الزمان: الحرب العالمية الثانية
المكان: ارض الاتحاد السوفيتي
الاطراف المتصارعة: السوفيت دفاعا عن بلادهم في وجه الالمان
بطلة الرواية: بافيل بافيلتشينكو



مقدمة:
في غمار الحرب العالمية الثانية وملايين القتلي والجرحي من سكان ارض الاتحاد السوفيتي هجر الرجال قراهم وبيوتهم واسرهم وانطلقوا لنيل شرف الدفاع عن وطنهم من الغزو الالماني لضمان حياة حرة كريمة لاسرهم ولاجيال القادمة الا ان هذا الشرف لم يتوقف عند الرجال فقط بل شاركهم فيه النساء حيث هجرن بيوت الازياء ولبس الناعم والجميل لارتداء بزلات الجيش وخوض صعاب واهوال الحرب وتزوق طعم المعاناه وتلمس خشونة الحرب علي اجسادهن وعقولهن وقلوبهن ومن وسط هؤلا سطع نجم بطلتنا وموضوع حكايتنا.
وُلدت بافيل بافيلتشينكو عام 1916 في في بلدة صغيرة في أوكرانيا، وقد كانت توصف بالفتاة المسترجلة لجموحها في الفصول الدراسية كما اشار الي ذلك سميثسونيان. انتقلت عائلة بافيلتشينكو وهي 14 عامًا إلى كييف، حيث كانت تعمل في طحن المعادن في مصنع للذخيرة. مثل الكثير من الشباب في الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، شارك لودميلا في اوسوافياخم، وهي منظمة شبه عسكرية الرياضية التي تدرس الشباب مهارات الأسلحة والآداب، حيث برذة وتفوقت فيها وقد نالت فيها شهادة الرماية وشارة التهديف.
في الثاني والعشرين عام 1941 ساءت العلاقات بين هتلر وجوزيف ستالين، لتقتحم القوات الألمانية الاتحاد السوفييتي.
وعندما تفاخر ابن الجيران امامها ببطولاته في القنص قالت :(لقد اخزت حينها علي عاتقي تبيان ان الفتاة بامكانها ان تفعل مثله ان نالت الكثير من التدريب).
وبناء عليه حاولت بافيل الالتحاق بصفوف الجيش السوفييتي. لكن تم رفض طلبي كوني أنثى. قالت عن هذا :( كنت ابدو كعارضات الأزياء، بمظهري الجميل والطلاء الذي يزين أظافري، والملابس الأنيقة، وقد استهان بي الضابط الذي كنت اتحدث إليه ضاحكا بخصوص انضمامي إلى الجيش، وسالني ان كنت اعرف شئ عن البنادق السوفيتية.
وحتي بعد ان قدمت لهم حتي بعد ان قدمت لهم شهادة الرماية وشارة التهديف ، رغم ذلك طلب منها المسئولون العمل كممرضة. بعد مساعي مضنية لبافيل وضعهاالجيش في اختبار حيث طلب منها أن تصوّب بندقيتها اتجاه جنديين رومانيين متعاونين مع الجيش الألماني، وبالفعل استطاعت اصابتهما بكل سهولة بموجبه تم الحاقها بوحدة القناصة 25 شباييف بالجيش.
ارسلت بافيل إلى خطوط المعركة في اليونان ومولدوفا، وفي وقت قصير سطع نجمها كأكثر القناصة المخيفين للاعداء، فخلال 75 يوما الاولي لها في الحرب تمكنت من قنص 187 الماني. وبعد ما حققته تم نقلها الي سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم لتشارك بخباب معاركها هناك، وقد انعكس تفوقها وسمعتها العالية في اسناد الكثير من المهام الخطيرة لها والتي كانت في اغلبها تنحصر في اصطياد قناصة العدو حيث نجت في قنص 36 قناصا المانيا خلال مسيرتها في الحرب العالمية الثانية ، كثرت مهامها وتعرضها للخطر ترتب عليها اصابات كثيرة المت بها وهذه الشهرة المتنامية دفعت بالرعب الي قلوب الامان منها قالت:(كنت اسمعهم في مكبرات الصوت يطلبون مني الانضمام اليهم لانعم بالحلوي والسكن المريح).
وقد استغل السوفيت شهرتها وجماله وسيرتها البطولية في الدعاية لرفع الروح المعنوية للجنود.
وبعندما دعيت لمقابلت الرئيس الامريكي والسيدة الاولي بالبيت الابيض ، حيث اجري معها لقاء صحفي تم بشكل جعلها غير مرتاحة للتمييز الجنسي ضدها، حيث عبرت عن فخرها بحربها ووسامها وتقلدها وسام لينين الذي منح لها عن انجازاتها ويجدر الاشارة الي انها واحدة من حوالي 2000 قناصة من النساء قد خدمن بالجيش السوفيتي ابان الحرب

