وعد رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي قبل فوزه بانتخابات مجلس الشعب عام 2014 بأن يجعل بلاده أقوى من ذي قبل عسكريًا.
وحينها تحدثت قيادة حزب بهاراتيا جاناتا عن دعم القوات المسلحة، من إعادة ملء مستودعات الذخيرة التي استنفذت وقت الحرب إلى جعل الهند معتمدة على ذاتها في العتاد العسكري.
اليوم وبعد مرور أكثر من نصف مأمورية الحكومة الحالية يبدو بحسب مراقبين أن البلاد تتهيأ لدخول حرب ما وذلك من خلال تعزيز وتطوير منظومة التسليح وزيادة مخزون السلاح.
وفيما بدا على أنه حركة استراتيجية، بدأت الهند “سرًا” بشراء أسلحة طوارئ وذخيرة من الخارج، من دول مثل إسرائيل وروسيا، وهما من بين أهم ثلاثة مزودي الهند بالأسلحة.
وورد تقرير في صحيفة “هفنغتون بوست الهند” تضمن أسماء الشركات العاملة على إنجاز تلك المشاريع العسكرية.وذكر التقرير أيضًا أنه وبسبب حساسية الأمر فإن ماهية وعدد المشتريات لم تكشف بدقة.وقيل بأن هذه المشتريات كلفت خزينة الدولة 3 مليارات دولار وتتضمن ذخائر من مختلف الأنواع؛ قاذفات صواريخ، وصواريخ مضادة للدبابات ومحركات دبابات.لجان الطوارئأعدّت وزارة الدفاع “لجنة ذات سلطة” تتكون من مسؤولين رفيعي المستوى مع أموال كافية “للشراء الفوري” للأسلحة اللازمة والذخيرة.ويحق للجنة الطوارئ أن تتخذ القرارات، كما يمكنها التفاوض على الأسعار وبالتالي تقليص زمن استلام الأسلحة.وذكرت تقارير بأن هذه اللجنة ستعمل بشكل فعّال فقط في أوقات الطوارئ.وأرسلت لجنتان من هذا النوع إلى إسرائيل وروسيا عام 2016 لإتمام المشتريات، وإضافة لذلك بدأت عمليات التوصيل السرية للأسلحة والذخائر فعلًا بحسب التقارير ذاتها.وباتت العديد من هذه الشحنات في طريقها إلى الهند، إضافة إلى أن الهند ترسل رحلات طيران خاصة إلى إسرائيل وروسيا لحمل هذه الأسلحة إلى البلاد.وطلبت الهند من إسرائيل تزويدها بطائرات بدون طيار (UAV) من طراز هيرون تي بي وتختبر حالياً أنظمة صواريخ باراك 8 أرض-جو (SAM) لصالح قواتها البحرية.أما اللجنة التي توجهت إلى روسيا فكان هدفها شراء أسلحة خاصة لسلاح الجو الهندي، فيما طلبت الهند مسبقًا نظام الدفاع الجوي الصاروخي أس-400، وحوالي 200 طائرة مروحية من طراز كاموف 226تي وأربعة فرقاطات من رتبة الشبح طراز كريفاك.وتتضمن بعض المخزونات التي تكدسها الهند قنابل عالية التفجير، ودروع حماية للدبابات وعربات نقل الجنود، وقاذفات قنابل يدوية مضادة للأفراد، وغيرها.لماذا تكدس الهند الأسلحة..هل تتهيأ لحرب؟وفي تقرير صادر عن المراقب والمراجع العام للهند أمام البرلمان عام 2015، تم الكشف عن أن أنواعا مختلفة من الذخائر التي تملكها الهند لا تكفي لخوض حرب مدتها 20 يومًا و”كان المخزون حرجًا أو يكفي لأقل من 10 أيام في آذار/مارس 2013″، أما الآن فإن السياسة الرسمية تنص على أن الهند يجب أن تمتلك ذخيرة تكفي 40 يومًا قتاليًا “مكثفًا” من احتياطيات فاقد الحرب (WWR). وبحلول تموز/يوليو 2016، أعلنت المجموعة الخماسية بأن الذخائر تكفي فقط لمدة 14 يومًا قتاليًا كثيفًا، لذا فإن الهند بحاجة لملء مستودعات الذخيرة لديها، والقيام بذلك عند بداية دخول حرب، وقد يكون هذا هو السبب وراء المشتريات السرية التي تقوم بها البلاد حاليا. وقال مسؤول أمني رفيع المستوى متحدثًا لصحيفة هفنغتون بوست الهند “مشتريات الطوارئ تهدف إلى سد النقص والحفاظ على الحد الأدنى من الجاهزية لأي حادث”.وأضاف “تبعًا للهجمات الدقيقة على البنية الأساسية للإرهاب في إقليم كشمير الذي تسيطر عليه باكستان من قبل القوات الخاصة الهندية، فقد أظهرت باكستان مناورات عدوانية ولذا سيكون من الحكمة للهند أن تبقى متأهبة دائما”.بينما تواجه الهند تهديدات من اثنتين من دول الجوار، باكستان والصين، وعليها أن تكون جاهزة لأي طارئ.وبعيدًا عن خضوع الهند لأية استعدادات لخوض أية مغامرة، فإن القوات المسلحة الهندية أيضًا تشهد تحديثات جديدة ضخمة، حيث أنها أنهت خدمة بعض الأسلحة القديمة منذ العهد السوفييتي لصالح أسلحة حديثة ومتطورة يمكنها أن تقدم أمام الصينيين قتالًا صعبًا.الهند وإستراتيجية “البداية الباردة”بصرف النظر عن مخزون الأسلحة في الهند، فإن تقارير وردت من الهند تفيد بأنها تعيد مراجعة استراتيجيتها الشهيرة الموسومة بالبداية الباردة، والتي ابتكرتها لمواجهة التهديدات الباكستانية خلال الحرب.وتتضمن هذه الاستراتيجية تحركات سريعة للجنود والمركبات المدرعة عبر الحدود ومهاجمة العدو قبل أن يتمكن من استخدام أسلحته النووية.ورغم عدم وجود أي تأكيد رسمي، فإن هناك بعض الأنباء التي أشارت إلى قول أحد المسؤولين العسكريين الهنود “ستتم مناقشة استراتيجية البداية الباردة في المستقبل القريب بين القيادات البارزة في الجيش كجزء من استراتيجية حرب جديدة”.
ومن المحتمل أن يرغب مخططو الاستراتيجيات الهندية في ضم منظور آخر للإرهاب والتهديدات النووية التي قد تكون جزءًا من حرب مستقبلية مع باكستان أوالصين.
وقال نيتين ميهتا، محلل دفاع هندي في تقرير لموقع “أخبار الدفاع”: “سوف تتهيأ استراتيجية البداية الباردة أساسًا للحروب التالية، والتي سوف تشتعل خلال وقت قصير، وتستمر لوقت قصير، ويتم القتال فيها بوتيرة عالية وكثيفة”. وأضاف “ستعني الاستراتيجية عمليات مشتركة بين القوات الجوية، والأرضية والبحرية، ما يستدعي تنسيقًا أكبر بين قيادات الجيش”.
مصدر