عما قريب ستظهر إعلانات ” الطائرات محلية الصنع” و”السيارات محلية الصنع” و”الدبابات محلية الصنع” في الشوارع. ومن المفيد بحث الطائرات وسفن الطائرات والمروحيات والسيارات والدبابات كل على حدة لإثبات جوف مصطلح ” المحلي والقومي”. لذا سأنتقل للحديث عن فصيل الدبابة “ألتاي”، بشرط المحافظة على حقي في تناول خيبة كل منها.
خيبة البيراق في المحرك
مشروع دبابة ” ألتاي” لم يحرز إلى الآن أي تقدم نظرا لعدم توافر المحرك الذي كان يتوجب توافره فور بدء المشروع، فقد تم التمكن من انهاء مجسم النموذج الذي عُرض على الصحفيين بدعم من كوريا الجنوبية. وأنتج المجسم في أوتوكار (OTOKAR) التابعة لمجموعة كوتش. ويبدو أن الدول العربية اصطفت لشرائه.
لجأ القائمون على المشروع إلى MTU الألمانية وميتسوبيشي اليابانية من أجل دبابة ” ألتاي”. ولم تهتم كلتا الشركتين بمسألة توفير المحرك. وهذه المرة تم تكليف مجموعة البيراق المالكة لصحيفة يني شفق وTVnet بمسألة توفير المحرك.
من جانبها أعلنت عائل البيراق – المعروفة بقرة عين بلديات العدالة والتنمية – أنها ستصنع المحرك في Tümosan التي قاموا بشرائها في أجواء جذابة جدا قبل خصخصتها. وأسفر هذا الخبر عن ارتفاع أسهم شركة Tümosan في بورصة إسطنبول نظرا لكونها شركة عامة. وفي الثامن عشر من مارس/آذار عام 2015 وقّع مستشار الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير مع رئيس مجلس إدارة مجموعة البيراق نوري البيراق عقد التصنيع أمام عدسات الكاميرات.
رفض شركة نمساوية للمشروع
في بعض الأحياء شُهِد أدهم سنجق بجوار ألتاي لإقصاء كوتش. ولم تكن هناك دبابة في الأجواء، بل كانت توجد منافسة متقاربة للاستيلاء على الميزانية التي ستُخصص للدبابة.
وتبين أن شركة Tümosan لاتتمتع بالقدرة التي تمكنها من تصنيع المحرك. ودخلت شركة AVL ListGmbH النمساوية في المشروع اعتمادا على خبرتها واعتمادها، لكن عندما تباطأت الشركة تعطّل المشروع.
في الواقع يدور حديث حول أن الشركة لم ترغب في مواصلة المشروع عندما لاحظت نقص الخبرة والمعلومات التقنية. وهذه هى النقطة المحورية. طالما أن السلطات ظهرت على الساحات بمزاعم ” الصناعات المحلية والقومية” هل كانت تنتظر الثناء من الأجانب؟ لماذا يتشبثون بهم؟ ألم يقولوا إن بإمكاننا إنتاج دباباتنا الخاصة؟
هل تتدخل شركات خيالية في المشروع
على الرغم من أن القومية تنجح في الساحات الانتخابية فإنها لا تفلح بمفردها في مجال الصناعات. ومع اقتراب موعد الاستفتاء الدستوري الذي سيُعقد في السادس عشر من أبريل/ نيسان القادم لن أصاب بالدهشة إن قامت انجلترا بمد يد العون، فقد كان يتم الحديث عن إمكانية تولّى شركة RollsRoyce تزويد تركيا بمحرك الدبابة شرط ألا يتم تصديرها إلى دولة أخرى.
لذا هل تدعم شركة خيالية من انجلترا “” -مثل الشركة الخيالية التي رفعت أسهم بورصة إسطنبول- دبابة “ألتاي” في الوقت الذي يتراجع فيه الاقتصاد؟.
1