وبعد نهاية الحرب عادت بافيلتشينكو لنيل درجة الماجستير من جامعة كييف، وقد تم تصوير قصتها في فلم سنمائي



















المصدر1

المصدر2

القناصة يستعملون أيضا كقوات خاصة و يمكن إرسالهم وراء خطوط الأعداء

mi-17 كتب:

لم افهم هذه النقطه ؟

كيف وصلت قناصه سوفياتيه الى اليونان ومن ثم ذهبت الى القرم ؟

اعتقد ان السياق الزمني يجب ان يكون معاكس : القرم اولا ثم اليونان !

ممكن توضيح 

طبعا تقييم للجهد والموضوع الشيق 

mi-17 كتب:

لم افهم هذه النقطه ؟

كيف وصلت قناصه سوفياتيه الى اليونان ومن ثم ذهبت الى القرم ؟

اعتقد ان السياق الزمني يجب ان يكون معاكس : القرم اولا ثم اليونان !

ممكن توضيح 

طبعا تقييم للجهد والموضوع الشيق 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشكرك أخي الفاضل علي مرورك وتقييمك

هذه احدي المشكلات التي واجهتني اثناء بحثي عنها فكل ما يذكر عنها مكرر ومقتضب والمعلومات متضاربة قليلا حتي في عدد قتلاها فهل تصدق ان ببعض المراجع ذكروا انها قنصت اكثر من 600 وباخري ازيد من200 واقل من 300 لذلك لتحديد العدد المعتمد لجاءة للاكثر تكرارا واقرب لمنطقية رغم ان به قلقل من الغير منطقية

187 في 75 يوما فقط؟ اي بمعدل 2-4 في اليوم وهذا يلزم العمل دون راحة وخبرة ومهارة عالية وقوة تحمل عالية جدا

وهذا دفعني لذكر نقطة انها تواجدت باليونان ومن ثم الي القرم وهي نقطة اغلب المراجع هربت من ذكرها حتي الموقع الروسي هرب من ذكرها او الاشارة لها في البدء اعتقدته ان الامر خطأ نسبة لنقل الترجمة من الروسية الي الانجليزية ومن ثم الي اللغات الاخري مما يدل علي حدوث شبهة خطأ في الترجمة والنقل وبما اني اجيد اللغتين اصبحت هذه الفرضية غير صحيحة فالامر كما هو موجود

وبما ان جميع المراجع اكدت الفترة الزمنية للعدد المقنوص بغض النظر عن عددهم والاختلاف عليها الا انها تطابقة في انها 75 يوم تم قتل عدد كبير وبمطابقت التواريخ توجد فترة زمنية لا باس بها مفقودة فان فرضنها للتدريب واكثاب المهارة اللازمة نضع فرضية انه تمت عمليات سوفيتية في اليونان اسقطها التاريخ خاصة وان الوصول لجزيرة القرم بحرا يجبرك في حالة امدادات قادمة من جهة الابيض المتوسط الي بحر ايجة ومن ثم الدانديل الي القرم ولا نستبعد انه تمت عمليات لتامين هذا الخط بالتالي تامين خط الامداد الامريكي.

