كشف سلاح الجو الايراني مقاتلته الجديدة والتي اطلق عليها اسم “كوثر” بحضور وفد رفيع المستوى على رأسه الرئيس الايراني حسن روحاني والذي امر بأقلاع الطائرة ضمن طلعة اختبارية امام وسائل الاعلام ، وقد عجت مصادر الاخبار بالانباء الكثيرة حول هذه الطائرة وحاول البعض التكهن بقدراتها في محاولة منهم لمعرفة قدراتها وفي هذا المقال سنستعرض قصة الطائرة الكاملة .
الطائرة والتي يدعي الاعلام الايراني انها طائرة جديدة ومصنوعة ايرانياََ هي في الواقع طائرة F-5F Tiger II الامريكية والتي تسلمها سلاح الجو الايراني منذ الستينات بالنسبة للنسخة A/B والسبعينات بالسنبة للنسخة E/F وكانت النسخة E/F نسخة متقدمة مزودة بمعدات متطورة وقتها مثل الرادار في انف الطائرة .
لم تكن النسخة “كوثر” هي النسخة الوحيدة التي اطلقها الايرانيون من المقاتلة F-5 Tiger فقد سبقتها نسخ متعددة مثل( افق ، سيمرغ ، اذرخش ، واخرها كوثر )
كانت لدى ايران جهود حثيثة في محاولة لأنعاش اسطولها من مقاتلات F-5 والذي يتكون من عشرات المقاتلات حيث عملت “جمهورية ايران الاسلامية” على استقطاب قطع الغيار بشكل سري من شركات غربية ، حيث تسببت العقوبات الامريكية بشل معظم الطائرات وتوقفها عن العمل بسبب حظر توريد قطع الغيار على ايران .
تم تأسيس شركات وهمية في العديد من الدول الغربية في محاولة لنقل قطع الغيار الى ايران ولكن تم كشف بعض الاجراءات مثل التي حدثت في فبراير 1993 حيث صادرت الجمارك البريطانية قطع غيار وشفرات لمحرك جينرال الكتريك J85-GE-21 تم تهريبها من شركة DBi Services بقيمة 1 مليون دولار وفي يوليو 2003 قامت وكالة الهجرة والجمارك الامريكية بتفتيش 18 شركة امريكية مشتبه بها بتصدير مكونات طائرات F-5 الى شركة Multicore Ltd الايرانية والواقعة في لندن بشكل سري .
بعد فشل المحاولات الايرانية لتهريب قطع الغيار فكرت الحكومة الايرانية في بناء وتصميم قطع الغيار بجهود ذاتية من خلال الهندسة العكسية من قبل شركات الطيران الخاصة بها حيث عملت شركة الصناعات الجوية الايرانية HESA والواقعة في مهر اباد واصفهان على صيانة واصلاح جميع انواع الطائرات بينما تتكفل شركة PANHA عمليات اصلاح المحركات وشركة GHODS تتكفل اصلاح الكترونيات الطيران .
وتحتوي مهر اباد على مرافق ومنشأت شركة HESA لأصلاح الطائرات وتعمير بدنها وبحلول العام 1995 تفاخرت الشركة بكونها قد انجزت اصلاح 55% من المحركات وأبدان الطائرات .
لقد ابقت القوات الجوية الايرانية على مايقارب 50 مقاتلة من النوع F-5 في الخدمة بعد الاعتماد الذاتي ولكن ظهرت مشكلة اكبر من مشكلة ابقاء الطائرة في الخدمة وهي تقادم هذه الطائرات وعدم قدرتها على تقديم الدعم الكافي في المعارك الحديثة حيث تتفوق الطائرات الحديثة بجيلين او ثلاث على مقاتلات F-5A/B !
ووضع الايرانيون خطط لتطويرها وتم تطوير بعضها بتطويرات طفيفة مثل التطوير “افق” الذي اشتمل على تطوير الرادار APQ-159 من خلال زيادة مدى الاكتشاف له من 32 الى 64 كيلومتراََ ومد التعقب من 16 الى 40 كيلومتراََ الى ان وصلوا الى النموذج “كوثر” الذي اعلنوا عنه مؤخراََ وقد اشتمل هذا التطوير على تحديث الكترونيات الطيران عبر تحديث قمرة الطائرة واضافة شاشات كريستال ملونة LCD ونزع مدفع من المدفعين الرشاشين M39A2 في مقدمة الطائرة واستبداله برادار اكبر واضافة انظمة ملاحة وكمبيوترات رقمية ونظام عرض امامي للطيار HUD ونظام خرائط ملاحي ونظام تحكم مبسط HOTAS في عصى الخانق ، كما يلاحض استبدال الكرسي القاذف للطيار الاساسي بكرسي قاذف روسي من نوع زفيزدا K-36 الذي تستعمله المقاتلات الروسية في سلاح الجو الايراني .
ويعد ابرز تحديث طرأ على المقاتلة هو اضافة الرادار المتعدد المهام والذي تشير بعض المصادر انه رادار صيني مع اضافة تسليح مكون من ذخائر محلية الصنع بتوجيه ليزري وصواريخ جو-جو من نواع R-73 وPL-7 قصيرة المدى والعاملة بالتوجيه الحراري وR-27 للاشتباك المتوسط المدى والعاملة بالتوجيه الراداري كما تشير بعض المصادر الى امكانية حمل المقاتلة لصواريخ “نور” الايرانية المضادة للسفن .
ورغم تطوير المقاتلة ببعض المواصفات العصرية الا انها قاصرة بشكل كبير امام اغلب مقاتلات الجيل الرابع ، فهي لازالت تحتوي على الب خصائص الجيل الثاني القديم .. وعلى سبيل المثال فأنها لازالت تستعمل محركات تربو جيت من نوع J-85-GE21 والتي تفتقر للموثوقية والاداء الفعال وتستهلك الوقود بشكل مفرط وتعاني من نسبة دفع ضعيفة (22 كيلو نيوتن من الدفع بعد استعمال الحارق اللاحق) وهذه العيوب تعود لكون المحرك قديم وهو اول المحركات النفاثة الامريكية والمحركات الجيدة تستعمل تصميم “تربو فان” الذي يتسم بخصائص تفوق تصميم “تربو جيت” القديم بعشرات الاضعاف فعلى سبيل المثال يعاني المحرك المستخدم على المقاتلة من بطيء شديد في التسارع وبلوغ السرعة المطلوبة مقارنة بمحركات الطائرات الحديثة .
وتفتقر الطائرة للتسليح الفعال حيث لايزيد مدى الاشتباك اكثر من 50 كم لصواريخها بينما يصل مدى الاشتباك لمقاتلة F/A-18E سوبر هورنت الامريكية الى 160 كم !
فضلاََ عن حمولة الطائرة الضعيفة والتي تصل الى 3 طن فقط مقارنة بمقاتلة F-16 والتي تصل الى 9 طن ومداها القتالي المحدود الذي لايزيد عن 700 كم وهو مايعطي الطائرة فرصة ضئيلة في الاشتباك الجوي القريب وكما تعاني ايضاََ من اوجه القصور المختلفة والتي لايسع ذكرها .