[rtl]الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس[/rtl]
[rtl]رأت مصادر أمنيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب أنّ التصعيد في الشمال أوْ في غزة مرتبط بإسرائيل بشكلٍ أساسيٍّ، لافتةً إلى أنّه خلافًا لعدم الثبات الذي يُظهره نتنياهو، فهو يُتابع بشكل كافٍ رغبته بمنع مواجهةٍ عسكريةٍ أوْ قرار قيادي أيّ كان، إذ أنّه، أضافت المصادر عينها، يُفضّل أنْ ينتظر ليرى إذا ما تحققت صفقة عالميّة بين الرئيسين الأمريكيّ والروسي، كما أوضحت، بحسب ما أفاده مُحلل الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ، يوآف ليمور، أنّه في صراعه أمام أجهزة الاستخبارات، هناك شكّ إذا ما كان ترامب سيتوصل بشكلٍ عامٍ لمفاوضات حول صفقة كهذه، لكن جدير بإسرائيل أنْ تنتظر وتتأمل، على حدّ تعبير المصادر.[/rtl]
[rtl]وشدّدّت المصادر على أنّ إسرائيل تجاوزت الحدّ في الأسابيع الماضية، سواء في الشمال أوْ، حسب ادعاء حماس، في الجنوب. فتداعيات الهجوم على سوريّة، قبل أسبوعين، والاغتيال المنسوب لإسرائيل، الذي وقع في غزة الجمعة الماضية لم تتجاوزهما تل أبيب حتى الآن، ولكنّ المصادر استدركت قائلةً إنّ هذا لا يعني أنّ الحبل قد قُطع، وأننّا في طريقنا لمواجهة أمام حماس أوْ حزب الله، لكن ربمّا يعني أنّ هناك واقعًا جديدًا قد خلق على الجبهتين ويجب أنْ يتم أخذه بعين الاعتبار.[/rtl]
[rtl]وبرأي المُحلل فإنّه تحديدًا في الضفة الغربيّة، يتطور الواقع الدراماتيكيّ بالتعاون الوثيق مع الأجهزة الفلسطينيّة على وجه الخصوص. الشرطة الفلسطينيّة تحمي جندي الجيش الإسرائيليّ الذي يدخل بشكل خاطئ لبلدة سعير وتتم مهاجمته على يد الكثير هناك، ورئيس المخابرات الفلسطينية العامة ماجد فرج يصرح دون تردد: لن نسمح لحماس أنْ تُنفذ في مناطق الضفة الغربيّة عملية انتقامية بعد الاغتيال الذي وقع في غزة مؤخرًا.[/rtl]
[rtl]وأوضح المُحلل أنّه منذ عملية “الجرف الصامد”، في صيف العام 2014، توجد بين إسرائيل وبين حماس هدنة غيرُ مكتوبةٍ، لكن لها شروط واضحة، فقد مرّ عامان ونصف ولم تُطلق حماس أيّ طلقة واحدة نحو إسرائيل، بالمقابل، حماس تعمل على منع إطلاق الصواريخ من قبل تنظيمات متمردة، وشدّدّت المصادر على أنّ الفترة الحاليّة هي الأهدأ منذ حرب عام 1973.[/rtl]
[rtl]وتساءل المُحلل: على افتراض أنّ ادعاء حماس صحيح، ما الذي دفع نتنياهو للمصادقة على عملية الاغتيال في غزة، اغتيال يعلم جيدًا أنه سيكون له ثمن باهظ؟ هل كان هناك رسالة لقائد حماس الجديد يحيى السنوار، هدفها أن توضح له ضعفه؟[/rtl]
[rtl]وكشف المُحلل النقاب عن أنّه في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي مقتنعون بأنّ مازن فقها هو القوة الدافعة وراء جهود حماس للعودة لتنفيذ عمليات كبيرة في الضفة. لافتًا إلى أنّ حماس، تحت القيادة الجديدة برئاسة السنوار، تشعر بأنّها ملزمة بالرد، ليس لديها أيّ مصلحة بجر القطاع لمواجهة أمام إسرائيل، لكنها ستختار بعناية هدفها للرد.[/rtl]
[rtl]وأشار أيضًا إلى أنّه من المحتمل أنْ تتبنّى المعضلة التي حددها مؤخرًا حزب الله: واحد مقابل واحد، إطلاق نار أوْ قناص نحو جندي أوْ ضابط في الجيش الإسرائيليّ على السياج الحدودي للقطاع، هذا الرد سيؤلم إسرائيل لكن لن يجرها لحرب.[/rtl]
[rtl]وبحسب المصادر الأمنيّة، قال المُحلل ليمور، إنّ الجيش الإسرائيليّ يدرك هذه المعادلة وبعد الاغتيال المنسوب له أمر أفراده بالتقليل من التواجد الذي لا لزوم له على طول الحدود، لكن التجربة علمت إسرائيل أنّ دائمًا شخص ما سيظهر بالنهاية: إمّا أنْ يكون جنديًا، قائد سرية أوْ قائد كتيبة. في حال فعلًا كانت إسرائيل هي وراء الاغتيال، فهل كان فقها حقًا هدفًا قيمًا يستحق أنْ يتم دفع حياة مقاتل أو قائد مقابله؟ الإجابة على هذا السؤال في جهاز الأمن مختلفة.[/rtl]
[rtl]في الشمال، أضاف المُحلل، الحدث أكثر تعقيدًا، بعد أيام من محاولات فكّ الإشارة التي وضعها الروس أمامنا، تمركز في إسرائيل اعتراف بأنّ روسيا لن تكون قادرة على السيطرة على استمرار الهجمات في سوريّة، مثلما سيطرت حتى الآن، وإسرائيل، من جانبها، لن تستطيع أنْ توقف عملها ضدّ إدخال السلاح المتطور للبنان. علاوة على ذلك، قال المُحلل إنّ حزب الله أشار لإسرائيل إلى أنّه غير معني بحربٍ، لكن في حال فكّرت في مهاجمة مناطق لبنان فهذا سيتطلب من الحزب ردًا على ذلك. ورطة إسرائيل في حال أثيرت الحاجة للمهاجمة ثانية لن تكون هينة.[/rtl]
[rtl]في الوقت عينه، رأى المُحلل أنّ الرئيس اللبنانيّ ميشال عون عمل على تعزيز الردع الإسرائيليّ، ففي تصريح الشهر الماضي، قال إنّ حزب الله ولبنان واحد، ووضع عون عبئًا ثقيلًا على كاهل نصر الله، إذْ أنّه من الآن، حزب الله سيكون مسؤولًا عن أيّ ضررٍ يتسبب لدولة لبنان إثر أيّ خطوة يبادر لها الحزب ضدّ إسرائيل، وأضاف المُحلل ليمور إنّ عون يستحّق ضمة ورد من قبلنا، على حدّ تعبيره.[/rtl]
http://www.raialyoum.com/?p=649124