قبل عقود كشفت وثائق سريه للموساد الاسرائيلي ان مصر قد تلقت تنبيها قبل الهجوم الاسرائيلي عليها في 5 يونيو 1967
الوثائق الاسرائيليه قالت ان من قام بتسريب المعلومه لمصر هو ضابط عالي الرتبه في الجيش الاسرائيلي
هويه هذا الجاسوس الذي عمل لصالح مصر لاتزال سرا
ولكن لماذا لم يحاول احد تحري الامر ؟ ...... هذا سؤال اخر
كان على علاقه مقربه برؤسائه , وقد كسب ثقة الجميع , لقد علم بموعد هجوم الجيش
لقد عمل لصالح العدو وقام بتزويده بمعلومات حساسه
ولكن بعد ان تم الكشف عن هويته بعد سنوات , ادعى البعض بأنه كان عميلا مزدوجا
هذه قصه اشرف مروان , مواطن مصري قام بتبليغ اسرائيل بموعد هجوم الجيش المصري في حرب يوم الغفران في 6 اكتوبر 1973
وهو ممائل لذلك الضابط الاسرائيلي عالي الرتبه والذي قام بتسريب موعد الهجوم الاسرائيلي على مصر عشية حرب الايام السته
هذه المعلومات رشحت من وثائق للموساد الاسرائيلي تم كشفها عن طريق محرر في جريد هآرتس الاسرائيليه ويدعى جيتي ويتز
وقد تم الكشف عن هذه الوثائق بالصدفه البحتة
فالمحرر جيتي ويتز كان يبحث في ملفات ارشيف الدوله الاسرائيليه في القدس ضمن نطاق عمله وهو الجريمه والسياسه
لكن ويتز اكتشف صندوقا مكتوب عليه : الاتصالات بين رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق مناحيم بيغن والرئيس المصري السابق انور السادات والرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر منذ العام 1977
وكان الصندوق يحتوي على وثائق للموساد الاسرائيلي
ولم يكن من المعتاد رؤيه وثائق الموساد في مستودعات ارشيف الدوله الاسرائيليه , فهي غالبا بحاجه الى موافقات قبل ان يتم الافراج عن مايمكن الافراج عنه
واحده من الوثائق المهمه في هذا الصندوق الثمين تم الكشف عن محتوياتها منذ 30 عاما , لكن كاتب الوثيقه ظل غامضا انذاك
لكن هذه الوثيقه حملت اسم كاتبها وهو جوزيف بورات مدير مكتب الموساد في المغرب , وهو متزوج من فنانه اسمها اورنا بورات
جوزيف بورات قام بكتابه محضر الاجتماع الشهير بين وزير الخارجيه الاسرائيلي السابق موشيه دايان " مبعوث بيغين "
ونائب رئيس الوزراء المصري حسن التهامي " مبعوث السادات " والذي جرى في المغرب
تمت الاشاره في الوثيقه الى موشيه دايان بالرمز MD والى جوزيف بورات بالرمز Joseph
الوثيقه تتكون من اربع صفحات مكتوبه بالاله الكاتبه وتحتوي على محضر الاجتماع وتمت كتابه الوثيقه صباح 17 سبتمبر 1977
الاجتماع جرى في الساعه التاسعه مساء يوم 16 سبتمبر 1977
ولاتضم الوثيقه كامل الحوار لكنها تحتوي على الخطوط العريضه " او رؤوس اقلام "
وحوت نصف الوثيقه على تعليقات حسن التهامي كما حوت على تعليقات المضيف وهو ملك المغرب الراحل الحسن الثاني ووزير خارجية المغرب احمد لاركي
كما حضر اللقاء ايضا وزير العدل ورئيس وزراء المغرب
اما تعليقات موشيه ديان فلم تذكر في الوثيقه
كما تحتوي الوثيقه على ماتم الاتفاق عليه وهو :
موشيه دايان اجرى اتصالا بمناحيم بيغن ليحثه على الاستمرار في هذه القناة السياسيه
واذا ماتم التوافق على النقاط التي ذكرت في الاجتماع فأن دايان والتهامي سيلتقيان مره اخرى بعد اسبوع في اجتماع عمل
هذه الاتصالات السريه تم الكشف عنها بعد زيارة السادات الى القدس
ولكن لاتزال هنالك امور لم يتم معرفتها الى حد الان :
هل التزم دايان بانسحاب اسرائيل الكامل من سيناء في هذا الاجتماع ؟
وهل وافق بيغن على الالتزام بالانسحاب من سيناء تماما ؟
ام ان ديان قدم التزاما شخصيا بذلك دون العوده لرئيس وزرائه ؟
