حققت الهند قفزات تطويرية مهمة في قواتها المسلحة في العقد الماضي، ومن بينها تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات عام 2012 وامتلاك غواصة قادرة على إطلاق صواريخ باليستية نووية عام 2016.
وحققت الهند أيضا تطورا ملحوظا في مجال صناعة السفن الحربية والمدمرات منذ العام 2006 وامتلاك حاملة طائرات عام 2013، ومع ذلك مازالت تعاني من عدد من المشكلات البنيوية والمنهجية التي تعرقل تحديث القوات المسلحة الهندية وإصلاحها، الأمر الذي قد يجعل من مواجهة الجيش الصيني ربما صعبة.
وأبرز هذه المشكلات الميزانية والعوائق البيروقراطية، فالميزانية العسكرية الهندية وإن كانت تزداد عاما بعد عام خصوصا في الأعوام الأخيرة حتى بلغت 50 مليار دولار للعام 2017.
غير أن نسبة كبيرة من هذه الميزانية تصب في بند الرواتب والمعاشات التقاعدية، وتقدر بنحو 36 في المئة من إجمالي الميزانية.
وبحسب مصادر عسكرية هندية، فإن تم اقتطاع نحو 30 في المئة من مخصصات المعدات البحرية و6 في المئة من مخصصات سلاح الجو من أجل الرواتب والمعاشات.
كما يستشري الفساد في هذا المجال، خصوصا في قطاع المشتريات والصفقات، ومثال على ذلك، لم يتم إنفاق نحو 5 مليارات دولار بين عامي 2002 و2012 بسبب تأجيل وتحقيقيات وغير ذلك.
كذلك كشفت بلومبيرغ عن عدم إنجاز 13 من أصل 25 عقدا عسكريا محليا تم التوقيع عليها منذ العام 2008، حتى الآن، وذلك لعدم امتلاك الشركات المحلية للقدرة الإنتاجية أو الفنية لإنجاز هذه الصفقات.
الانعكاسات على جاهزية الجيش
تنعكس كل المشكلات أعلاه وغيرها من المشكلات على مدى جاهزية القوات المسلحة الهندية ومستقبلها الذي يفترض أن يكون مشرقا.
فمثلا يحتاج الجيش الهندي لنحو 42 سرب من الطائرات الحربية، يتألف كل سرب من 18 طائرة مقاتلة، لكن لا يتوافر حاليا إلا 33 سربا، ومن المتوقع أن يتراجع إلى 22 سربا بحلول عام 2032.
ويعود التراجع إلى سبيين رئيسيين الأول هو العمر الافتراضي لأسطول الطائرات الحربية، والذي يضم أعدادا كبيرة من طائرات ميغ 21 وميغ 27، نظرا لتقادم هذا النوع من الطائرات.
والثاني ينبع من عملية الشراء البيروقراطية الصعبة والمعقدة لاستبدال الطائرات المتقادمة، فعلى سبيل المثال طرحت عطاء لشراء 126 طائرة متعددة المهام بحلول 2016، غير أن الهند لم تتقدم فعليا إلا للحصول على 36 طائرة رافال الفرنسية.
وتمتد هذه المشكلة إلى مجال قطع الغيار، فالطائرة سوخوي 30 تعاني من تدني معدلات الصيانة نظرا لعدم توافر قطع الغيار، ولم يتمكن سلاح الجو الهندي إلا مؤخرا من رفع مستوى جاهزية هذه الطائرات من 46 في المئة إلى 63 في المئة.
كذلك تعاني الهند من نقص في الذخائر، وأفاد تقرير عسكري صدر في مايو 2015 بأن الذخائر لنحو 126 سلاحا مختلفا في القوات المسلحة الهندية لا تكفي إلا إلى 20 يوما من القتال فقط.
أبرز التحديثات
تمكنت الهند من إحراز تقدم كبير في مجال تطوير الصواريخ، حيث أجرت بنجاح تجربة إطلاق الصاروخ "آغني 5" الباليستي العابر للقارات، الذي يزيد مداه على 5 آلاف كيلومتر، في العام 2012.
وسبق ذلك تطوير صواريخ آغني 4 (3500 كيلومتر) وآغني 3 (3000 كيلومتر).
وفي أغسطس 2016، دخلت في الخدمة أول غواصة قادرة على إطلاق صواريخ نووية باليستية، هي الغواصة "آريهانت"، وسبق لها تطوير مدمرات من فئة "كلكتا" التي دخلت الخدمة في العام 2006.
وفي العام 2013، طورت حاملة طائرات أطلقت عليها اسم "فيكرانت" ومن المتوقع دخولها الخدمة في العام 2018، وتعمل الهند أيضا على تطوير طائرات مقاتلة محلية، لكن أيا منها لم تدخل الخدمة حتى الآن.
http://www.skynewsarabia.com/web/article/919163/إنفوغرافيك-مشكلات-تحديث-القوات-المسلحة-الهندية