضفة الغربية ويخشى الفلسطينيون من أنهم ربما لا يقيمون أبدا دولتهم المنشودة يرى البعض من عرب إسرائيل الانضمام للجيش خيانة.
وقال أحمد الطيبي عضو البرلمان الإسرائيلي من عرب إسرائيل إن هذه الظاهرة مرفوضة تماما.
وتساءل عما يمكن أن يدور في خلد شخص يخدم ضد شعبه. وقال إنهم يسعون لتعليم الناس أن هذه ليست الطريقة.
.
ويقول المتطوعون إن أسرهم يؤيدونهم وإنهم مستعدون لمواجهة الانتقادات.
وقال سالوطة "لا أعبأ بهم. إنني أحتاج أن أكون جزءا من البلد مثل أي شخص آخر."
وقال الكولونيل وجدي سرحان رئيس وحدة الأقليات في الجيش الإسرائيلي إن بعض عرب إسرائيل يرون الخدمة في الجيش وسيلة لتحسين فرصهم في الحياة.
وقال "قد تكون الأمور أكثر سهولة عندما تحمل بطاقة جندي احتياطي أو جندي إسرائيلي في الخدمة."
وتابع "كونك جنديا في الجيش شهادة هوية إسرائيلية يمكن أن تسهم في الاندماج."
وقال إن بعض المجندين يواجهون تهديدات ومضايقات من غيرهم من عرب إسرائيل. وفي بعض الحالات يُسمح لهم بالمجيء إلى وحداتهم أو مغادرتها بملابس مدنية.
وعندما يتعلق الأمر بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الممتد منذ عقود ينبغي عليهم قطعا إذا استلزم الأمر مشاركتهم في القتال القيام بذلك.
وقال سرحان "أفترض أن أي شخص قرر أن يكون جنديا مقاتلا في وحدة مثل هذه قد أخذ ذلك في الاعتبار قبل انضمامه."
http://ara.reuters.com/article/topNews/idARAKBN13V212?pageNumber=1&virtualBrandChannel=0