- سكنان كتب:
تحليل منطقي ومحتمل
لكن لتأكيد كلامك هل زالت الأسباب التي ذكرتها ؟؟
الاجابه لا
لماذا أذن عاد النفط السعودي ((بأسعار أقل من السعر العالمي)) للتدفق من جديد لمصر الحبيبه ؟؟
اهلا اخي سكنان
الاسباب لم تختفي و لم تحل و لا حتي يظهر حل قريب لها , فما حدث خلال الفترة الماضية سيترك اثاره علي المستقبل من كلا البلدين , فمصر لم تعد عندها الثقة الكاملة مثلها مثل السعودية تماما , الشك و الريبة يسيطران علي مشهد العلاقات.
السعودية تري ان النظام المصري يتسم بعدم الشفافية و المراوغة في الملفات المشتركة و غير جديرا بالثقة , كما تري ان علاقاتها الدولية و الاقليمية القوية تغنيها عن علاقاتها مع مصر و اقرب مثال التقارب السعودي التركي الذي يأخذ شكل استراتيجي بمرور الوقت.
مصر ايضا تري ان السعودية لا ترعي المصلحة المصرية في ملفات اخري , كما يحدث في ملف النيل و اثيوبيا علي وجه التحديد , ايضا في الملف السوري و حتي العلاقات السعودية التركية تسبب عدم ارتياح للمصريين , الي جانب اعطاء ابعاد طائفية للصراعات في الشرق الاوسط , و عدم تقدير للداخل المصري الرافض لاتفاقية تيران و صنافير , لكن الضربة القاضية كانت محاولة زعزعة الاوضاع السياسية بالنسبة للنظام المصري بقطع امدادات النفط و من ثمة قيام احتجاجات للشعب المصري ضد النظام.
لكن هناك امور تدخلت في حلحلة جزئية لهذه الاختلافات , فيبدو ان اسئناف امداد ارامكو بمصر لم يكن بعيدا عن تدخل امريكي , ميعاد الاعلان عن اعادة ضخ البترول السعودي كان متوازيا مع زيارة ولي ولي العهد السعودي الي امريكا و لقائه بالرئيس ترامب , ترامب يحاول اقامة ما يشبه ناتو عربي مناهض لايران يضم بعض الدول العربية المعتدلة (علي حسب تعبيره) مصر و الامارات و السعودية (الخليج عموما) و الاردن و بعض القوي الاخري , كما ان ترامب يحاول استعادة الثقة المصرية المفقودة تجاه امريكا (اعادة النفط السعودي لن يكون المبرر الوحيد لاستعادة الثقة المصرية لامريكا او السعودية).
كما ان الاحداث الحالية تثبت ان ايران يمكن ان تظهر علي الساحة المصرية عن طريق امداد مصر بالبترول , الامر الذي يبعثر اوراق اللعب في المنطقة , فايران لا تمثل عدوا مباشرا لمصر اكثر من كونه خصم استراتيجي اقليمي مثلها مثل تركيا تماما , شخصيا اعتقد ان هذا السبب كان الدافع الاساسي لخفض حدة التوترات المصرية السعودية مع بعض المساعدة الامريكية في ذلك.
عموما القاهرة تأخذ شكل المراقب الحذر لهذا التحالف الاقليمي الجديد و ليس من مصلحتها تأزيم العلاقات المقطوعة اصلا مع ايران بتكوين حلف مناهض لها , و الاغلب انها ستكتفي بتأكيد الرفض للتدخلات الايرانية في الشأن العربي مع التأكيد انها من اوائل الدول التي قطعت علاقاتها مع ايران.
العودة القوية لعلاقات البلدين مستبعدة في القريب العاجل حتي في ظل اخبار عن قمة سعودية مصرية علي هامش القمة العربية في الاردن ، رغم امتلاك مصر الرغبة في استعادة المملكة، إلا أن هذا لايعني بالضرورة الوقوف وراء هذا التحالف السعودي الأمريكي لمحاصرة إيران والذي كان الدافع الأساسي للمبادرة الأمريكية لحل ازمة العلاقات المصرية السعودية.
هناك مصالح معقدة و متشابكة للغاية في المنطقة , تضم قوي اقليمية و اخري دولية , و شبكة المصالح و العلاقات هذه تتحكم في الامور و ليست الدول اصحاب الشأن فقط.