بعدما خدعت إيران.. هل تفلح مساعي روسيا لعقد صفقة أسلحة مع السعودية؟
يعلم السعوديون أن روسيا لا يمكن الوثوق بها دائمًا عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا الدفاع فقد خدعت موسكو الحكومة الإيرانية عندما باعتها نظام دفاع جوي.
في الوقت الذي تحاول روسيا جاهدة عقد صفقة أسلحة ضخمة مع السعودية، هناك أسباب تجعل المملكة تتردد كثيرًا في اعتماد موسكو كمورد موثوق للأسلحة، إذ سبق أن تحدثت تقارير عن أنها زودت إسرائيل بشفرات منظومة دفاع جوي باعتها إلى إيران.
وعلى الرغم من أن شركات الدفاع الأمريكية هي من أكبر المستفيدين من مبيعات الأسلحة الأجنبية إلى السعودية، وتستعد لجني مليارات الدولارات مع زيارة الرئيس دونالد ترامب القادمة إلى المملكة، إلا أن موسكو تكثف جهودها من أجل جذب السعوديين.
وقال ميليسا دالتون وهو زميل كبير ونائب مدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “لقد تغير سوق الأسلحة العالمية حيث بدأت السعودية عقد صفقات أسلحة أخرى مع منافسين للأمريكيين المتمثلين في روسيا والصين وأوروبا”.
وكانت وكالة الأنباء الروسية “تاس” ذكرت الأسبوع الماضي أن نائب وزير الدفاع الروسي قد أجرى اجتماعًا مع مسؤول عسكري سعودي كبير في موسكو.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في مقالة نشرت على موقعها الرسمي أن السعودية “تريد شراء الأسلحة الروسية الحديثة”.
وقال دالتون وهو مسؤول سابق في البنتاغون وعمل مستشارًا كبيرًا في التخطيط للقوة “إن الكشف عن محادثات الأسلحة بين السعودية وروسيا يتبع استراتيجية تستخدمها الرياض أحيانًا وهي تسليط الضوء على الموردين البديلين للأسلحة كوسيلة للحصول على صفقة أمريكية أفضل أو حتى موافقة”.
ومرة أخرى لا يزال السعوديون ينظرون إلى الروس بشكوك كبيرة نظرًا لأن موسكو تحتفظ بعلاقات وثيقة ليس فقط مع منافسة المملكة الرئيسة إيران، بل عدو آخر وهو الرئيس السوري بشار الأسد.
ويعلم السعوديون أن روسيا لا يمكن الوثوق بها دائمًا عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا الدفاع، فقد ذكر تقرير صحافي في وقت سابق من هذا العام أن الجيش الإيراني علم بأن الروس خدعوا الحكومة الإيرانية عندما باعوا لها نظام دفاع جوي.
وأشار التقرير إلى أن الروس قد زودوا إسرائيل بشفرات تسمح لطائراتها بأن تبدو ودية في المجال الجوي على نظام منظومة صواريخ s300 الدفاعية الروسية.
وبالمثل اشترى السوريون نفس نظام الدفاع الجوي وهو ما قد يفسر لماذا تمكنت إسرائيل من التحليق بطائراتها الحربية لسنوات عديدة في الفضاء السوري والإفلات من أنظمة الدفاعات الجوية.
و”S-300″ هو نظام صواريخ أرض جو تم تطويره خلال الحرب الباردة في أواخر السبعينات، ولكن خضع للتحديث ليقارن بنظام باتريوت للدفاع الجوي والصاروخي.
وتفيد التقارير أن طهران ودمشق قد أصلحا مسألة الشفرات لجعل النظام أقل عرضة للخطر. وحين هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية موقعًا عسكريًا سوريًا قبل نحو شهرين، واجهتها الصواريخ المضادة للطائرات، وفقًا لما ذكرته سوريا.
وبالنسبة للسعوديين، لم يعد لديهم حاجة لأنظمة الدفاع الجوي الروسية. فهم لديهم بعض المعدات الأمريكية الأكثر تقدمًا، بما في ذلك على الأقل نوعين من أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت.
وفي الواقع استخدمت المملكة أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ في آذار/ مارس لإسقاط الصواريخ التي أطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن المدعومون من إيران.
http://www.eremnews.com/news/arab-world/saudi-arabia/829277