عليه يصبح ماتم في اليونان قد يكون عمليات محدودة كعمليات القوات الخاصة حسب ما ذكر الاخ momov هدفها تامين خط بحري حيوي ففي تفصيل عن وحدتها بالمواقع الروسية يتضح انها ذات علاقة بالقوات البحرية في امر شبيه بمشاة البحرية بشكل بدائي قليلا

ايضا معركة القرم المقصودة هل هي احتنلالها ام تحريرها؟

وبهذا الترتيب وبحسب التاريخ تصبح معركة تحريرها بعد دحر الالمان من (ستالينغراد) اندفعت الجيوش السوفيتية علي طول اوكرانيا في خط طويل حتي برلين

اتمني ان اكون قد اوصلت كامل المعلومة بشكل واضح اخي الكريم

والله اعلم

momov كتب:

القناصة يستعملون أيضا كقوات خاصة و يمكن إرسالهم وراء خطوط الأعداء

تحياتي وشكري علي مرورك اخي الكريم

نعم صحيح تفسيرك لهذه النقطة وستجد في ردي السابق تفصيل لهذه النقطة

mi-17 كتب:

معليش 

ممكن اتفق معاك لو كانت وصلت الى مولدوفا 

لكن ان تصل الى اليونان البعيده جدا عن الجبهه السوفياتيه - الالمانيه شئ يبدو مستبعدا على الاقل حسب النسق التاريخي الذي اوردته المقاله 

نقطه اخرى : كيف يتم ارسال مجنده حديثه التدريب للقتال خلف خطوط العدو ثم عندما يبرز نجمها يتم ارجاعها الى ارض الوطن , الا يبدو هذا السياق مخالفا للمنطق 

اي بكلمه اخرى فان السياق المنطقي يقول بان المجند الحديث يخدم على ارض الوطن حتى يكتسب المهارات ثم يتم ارساله في عمليات خاصه خلف خطوط العدو 

نقطه ثالثه : انا ارى ان اسم بافيل يبدو اسما لرجل وليس لأمرأه 

وقد جذبني الامر للبحث عن اسم العائله لعلني اصل الى شئ 

ووجدت بالفعل امرأه تدعى لودميلا بافيلتشينكو , واتضح انها نفس الامرأه واسمها بالانكليزي  Lyudmila Pavlichenko وبالروسي Павличенко, Людмила Михайловна وللصدفه اتضح انها نفس الامرأه المذكوره في المقاله !!

وبالبحث في خدمتها الوارده على موقع ويكيبديا الانكليزيه " مدعمه ب 17 مصدر " يبدو انها خدمت في الاماكن التاليه :

- اول عمليه قنص قامت بها قرب مدينه Belyayevka الاوكرانيه وقتلت بها جنديين معاديين 

- خدمت هذه القناصه قرب اوديسا لمده شهرين ونصف وقتلت فيها 187 جندي معادي 

وبعد ان استولى الجيش الروماني على اوديسا تم نقلها للخدمه في القرم 

- خدمت في سيفاستبول في شبه جزيره القرم لمده ثمان اشهر 

- في مايو 1942 تم تكريمها من قبل القياده الجنوبيه السوفييتيه لانها قنصت 257 جنديا معاديا " كانت حصيلتها الكليه 309 جنود معادين بضمنهم 36 قناص معادي "

- في يونيو 1942 جرحت لودميلا بقذيفه مورتر وانتهت قصتها في الحرب على مايبدو !