وموضوع الوثيقه قد قتل بحثا , فقد اشار ديان في كتابه " الاختراق " والذي طبع في العام 1981 الى الاجتماع
وقد ذكر ديان في كتابه معظم ماكتبه بورات لكن اضاف اليه تعليقاته التي قيلت في الاجتماع
وحسب كتاب ديان فأن التهامي قال بأن رغبة السادات في السلام مع اسرائيل ستعتمد على مدى قبول رئيس وزراء اسرائيل بيغين بالانسحاب من الاراضي العربيه المحتله " وليس فقط سيناء "
وليس من الواضح ماذا اجاب ديان حول طرح التهامي
لكن المهم في الوثيقه هو الجزء الاخير والذي تم تجاهله
والامر يتعلق بان مصر كانت تمتلك جاسوسا عالي المستوى في اسرائيل عشية حرب الايام السته
فقد احتوت الوثيقه على سؤال وجهه التهامي الى موشيه دايان : هل ان الرئيس عبد الناصر كان متواطئا معكم عندما ارسل المشير عبد الحكيم عامر على متن طائره للقيام بجوله تفتيشيه في سيناء في نفس الوقت الذي قامت به الطائرات الاسرائيليه بالهجوم وهو الساعه 8 صباح يوم 5 حزيران/ يونيو 1967 ؟
وحسب التهامي فأن الرئيس السابق جمال عبد الناصر كان على علم بموعد الهجوم الاسرائيلي على مصر
وان توقيت الهجوم الاسرائيلي على مصر وصلت الى المصريين عن طريق ضابط اسرائيلي ذو رتبه عاليه
وتم تحديد موعد الهجوم في الفتره بين 3-6 حزيران / يونيو 1967
وقد اكد ديان هذا الامر في كتابه عندما اشار الى ان المصريين كانوا يمتلكون جاسوس وهو ضابط اسرائيلي عالي الرتبه في موقع استراتيجي في القياده العسكريه الاسرائيليه , وان هذا الجاسوس اخبر المصريين بأن اسرائيل ستهاجم في الفتره بين 3-6 حزيران / يونيو 1967
وتدور تساؤلات حول مصداقيه حديث التهامي فالرجل غريب الاطوار وقد يكون قد اختلق القصه ليقوي زعمه بأن هنالك تعاون بين عبد الناصر واسرائيل
لكن في نفس الوقت كان للتهامي دور كبير في المخابرات المصريه والبرنامج النووي المصري
ويمكن مقارنه وضع التهامي في عهد السادات بوضع عمر سليمان في عهد حسني مبارك
وعندما يقول التهامي الى مسؤول سياسي وعسكري رفيع المستوى والى ممثل للموساد مثل جوزيف بورات بان مصر كانت تمتلك جاسوسا هاما في اسرائيل فأنه من المنطقي ان يتم التحقق من هذه المعلومه
واذا ثبتت صحتها فأنه بغض النظر " سواء القي القبض على الجاسوس او لم يقبض عليه " فأن الامر سيشكل احراجا كبيرا لاسرائيل
وهنالك ايضا احتمال ان تكون المعلومه زلة لسان من التهامي
او انه ببساطه اراد خداع الاسرائيليين
وعلى العموم فأن فتح هذا الموضوع بعد اكثر من ثلاثه عقود يبدو قابلا للتحقيق
وقد كان من المستغرب ان لاتقوم اسرائيل بفتح تحقيق او التأكد من صحة ماقاله التهامي انذاك , ولم يفتح تحقيق سواءا في الشين بيت او الاستخبارات العسكريه الاسرائيليه
وبالتالي لم تستطع اسرائيل اكتشاف الجاسوس المفترض الذي تحدث عنه حسن التهامي
وربما يكون احد الاسباب التي حدت باسرائيل عدم فتح تحقيق بالموضوع هو كون ان محادثات دايان-التهامي كانت سريه للغايه
بل حتى ان بيغين لم يعرف تفاصيلها بالكامل انذاك ولم يعرف عنها عزرا وايزمان وزير الدفاع الاسرائيلي
وربما هذا يفسر عدم معرفه رئيس الاركان الاسرائيلي موتا غور و مدير الاستخبارات العسكريه الاسرائيليه شلومو غازيت بهذه المحادثات اصلا في حينها
وربما يكون هنالك سبب ثان يقول بان زياره السادات للقدس بعد هذه المحادثات بفتره قصيره وضع الاستخبارات العسكريه الاسرائيليه امام تحديات جديده
ولم يستطع شلومو غازيت مدير الاستخبارات العسكريه من مطالعه وثيقه جوزيف بورات الا في العام 1979 " بعد سنتين من كتابتها !!"
