بداية لا بد من توضيح أن السلاح النووي هو في الحقيقة سلاح ردع Deterrent weapon, فأغلب دول النادي النووي إن لم نقل كلها تصرح بأنها تخصص سلاحها النووي لتوجيه الضربة الثانية Second strike.
لذلك يعتبر الحديث عن امتلاك قوة نووية, هكذا في المطلق دون تحديد هدف واضح و عقيدة نووية محددة, هو كلام غير دقيق على الأقل من الناحية العسكرية. فمصطلح الضربة الثانية Second strike يبين بوضوح أن الهدف من وراء السعي لإنشاء قوة نووية هو ردع عدو ما يملك أو يسعى لامتلاك هذا النوع من السلاح.
بالنسبة للحالة العربية, فالسعي لامتلاك سلاح نووي سيكون في إطار تحقيق عنصر الردع و الخوف المتبادل إما ضد إيران أو ضد الكيان الصهيوني. لذلك قد تبدو مصر و دول الخليج العربي خاصة السعودية و الإمارات العربية المتحدة هي الأقرب للتفكير بمثل هذا النوع من المشاريع.
لكن المتأمل في الوضع الراهن يرى أن الحديث عن "القنبلة النووية العربية" أمرا غير مطروح في ظل هذه الظروف.
أولا, لم يعد هناك أي مبرر في نظر الغرب للحديث عن هكذا موضوع من قبل دول الخليج العربي بعد الإتفاق النووي الأخير مع إيران.
ثانيا, انخراط أغلب الدول المحيطة بالكيان الصهيوني إما في اتفاقيات سلام و إما في هدنة غير معلنة يجعل سعيها للحصول على سلاح نووي لتحقيق عنصر الردع خارج دائرة اهتمام هذه الدول.
ثالثا, لا ننسى أن ضريبة الحصول على السلاح النووي هي العزلة السياسية و الإقتصادية و العسكرية...