اعلنت ايران في هذا الاسبوع عن اثنين من المكونات الجديده لما تريد ان يكون شبكة دفاع جوي فعاله , تطوير قد يؤدي في النهايه للوصول الى ماتريده ايران من اضعاف التفوق العسكري التقليدي للولايات المتحده وحلفائها في المنطقه
المحللين يقولون بان اعلان ايران الادخال الكامل في الخدمه لمنظومة S-300 الروسيه الصنع مع تطوير تكنلوجيا جديده للمراقبه هي خطوات تدريجيه الا انها لاتضعف قدره الردع التي تمتلكها الولايات المتحده واسرائيل ودول الخليج
وقال مارك مارتينيز، محلل إيران في معهد دلما: "إن إيران لديها تاريخ طويل من الأداء العسكري المبالغ فيه ... [و] الإعلان الأخير عن معدات رادار عسكرية جديدة يمكن أن يدخل كثيرا في هذه الفئة". واضاف "ان هذه الاعلانات تهدف الى خلق الخوف، لكنها غالبا ما لا تثير اي دهشةمن اخصائيي الدفاع".
وتفيد التقارير بأن أنظمة التتبع الجوي الجديدة، التي كشف عنها يوم الاثنين، مخصصة للاستخدام العسكري والمدني على حد سواء، ويبدو أنها تهدف إلى تعزيز وأتمتة قدرة إيران على تتبع الطائرات وتحليل البيانات التي تقدمها شبكات الرادار التابعة لها.
وكان ضابط كبير في قاعدة خاتم الانبياء للدفاع الجوي قد صرح يوم الاحد الماضي لوكالة انباء تسنيم الايرانيه بان نظام S-300 بعيد المدى قد تم دمجه وادخاله بالكامل في شبكة الدفاعات الجوية للبلاد وانها كانت متمركزة في مواقع استراتيجية في ايران .
هذا السلاح الروسي يدافع في المقام الأول ضد الطائرات، ولكن يمكن أيضا أن توفر بعض القدرات الدفاعية ضد كروز والصواريخ الباليستية.
كانت ايران قد اشترت أربع منظومات من طراز S-300 بمبلغ 800 مليون دولار أمريكي في عام 2007، ولكن تأخر التسليم بسبب العقوبات الدولية المفروضة على إيران بشأن برنامجها النووي. بعد توقيع ايران الاتفاق النووي مع القوى العظمى في 2015، تم تسليم نسخة مطورة، وهي S-300PMU2، أخيرا إلى إيران في العام الماضي.
في الشهر الماضي، ذكرت نشره IHS janes أن بيانات الأقمار الصناعية الجديدة أظهرت أن واحدة من منظومات S-300 - التي تتألف من أربع قاذفات متنقلة ووحدات رادار منفصلة - تم نشرها في مدينة بوشهر الساحلية الإيرانية لحماية محطة الطاقة النووية الاستراتيجية هناك .
واوضحت انها "تزيد بشكل كبير من قدرة ايران على مراقبة وتهديد الطائرات التي تحلق فوق شمال الخليج".
وقالت نشرة IHS Janes انه اذا تلقت ايران صواريخ 48N6E2 ذات المدى الاطول - التى لم يتم تأكيدها -و التى تستخدمها منطومة S-300PMU2 المطوره يمكن ان يكون لها مدى 200 كم، والرادارات لها مدى 300 كم. واوضح البيان ان هذا سيسمح لايران بمراقبة الحركه الجويه في مناطق من السعودية والكويت والعراق من بوشهر .
إن قدرات القوات الجوية لدول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة وإسرائيل تفوق بكثير إيران، وقد تجاوزت حتى الآن الدفاعات الجوية التي عفا عليها الزمن في البلاد. ولكن منظومه S-300 للدفاع الجوي تمثل تحسنا كبيرا يمكن ان يواجه ولحد ما العمليات الجويه لاعداء ايران حسب مايقول بعض المحللين
وقد بنت إيران ما يسمى ب "الردع الانتقامي" من خلال شبكتها الصاروخية الباليستية الشاسعة التي يمكن أن تطلق من البر والبحر وهي مصممة لتجاوز الدفاعات الصاروخية الخليجية والأمريكية من خلال أعدادها الهائلة.