والمستغرب انه لم ينظر لكلام التهامي على انه افصاح عن وجود جاسوس لمصر في اسرائيل
ولم يكلف نفسه تمرير الوثيقه الى مدير الشين بيت والذي كان يملك معلومات عن المحادثات كون رجال الشين بيت هم من امنوا ديان اثناء زيارته للمغرب
وربما يمكن القول ان المسؤولين الامنيين الاسرائيليين كانوا انذاك مشغولين ولم ينتبهوا للاشاره الواضحه التي اورها التهامي
لكن كان على خلفائهم ان يتابعوا الامر ويقوموا بفعل شئ خاصه بعد ان انهى ديان كتابه مذكراته وعرضها على لجنه وزاريه لاقرارها
وربما غياب ردة الفعل الاسرائيلي يعود الى ان الاسرائيليين كانوا مقتنعين الى ان التهامي كان يشير الى الجاسوس Yated او " رفعت علي الجمال "
والجاسوس Yated هو مواطن مصري قامت المخابرات المصريه بزرعه في اسرائيل تحت هويه مزيفه بأسم " جاك بيتون "
لكن سرعان مااكتشفت اسرائيل هويه الجاسوس Yated الحقيقيه واستخدمته لاحقا لخداع المصريين
وكان شلومو غازيت مدير الاستخبارات العسكريه الاسرائيليه اثناء حرب الايام السته 1967 يعرف جيدا بأن الجاسوس Yated يعمل لخداع المصريين منذ اواسط الخمسينيات
كما كان مدير الشين بيت يعرف بأن Yated كان ينقل معلومات مزيفه الى المصريين وخاصه بخصوص قوه سلاح الجو الاسرائيلي
وقد كان لهذه المعلومات المزيفه دور في نجاح الضربه الاولى لسلاح الجو الاسرائيلي على مصر صبيحة يوم 5 حزيران / يونيو 1967
الفرق بين اشرف مروان و Yated ان مروان كان عميلا اما Yated او " جاك بيتون " فقد كان مصدرا للمعلومات يقوم بتمرير المعلومات التي يحصل عليها من الضباط الكبار " وقد صور المصريون Yated بعد وفاته في المانيا عام 1982 بانه بطل مخابرات مصري "
وكان السر الكبير الذي حفظته اسرائيل عشية حرب 1967 هو وقت اقلاع الطائرات الاسرائيليه الى اهدافها
وكان كشف هذا السر للمصريين يعني ان مصر ستخلي مطاراتها من المقاتلات بحيث ان سلاح الجو الاسرائيلي سيجدها فارغه اثناء الضربه وبالتالي ستفقد اسرائيل المبادأه
وستتعرض المقاتلات الاسرائيليه للخطر كونها ستشتبك مباشره مع المقاتلات المصريه
توقيت الضربه الاسرائيليه على مصر تم تحديده من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ليفي اشكول عصر يوم الجمعه 2 حزيران / يونيو 1967 وحدد انذاك بأنه لن يكون قبل يوم الاثنين 5 حزيران / يونيو 1967
ويقول اسحاق رابين رئيس اركان الجيش الاسرائيلي في تلك المرحله بأن التاريخ الدقيق لبدا الحرب فقد جرى في اجتماع عقد يوم السبت 3 حزيران / يونيو 1967
وحضر ذلك الاجتماع : ليفي اشكول وموشية دايان والوزراء ابا ايبان ويغال الون ومدير مكتب رئيس الوزراء حاييم هرتسوغ ورابين نفسه
وحضر اللقاء ايضا مدير الموساد مائير اميت وسفير اسرائيل في واشنطن افراهام هارمان
اما تحديد ساعه الهجوم فقد كان في اجتماع لرئيس الاركان الاسرائيلي في الساعه 7 مساء 4 حزيران / يونيو 1967 حيث تقرر ان تنطلق الطائرات الاسرائيليه الى اهدافها في الساعه 7:45 صباح يوم 5 حزيران / يونيو 1967
لذلك كيف عرف المصريين ان اسرائيل ستهجم في الفتره بين 3-6 حزيران / يونيو 1967 ؟
هل ابلغهم Yated بذلك ؟
هل كان Yated يريد ارضاء رؤسائه المصريين بهذه المعلومه ؟
ام ان المصريين استنتجوا هذا التاريخ مجرد استنتاج ؟
ام ان التهامي كان يشير الى جاسوس اخر يعمل في اسرائيل لصالح مصر ؟
هذه الاسئله بحاجه الى اجوبه .......
---------------------------------------------------------------------------------
ملاحظه : يقول كمال حسن علي والذي كان يشغل مدير المخابرات المصريه في تلك المرحله التالي :
ان اللقاء الذي جرى بين حسن التهامي وموشي ديان في قصر افران بالمغرب كان يضم ديفيد كيمحي ايضا
وان الثلاثه , التهامي ودايان وكيمحي اجتمعا على انفراد فيما تم استبعاد كمال حسن علي من الاجتماع رغم انه كان مدير المخابرات المصريه
وحسب كتاب كمال حسن علي فأنه لم يتم تعريفه بالشخصين الاسرائيليين لكن وجه دايان كان مألوفا لكمال حسن على على الرغم من تنكر ديان
اما الوثيقه الاسرائيليه موضع المقاله فأنها تذكر وجود جوزيف بورات وليس ديفيد كيمحي في اللقاء
مصدر
مصدر 2