- بعد منتصف 1942 لم يسجل لها اي حضور قتالي في جبهات القتال بل بدأت تعمل كواجهه اعلاميه للجيش الاحمر السوفياتي 

- في 21 نوفمبر 1942 سافرت الى بريطانيا لجمع التبرعات لشراء اجهزه اشعه للجيش الاحمر 

- زارت كندا والولايات المتحده وحظيت باستقبال الرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت وزوجته اليانور روزفلت لتكون بذلك اول سوفياتيه يتم استقبالها في البيت الابيض وزارت مدن اخرى كنيويورك وشيكاغو لجمع التبرعات 

- عملت كمدربه للقناصين حتى نهايه الحرب وكرمت عام 1943  بمرتبه بطل الاتحاد السوفييتي ووصلت الى رتبه ميجوركما وضعت صورتها على طابع بريدي سوفييتي 

https://en.wikipedia.org/wiki/Lyudmila_Pavlichenko

تحياتي 

اتفق معك اخي في كل ما ذهبت اليه انما هذا لم يجيب علي ذهابها الي اليونان وهذا امر مذكور في بعض المراجع الروسية

ما يخص الاسم تتم التمسة للرجل باضافة المقطع فيتش لنهاية اسم الاب والمقطع وفناْء لنهاية اسم الاب ان كانت انثي مثلا رجل اسمه ميخائيل ولديه اكسانا والكساندر فيقال للولد الكساندر ميخائيلوفيتش ويقال للبنت اكسانا ميخائيلوفنا

بالتالي اسم عائلتها ينتهي بشينكو وهو شئ يثير الاستغراب حقيقي  الا انه اسم العائلة فهي تنتهي بالمقطع كو للخخول وهم شعب اوكرانيا في حين درج السلاف علي اضافة المقطع اوف اما فيما يخص اسمها الاول فقد ذكر في بداية المقال انها توصف بالفتاة المسترجلة فحور اسمها لاسم ذكوري كلقب ليس الا 

اما مراجع الوكبيديا فترتكز علي الفلم الذي انتج عنها بالتالي ومن خلال السيناريو تقع الكثير من الاخطاء وهذا ماستجده في اغلب المواقع التي باللغة الانجليزية اما ان بحثت بالروسية فستجد العجب العجاب

اني احب مداخلاتك القيمة والفريدة فبها تتوسع مداركي كثيرا حفظك ربي

mi-17 كتب:

المرأه هذه ايقونه ومن الطبيعي ان يقال انها حاربت قي كل مكان في حين ان خدمتها الفعليه في الحرب لم تتجاوز العام الواحد 

السلام عليكم

حقيق اهنئيك علي خلاصة الخلاصة في المشاركة اعلاه

صحيح ان الاتحاد السوفيتي قد درج علي تطويير الجانب الدعائي للبلاد بايجاد رموز وصبغ البطولات الخارقة ونسج الروايات حولهم وخاصة اثناء سريان الحرب عن طريق الضباط السياسيون الذيني يمثلون الحزب ويقابلون اليوم فروع التوجيه المعنوي بالجيوش الحديثة عليه وفي ظل الحرب وصعوبة التوثيق فقد نسجت روايات غير حقيقة وبمرور الزمان وتداولها اصبحت حقائق تروي ومصادر يبني عليها

نعم بل الف نعم هذا هو التفسير المنطقي لوجودها باليونان والمنطقي اكثر اني وجدت هذه المعلومة كثيرا جدا بالمواقع الروسية ويؤكد هذا انها خدمة لفترة قصيرة جدا وقنصت عدد مهول وبعدها وصلت لرتبة الرائد بسرعة هائلة واعتمادها كوجه اعلامي ودعمي وانطلاقها لجمع الدعم المالي والمعنوي ولا ننسي الفراغ الروحي للشعب بالاضافة لويلات الحرب كل هذا تجعلهم يبحثون لرموز وبطولات تثري هذا الفراق وايضا لماذ انثي في تلك الفترة بداءة الانثي تشكل حيزا في المجتمعات ويمكن اعتبارها بداية تحرر المراة فعندما ذهب الرجال للحرب خرجت النساء من البيوت لادارة المصانع والمزارع والحياة العامة وعجلة البلاد ومنذها لم ترجع لللمنازل مرة اخري فمنطقي انها كانت وجه جاذب في وقتها

ولا يسعني الا ان اقول انها الشخص المناسب في المكان المناسب

والله اعلم

شآهدت الفيلم الخاص بها "القناصة" عرض في قناة  MBC 1على جزئين  يوم الثلاثاء