والأهم من ذلك أن تكنولوجيا التوجيه الدقيق الإيرانية تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، كما يتضح من التجارب الأخيرة التي اجرتها ايران والتي ادت الى فرض عقوبات جديده عليها من قبل الولايات المتحده مما جعل التهديد الصاروخي الإيراني أكثر خطرا ودهما ، وخاصة لدول الخليج الصغيرة التي تتركز بنيتها التحتية الحيوية جغرافيا.
وبامتلاك إيران الآن لمنظومات S-300 للدفاع الجوي فأنه قد حصل تراجع للتفوق العسكري التقليدي التي يحملها خصوم طهران.
وقال مارتينيز: "ساعدت إيران على تقليص فجوة تكنولوجيتها مع الدول المتقدمة الأخرى مثل إسرائيل، ولكن لم يتم التغلب عليها بالكامل".
ومع ذلك فهي وحدها غير كافية.
وقال جيريمي بيني، محرر الشرق الأوسط وأفريقيا في موقع Janes defence weekly : "إن الاستحواذ على منظومة S-300PMU2 للدفاع الجوي يمثل تحسنا كبيرا، لكن إيران ربما لا تزال بحاجة إلى نظام دفاع جوي قصير المدى لحماية تلك الأنظمة من صواريخ كروز التي تطير في ارتفاعات خارج مظلة تغطيتها الجويه " .
وقال بيني إن إيران لم تمتلك للان منظومات دفاع جوي متوسطه المدى مثل Buk-M2 التي تستخدمها البلدان التي تشغل منظومات دفاع جوي من طراز S-300 إلى جانبها لإنشاء "مظلة دفاع متعددة الطبقات". واضاف "من غير الواضح ما اذا كانت النظائر الايرانية لمنظومه Buk تصل الى نفس مستوى الاداء او انها دخلت باعداد كبيره في خدمه الدفاع الجوي الايراني "
وقد أعلنت إيران عن إنتاج محلي لمنظومات رادار و مراقبة جوية جديده كل عام منذ عام 2014 بهدف بناء نظام دفاع جوي متكامل يتم فيه جمع البيانات مركزيا ويسمح للجيش باستخدام دفاعاته الجوية بسرعة أكبر وبدقة أكبر وبشكل خاص منظومه S-300 .
ويقول السيد جيرمي بيني بانه على الرغم من مزاعم ايران هذا الاسبوع بالاندماج الكامل لمنظومه S-300 الجديده فأنه من الصعب القول بشكل مستقل مدى نجاح هذه العملية حتى الآن، وما إذا كانت قادرة على دمج بطاريات S-300 الجديدة حتى الآن".
واضاف "ان ذلك يتطلب جمع البيانات الناتجة عن نظام S-300 مع مزيج من النظم الروسية القديمة والرادارات التى تطورها ايران محليا فى السنوات الاخيرة".
وهناك عقبة أخرى أمام طموحات الدفاع الجوي الإيرانية هي أنها قامت بنشر بنيتها التحتية العسكرية الاستراتيجية ومواقعها النووية على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد، لجعلها أقل عرضه للتدمير . ولكن هذا يعني أيضا أن أربع بطاريات S-300 ليست قادرة على حماية جميع المواقع الحساسه .
ويقول السيد مارتينيز "هذا هو السبب في أنهم على استعداد لشراء المزيد من انظمة S-300 الروسيه وسيكونون سعيدين بوضع أيديهم على منظومات S-400". منظومه S-400 هو نظام الدفاع الجوي الروسي الأكثر تقدما، وسوف تشكل تحديا خطيرا للقدرات الأمريكية والإقليمية.
https://www.thenational.ae/world/mena/iran-air-defence-improved-but-not-game-changing-analysts-say-1.624475